نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين دفاعيين أميركيين أن روسيا حذرت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، الجيش الأميركي من أنها ستشن ضربات جوية ضد مسلحين محليين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوب شرق سوريا.
وأضاف المسؤولون أن ذلك أدى إلى قيام الولايات المتحدة بتحذير المقاتلين بسرعة لتحريك مواقعهم والتأكد أيضاً من عدم وجود قوات أميركية في الجوار، ولم يكن على القوات الأميركية التحرك لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية، لكن المقاتلين المحليين فعلوا ذلك.
ويبدو أن الضربات الجوية الروسية محسوبة للغاية، وتأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وموسكو بشأن الحرب في أوكرانيا. وتحاول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ضمان عدم تصاعد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سوريا حيث عمل الجانبان فيها بالقرب من بعضهما البعض لسنوات.
وقال المسؤولون إن التقييم الأميركي الأولي هو أنه من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد تلقّت أوامر بإخطار الولايات المتحدة في وقت مبكر وشنّ الضربات الجوية مع العلم أنها لن تضرب القوات الأميركية وأن الأميركيين سيحذرون حلفاءهم.
ولكن أحد المسؤولين قال إن الروس قد حققوا، على الأرجح، هدفهم المتمثل في “بعث رسالة” إلى الولايات المتحدة مفادها أن بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام.
وجاء الإخطار من قبل روسيا من خلال قناة اتصال تعمل منذ سنوات حيث يقوم كل جانب بإخطار الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير إذا لم يكن كل جانب على علم بأنشطة الطرف الآخر.
وتقول وجهة النظر الأميركية إن الروس كانوا يقللون من مخاطر حدوث أزمة، مع العلم أن الولايات المتحدة ستبلغ المقاتلين المحليين. ووقع الحادث في محيط قاعدة “التنف” في جنوب شرق سوريا حيث تعمل القوات الأميركية والمعارضة السورية منذ فترة طويلة.
وشنت الضربات على مواقع كان ينشط فيها مقاتلو جماعة “مغاوير الثورة” المدعومة من الولايات المتحدة، ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا لكن يعتقد أن الممتلكات تضررت.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الروس قالوا إن الجماعة نفذت هجوماً بقنبلة زرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية. وتعتقد الولايات المتحدة أن ذلك لم يحدث، وأن الروس زعموا ذلك كسبب لشن غارات جوية.
وهذا النوع من القصف الروسي نادر ولكنه ليس غير مسبوق، ففي شباط/فبراير 2018، تصاعدت المواجهة بسرعة وأصبحت مميتة عندما عبرت قوة قوامها 500 فرد معظمها من المرتزقة الروس التابعين لشركة “فاغنر” وميليشيا مسيحية موالية للنظام السوري نهر الفرات بالقرب من دير الزور.
ولا تزال مهمة عملية تلك الليلة غير واضحة، لكن القوات كانت تتقدم نحو حقل النفط “كونيكو”، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي مليشيا مدعومة من الولايات المتحدة تقاتل تنظيم “داعش” في سوريا.
وعندما بدأت قوات النظام قصف قاعدة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ردت الولايات المتحدة بضربات جوية عنيفة ونيران مدفعية استمرت قرابة 3 ساعات.
وحاول القادة العسكريون الأميركيون الوصول إلى نظرائهم الروس للتحذير من ردهم ولكن بحلول الوقت الذي تم فيه إقامة الاتصالات، كان الهجوم المضاد جارياً.
“المدن”