ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: سيث فرانتزمان
قالت إسرائيل: إنها بصدد تغيير وتيرة ومسار استهدافها لإيران في المنطقة ويبدو أن هذا يلمح إلى تحوّل عام من الحملة بين الحربين، حيث تمّ تنفيذ آلاف الضربات الجوّية ضد إيران في سورية، إلى أنواع أخرى من العمليات.
فقد قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت: “سقطت إسرائيل في الفخ وقاتلت أذرع الأخطبوط تكتيكياً”. لكن الأخطبوط نفسه هو إيران. وأضاف أيضاً أن العقيدة الجديدة تنصّ على أنه في هذه الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل، لن يسمح لها أن تكون أحادية الجانب. وقال: “أريد إضعافهم وإيذاء قواتهم بكل امتداداتها. فهم ليس لهم مبرر للتواجد حتى مسافة تبعد 1000 كيلومتر من حدودنا. لا أريد أن أرى إيران في سورية أو على أي حدود لنا”.
هذا يعتبر بمثابة تحولاً عاماً مهماً للغاية. لكن السؤال الذي يُطرح أيضاً هو كيف ظهرت هذه التوترات الجديدة. فيما يلي بعض الأحداث الرئيسية في تصاعد التوترات مؤخراً.
تهديد الطائرات بدون طيار
شرعت إيران في عمليات موسّعة بطائرات بدون طيار ضد إسرائيل. وقد بدأ هذا بشكل جدّي في شهر شباط/فبراير من عام 2018 عندما أطلقت الجمهورية الإسلامية طائرة بدون طيار من سورية.
ثم حاولت مرة أخرى في أوائل عام 2021 ولاحقاً في أيار/ مايو باطلاق طائرات بدون طيار من العراق. وأرسلت طائرات بدون طيار إلى اليمن وهاجمت ناقلة في صيف عام 2021. وفي وقت سابق من هذا العام، حاولت أيضاً إطلاق طائرات بدون طيار فوق العراق متجهة إلى الدولة اليهودية.
وقد ناقش وزير الدفاع بيني غانتس تهديد الطائرات بدون طيار عدة مرات خلال العام الماضي، وسلّط الضوء على كيفية تدريب إيران لمشغلي الطائرات بدون طيار من المنطقة والإشارة إلى المناطق التي تتدرب فيها وتعمل بطائرات بدون طيار. وفي 17 أيار/مايو، ناقش تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانية وأشار إلى أن طائرتين بدون طيار أُسقِطتا فوق العراق في شباط/ فبراير. وقال: إن إسرائيل ستواصل منع إيران من نقل الأسلحة الدقيقة. وفي 29 أيار/مايو، كشفت إيران عن قاعدة سرية للطائرات بدون طيار.
الاغتيالات
في 22 أيار/مايو، اغتيل العقيد في الحرس الثوري الإسلامي حسن صياد خضياري في إيران. وقد اتُهم بالتورط في مؤامرات ضد إسرائيل في الخارج. وخلال الأسابيع القليلة التالية، توفي اثنان آخران من ضباط الحرس الثوري الإيراني في ظروف غامضة، وتعرّض المجمع العسكري الإيراني في بارشين لنوع من الحوادث، وأشارت التقارير في الخارج إلى أن بارشين أصيب بطائرة مسيرة. ويبدو أن إيران، الغاضبة من هذه الأحداث، تهدد الإسرائيليين واليهود في الخارج، بما في ذلك في تركيا.
السفن اليونانية
صادرت الولايات المتحدة النفط الإيراني قبالة جزيرة يونانية في 26 أيار /مايو، قائلة إنها صادرت النفط الموجود على سفينة تديرها روسيا بالقرب من اليونان. ثم احتجزت إيران سفينتين يونانيتين في الخليج العربي، بدعوى أن ذلك جاء كرد على الحادثة السابقة.
وأدانت الولايات المتحدة ودولاً أخرى التصرف الإيراني.
وتورّطت طهران في عمليات أخرى في البحر، سفن للتنقيب في عام 2019، وهاجمتها بطائرات بدون طيار وأيضاً نقل أصول الحرس الثوري الإيراني نحو البحر الأحمر حيث أن هناك صراع خفي ناشئ في البحر يشمل التجارة الإيرانية واستهدافها للسفن التجارية.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
انتقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران لتخصيبها اليورانيوم. ففي 31 أيار/مايو، قالت إسرائيل: إن إيران سرقت وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأدان مجلس المحافظين طهران في 8 حزيران/يونيو. ثم قالت إيران بعد ذلك إنها ستردّ وتحدّ من عمليات التفتيش وتغلق الكاميرات التي تراقب المواقع الحساسة.
إسرائيل ترفع قدرات الأسلحة الليزرية ودفاعات أخرى في تدريبات عسكرية
لقد بشّر بينيت بالتقدّم الذي أحرزته إسرائيل في دفاعات الليزر في أوائل حزيران يونيو. وأجرت إسرائيل أيضاً مناورة عربات النار، وأرسلت جنوداً إلى قبرص للتدريب.
يبدو أن هذه المناورة الهائلة جاءت استعداداً لصراع مُعقّد مُتعدّد الجبهات. وقد جاءت القيادة المركزية الأمريكية لمراقبة بعض جوانب التدريبات. وفي 7 حزيران/يونيو، قال بينيت: إن إسرائيل تعمل في جميع أنحاء المنطقة ضد إيران، مستهدفة رأس الأخطبوط الإيراني.
مزاعم شنّ غارات جوية إسرائيلية على سورية
في 7 يونيو/ حزيران، قالت سورية: إنها اعترضت غارة جوية إسرائيلية. وبعد يومين، ذكرت تقارير أجنبية أن سلاح الجوّ شنّ غارات جوّية على مطار دمشق الدولي. كانت هذه ضربة كبيرة، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية عن أضرار جسيمة في 10 حزيران/ يونيو.
إيران تُصعّد هجماتها على الولايات المتحدة في العراق
لقد نفّذت إيران حوالي 29 هجوماً في الأشهر الأخيرة ضد الولايات المتحدة في العراق وسورية. وهاجمت أربيل في 8 حزيران/ يونيو، مستخدمة وكلائها في العراق، ووقعت عدة هجمات أخرى في الأشهر الأخيرة استهدفت القوات الأمريكية في شمال العراق أو في سورية.
وحذّرت واشنطن إيران بعد هجوم على قاعدة التنف في سورية العام الماضي، ولكن الدولة المارقة تواصل زيادة هجماتها باستخدام الوكلاء.
“نداء بوست”