دفع الجيش التركي الجمعة، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور التماس في ريف حلب شمال سوريا، استعداداً للحملة العسكرية التركية المرتقبة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتي تهدف إلى تقليص نفوذ قسد عند الحدود السورية – التركية، بينما كثفت فصائل المعارضة المسلحة، من قصفها المدفعي والصاروخي، على مواقع قوات النظام في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية.
وقالت مصادر محلية، إن رتلاً عسكرياً تركيا دخل بعد منتصف ليلة “الخميس – الجمعة” من معبر الراعي في ريف حلب الشمالي، باتجاه منطقة الباب في ريف حلب الشرقي، كما دخل رتل آخر من معبر باب السلامة الحدودي، واتجه إلى النقاط التركية المنتشرة في منطقتي مارع وإعزاز شمالي حلب، يضم شاحنات إمداد ومدرعات وناقلات جند، ودبابات وذخائر، بالإضافة لعربات.
الرتل التركي الذي دخل منطقة “درع الفرات” في ريف حلب، هو الثامن من نوعه، منذ مطلع يوليو/تموز الجاري، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك على وقع التهديدات التركية الجديدة بشن عملية عسكرية تستهدف مناطق واقعة تحت سيطرة القوى التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والنظام. بموازاة ذلك، كثفت فصائل المعارضة العسكرية من قصفها المدفعي والصاروخي، على مواقع قوات النظام وميليشيات روسيا وإيران في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية، فيما أصيب شخص بجروح اليوم جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة أسفل سيارة في مدينة أعزاز شمالي حلب.
وقال مصدر عسكري، إن سرايا المدافع والصواريخ في غرفة عمليات “الفتح المبين” استهدفت بصواريخ الغراد تجمعات قوات النظام والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية في كل من “مدينة سراقب، وقرية داديخ، وكفربطيخ” في ريف إدلب الشرقي، و”ميزناز” شمال شرق إدلب، وبلدات “بابيلا، وحنتوتين، وكفرنبل، وحزارين، والملاجة، والدانا، وجرادة” في ريف إدلب الجنوبي. وأضاف المصدر لشبكة “بلدي نيوز” المحلية، أن “القصف جاء رداً على استهداف قوات النظام والطائرات الحربية الروسية للمناطق المحررة، وخرقهم لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر للمناطق المحررة شمال غرب سوريا”.
وفي الجنوب اعتقل جهاز “الأمن العسكري” ثلاثة أطفال بمنطقة درعا المحطة واقتادتهم إلى جهة مجهولة، دون معرفة الأسباب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عملية الأطفال الثلاثة الذين اعتقلوا على يد أجهزة النظام الأمنية متمثلة بفرع الأمن العسكري، نفذت بالقرب من سوق الحمام في درعا المحطة وهم من بلدة عتمان بريف درعا الغربي. وشهدت مناطق نفوذ النظام السوري خلال يونيو/حزيران المنصرم، 13 حالة اعتقال بينهم مواطنتان، لأسباب وتهم مختلفة أبرزها “التخلف عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام” و”التواصل مع جهات خارجية وجرائم الكترونية”، فيما توزعت تلك الحالات على النحو التالي: 6 بينهم شابة بريف دمشق، و6 في حمص، ومواطنة في دير الزور وفقا للمصدر.
ونصبت مجموعة محلية تابعة فرع الأمن العسكري في بلدة إبطع في ريف درعا الأوسط، صباح الجمعة، حواجز أمنية متنقلة في البلدة. وذكرت شبكة “تجمع أحرار حوران” المحلية الإخبارية، أنّ مجموعة من العناصر المسلحة بالأسلحة الفردية (كلاشنيكوف – مسدس) تتنقل في مواقع مختلفة داخل البلدة وتنصب حواجز مؤقتة على مداخلها ومخارجها، كما توقف “عناصر الحواجز السيارات والدراجات النارية من خارج البلدة” وسط تدقيق أمني تجريه على أبناء عشائر البدو في المنطقة. ووفقاً للمصدر فإن هذه التطورات جاءت نتيجة استهداف مجموعة من قوات النظام من قبل مجهولين في البلدة، وذلك بالأسلحة الرشاشة مطلع الشهر الجاري.
ويتهم أهالي درعا قوات النظام السوري والمجموعات الأمنية المدعومة من قبلها في إثارة الفوضى وضمان عدم استقرار المنطقة، ووفق المصدر فقد تصاعدت عمليات الاستهداف بحق المتعاونين مع أجهزة النظام والميليشيات الإيرانية في المنطقة، نتيجة الانتهاكات التي تمارسها على أبناء المحافظة من عمليات اغتيال واعتقال، بالإضافة إلى عمليات النهب والسرقة، فضلاً عن عملهم بالترويج للمواد المخدرة، والاتجار بها وتهريبها.
“القدس العربي”