الاقتصادية سوداوية، والبورصات تنخفض، والناخبون يفرون، خصوصاً الناخبين من الطبقة الوسطى – المتدنية. جمهور المصوتين التقليدي للحزب الديمقراطي.
الشرق الأوسط وتحدياته الآن في المكان السادس أو السابع في جدول أعمال بايدن. التضخم المالي يحتل المكان الأول، وبعده ضعف القانون والنظام داخل الولايات المتحدة، والهجرة غير القانونية من حدود المكسيك، والحرب الروسية – الأوكرانية، والصراع الاقتصادي مع الصين. هذا لا يعني أن بايدن غير مكترث بمخاوف إسرائيل ودول النفط من إيران. في قلبه هو معنا، لكن إيران مجرد سحابة قاتمة ضمن عاصفة كاملة الأوصاف. لن يأتي الخلاص من إيران.
نحن معتادون على أن نعزو لأمريكا دور الزعيم: عندما تقع مواجهة دولية تكون هي المتصدرة، السيدة، الوسيطة، وفي حالات هي التي تحاول فرض رأيها أو تستخدم قوتها العسكرية للحسم. حتى لو لم يحصل هذا دوماً في الواقع، فإنها فرضية العمل؛ هذه هي الاستراتيجية.
يعرض بايدن على أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة وإسرائيل على رأسها، استراتيجية أمريكية أخرى. ليس زعيماً بل مساعد؛ ليس وسيطاً، بل موفق؛ ليس عريساً، بل “إشبين”. إذا كانت إسرائيل، والسعودية، والإمارات، ومصر، والأردن، والبحرين مستعدة للتعاون في الجهد لكبح إيران، فستعطي أمريكا المشروع رعايتها.
صحيح أن التقارب بين إسرائيل ودول النفط ولد من ضعف أمريكا. هذه المسيرة، التي مصدرها سلسلة حروب زائدة، فاشلة، تورطت فيها أمريكا، وسلسلة مشاكل داخلية تفاقمت، لا تبشر بالخير للغرب ومن ضمنه إسرائيل، لكن هذا الواقع الصعب يحمل في داخله بشرى أيضاً: الفراغ الذي نشأ يطلب الامتلاء. هكذا ولدت اتفاقات إبراهيم، وهكذا نشأ احتمال للتعاون العسكري بين إسرائيل والسعودية. عندما يهبط بايدن في الرياض سيبذل جهده لتحقيق هذا الاحتمال.
إن التوفيق بين إسرائيل والسعودية هو البند الثاني في رحلته. بند محترم، لكنه ليس الأول. الأول هو زيادة إنتاج النفط. بدون انخفاض أسعار النفط في أثناء الخريف فإن الانتخابات النصفية في أمريكا ستنتهي على ما يبدو بهزيمة الديمقراطيين التي ستجعل النصف الثاني من ولاية بايدن عديد المعنى. مع كل الاحترام للبيد، فإن مصير بايدن السياسي متعلق بمحمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية.
كل شيء مرتبط بالحرب في أوكرانيا: ارتفاع الأسعار؛ والتقارب بين روسيا وإيران.
“أخونا يوسف”، هكذا دعا الرئيس هرتسوغ جو بايدن. بالفعل، بايدن يشعر بأنه ابن عائلة في إسرائيل منذ قرابة خمسين سنة. لكن مثلما أنشدت فرقة “كفيرت” أنشودة البقالة، هذا ليس يوسف: هذا هو التضخم المالي المرتفع، الحرب في أوروبا، الانتخابات المقتربة. الرئيس يسكن داخل مشاكله.
بقلم: ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت 14/7/2022
“القدس العربي”