جددت الولايات المتحدة مساء الاثنين، رفضها للعملية العسكرية التركية التي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال والشمال لشرقي من سوريا، في حين أبدت الأخيرة استعدادها للتنسيق مع النظام السوري، لمواجهة العملية التركية المحتملة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس رداً على أسئلة الصحافيين خلال مؤتمر صحافي، إن “موقف واشنطن من العملية واضح، وسبق وأن أعلنت عنه في العديد من المناسبات منذ طرح احتمال شنّ أنقرة لعملية عسكرية في شمال سوريا”. وأضاف “لقد أكدنا أننا نشعر بقلق عميق بشأن المناقشات حول النشاط العسكري المتزايد المحتمل في الشمال السوري، ولاسيما تأثيرها المحتمل على المدنيين هناك”.
وشدد برايس على أن واشنطن “تدين أي تجاوز لخطوط وقف إطلاق النار المتفق عليها في تشرين الأول/ أكتوبر 2019″، معرباً عن “تفاؤله بوفاء أنقرة بالتزاماتها على هذا الصعيد”، ومشيراً إلى “رغبة حقيقية لدى واشنطن للمحافظة على هذه الخطوط”.
ودعا جميع الأطراف في مناطق وقف إطلاق النار إلى “احترام” هذه الاتفاقية، التي من شأنها أن “تعزز الأمن والاستقرار في سوريا والدفع باتجاه الوصول إلى حل سياسي شامل للصراع في سوريا”.
كما جدد برايس التأكيد على أن أي تصعيد جديد يتجاوز تلك الخطوط المتفق عليها يشكل “انتكاسات مكلفة”، ولاسيما على “الجهود الدولية لمكافحة تنظيم “داعش”، عدا عن الانتكاسات تلك المتعلقة بالاستقرار السياسي في سوريا”.
وحول إذا ما كانت أنقرة ستذعن للموقف الأميركي، قل برايس: “أريد أن أكون متفائلاً حيال الأمر، ولا أريد أن أكون متشائماً، لقد أوضحنا لهم بالفعل موقفنا من العملية المحتملة”.
“قسد” مستعدة للتنسيق مع النظام
من جانبها، أعادت “قسد” التأكيد على استعدادها للتنسيق المشترك مع النظام السوري؛ لمواجهة عملية عسكرية تركية محتملة تجاه ما وصفته بأنه “رغبة تركية لاحتلال الأراضي السورية”.
وجاء ذلك خلال اجتماع استثنائي للمجلس العسكري التابع ل”قسد” الثلاثاء، خصصته لمناقشة التطورات الأخيرة في مناطق شمال وشرق سوريا على إثر “التهديدات التركية بغزو محتمل يستهدف المنطقة”.
وقالت القيادة العامة لقسد في بيان، إن “الرد العسكري لقواتها على تركيا لن يقتصر على المناطق المستهدفة وحسب، بل سيمتد إلى مناطق أخرى خاضعة لنفوذ أنقرة في الشمال السوري”، مشيرة إلى أن العملية “ستهدد الجهود التي تبذلها في مكافحة داعش”، الذي “يستغل الاعتداءات المتكررة عليها من قبل الجيش التركي”.
وكان القائد العام لقسد مظلوم عبدي قد أكد الأحد، أن “قسد ستنسق مع قوات الحكومة السورية لصد أي غزو تركي للشمال السوري”، لافتاً إلى أن قواته “منفتحة على العمل مع قوات النظام للقتال ضد تركيا”.
وقال عبدي خلال مقابلة مع وكالة “رويترز”، إن “المزيد من التنسيق العسكري مع دمشق لن يهدد الحكم شبه المستقل في مناطق سيطرة قواته شمال شرقي سوريا”، داعياً جيش النظام إلى “تفعيل دفاعاته الجوية ضد الطائرات التركية للدفاع عن الأراضي السورية”.
“المدن”