أحمد شعبان – باريس
على متن طائرتين هبطتا في باريس، تقلّان 35 طفلاً قاصراً و16 أُمّاً كانوا محتجزين في المعسكرات الخاصة بعوائل الجهاديين، الواقعة في شمال شرق سورية، وهي المرة الأولى التي تقوم بها فرنسا بإعادة جماعية لفرنسيين كانوا محتجزين في سورية.
من جانبها أوضحت وزارة الخارجية بأنّ الأطفال القُصّر “تم تسليمهم إلى مراكز لرعاية الأطفال” والأمهات “إلى الجهات القضائية المختصة”. بالنسبة للحكومة الفرنسية، فإن إعادة زوجات وأبناء الجهاديين المحتجزين في معسكرات شمال شرق سورية؛ هي قضية شائكة ومعقدة لما يحمله هذا الموضوع الحساس بالنسبة لفرنسا على المستويين الرسمي والمجتمعي.
المدافع عن الحقوق (منصب إداري مستقل) كان قد حثّ في نهاية أبريل\ نيسان الماضي، الحكومة الفرنسية على المُضي قدماً في إعادة جميع الأطفال الفرنسيين “بأسرع ما يمكن”. في الوقت ذاته؛ رأت فيه عدة جمعيات بينها “تجمّع العائلات المتحدة” بأنه “بادرة أمل”. تلك الجمعيات التي تضم عائلات فرنسيين غادروا إلى العراق وسورية للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إبان احتلاله لعدة مدن سورية وعراقية بدءاً من عام2014 إلى سقوط منطقة الباغوز آخر منطقة كان يحتلها بحلول 2019.
بين أولئك العائدين الجهادية إيميلي كونيغ تبلغ من العمر 37 عاماً، وهي إحدى أشهر “الجهاديين الفرنسيين”، والتي كانت تظهر بانتظام في مقاطع الفيديو الدعائية التي كان يبثها التنظيم، الجهادية التي وضعتها الأمم المتحدة على قائمتها السوداء لأخطر المقاتلين.
من جانبها أشارت جريدة اللوموند في تحقيق مشترك نشر اليوم، للصحفيين هيلين سالون وكريستوف أيّاد، بأنّ استجوابات طويلة تنتظر النساء، فقد تمّ مباشرة بعد هبوط الطائرتين فصل الأمهات الـ16، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 22 و 39 سنة، والصغار الـ 35. فيما تمّ القبض على ثماني نساء ومراهق “قاصر” يبلغ من العمر 17 عاماً على الفور. من قبل مديرية الأمن العام، حيث يتم الاستماع إليهن. ومن المنتظر أن يوجّه قاضي مكافحة الإرهاب للموقوفين؛ لائحة اتهام في الأيام المقبلة، وأن يُعادوا إلى الحبس الاحتياطي. كان من المقرر تقديم لائحة الاتهام إلى ثماني نساء أخريات صدر بحقهن مذكرات اعتقال يوم الثلاثاء.
بدورها قررت بلجيكا في نهاية شهر حزيران، إعادة جميع الأطفال البلجيكيين -كما فعلت ألمانيا- الذين لم يبق منهم سوى خمسة أطفال.