مع إنطلاقة الثورة السورية في شهر آذار/مارس 2011 انتهج نظام الأسد طريقة مختلفة للتعامل مع حراك السويداء الذي لم يتأخر عن باقي المحافظات السورية، فشكل سريعاً مجموعات وتشكيلات من شبيحة السويداء ما عرف لاحقاً بكتائب البعث و الدفاع الوطني لتتصدى للمحتجين والمتظاهرين وليدافع عن الشعار الذي طرحه وهو حماية الأقليات.
وتحت هذا الشعار ، أسند المهمة لهذه المجموعات ليصطدم متظاهري السويداء مع أبناء جلدتهم بدون الوصول لحد استخدام السلاح.
ولكن التطور اللافت والذي حدث مؤخراً في قرية خازمة جنوب شرق السويداء والاستباحة الكاملة لهذه القرية وبأيدي الدفاع الوطني وبشكل أكبر عصابة راجي فلحوط والتي أخذت مسمى جديد (حركة الفجر) وبذريعة القضاء على عناصر لقوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري والذين تحصنوا بها تم الهجوم على القرية وقصف وحرق وسلب بيوتها.
وتتلخص سياسة النظام اتجاه السويداء بأمرين أساسيين تشمل الحفاظ على السويداء تحت سلطته وهيمنته كورقة في بازار الحل السوري النهائي، وما سيؤول إليه الوضع في الجنوب السوري عموماً.
كذلك يعمل نظام الأسد على تكريس وتنويع خطوط تهريب المخدرات عبر أراضيها باتجاه الأردن والخليج، إذ أصبحت المحافظة رافد مالي مهم جداً للنظام وحليفه حزب الله من خلال هذه الخطوط، التي تدر عليهم الملايين اللازمة لتغذية سياساتهم والحفاظ على وجودهم.
وتأتي هذه التحركات بعد تسريب أخبار عن أن واشنطن بدأت بالفعل بعقد اجتماعات مع المخابرات الأردنية، بهدف تشكيل مجموعات مدعومة من قبلها لمعالجة التهديدات المتواصلة على حدود الأردن ، ولمواجهة التمدد الإيراني على الحدود السورية الأردنية، والتي قد تنتهي بإنشاء حزام أمني على طول حدود الأردن الشمالية مع سورية.
كذلك كثر الكلام والتكهنات عن هذا المخطط بالأشهر الأخيرة، فلذلك تم توجيه هذه الضربة إلى (قوة مكافحة الإرهاب) التي لاتخفي تعاونها مع فصيل مغاوير الثورة وقاعدة التنف كضربة استباقية ملاقة لهذا المشروع كي لا يكون في المحافظة قوة عسكرية أو فصيل يكون له دور في هذا المخطط إن تم تفعيله، فحرصت إيران وأجهزة النظام من خلفها على أن تكون المبادرة لإجهاض بوادر نشوء هكذا قوة.
ويعمل النظام على افتعال الفتن والنعرات الداخلية كما حدث في حي المقوس الذي تقطنه غالبية من عشائر السويداء، لتبقى المحافظة منشغلة بمشاكلها الداخلية على أيدي العصابات المرتبطة بالأمن والفصائل التي تمدها إيران وتمولها.
وبالمقابل ينقسم الشارع المعارض والناشطين في السويداء في تقييم ومواجهة هذا الوضع الذي وصلوا إليه، فمنهم من يرى أن لابد من وضع حد لهذا المخطط الذي أحاكته إيران والأجهزة الأمنية في المحافظة مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك.
وآخرون وقد يكونوا الغالبية يرون أنه قد وقعوا في الفخ الذي تم نصبه لهم لتدخل المدينة بفتنة داخلية.
ولا يتوقف التململ والسخط في صفوف المعارضة والناشطين بل أصبحت حالة عامة تجتاح السواد الأعظم من أهالي المحافظة.