قد لا يفوز أوميت أوزداغ المناهض للهجرة بمقعدٍ في البرلمان، لكنه استطاع أن يحّول مسار النقاش الوطني نحو اللاجئين، من خلال تعهّده بطردهم.

تزين خرائط تركيا وصُور مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية الحديثة، جدران مكتب أوميت أوزداغ في مقرّ حزب الظفر في أنقرة. وإحدى هذه الصور البارزة تشمل سورية والعراق باللونين الأخضر والأحمر، والمدن التركية التي تضمّ أكبر عدد من اللاجئين السوريين باللون الأصفر، والمناطق الموالية للأكراد في الشرق، التي يهيمن عليها حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، باللون الأرجواني.
وفقًا لأوزداغ، فإن الحشود الصفراء المؤلفة من حوالي (3,7) مليون لاجئ سوري في تركيا ستفوق عدد الأتراك في الجنوب القاحل، وستنجرف المنطقة قريبًا نحو حرب أهلية يزيد من تفاقمها أزمة المناخ. في غضون ذلك، سيهاجم مدٌّ أرجواني من الأكراد في الشرق تركيا، وتنضم إليه من سورية والعراق القوات الحمراء والخضراء لحزب العمال الكردستاني (PKK) للمساعدة. يحمل السياسي البالغ من العمر 61 عامًا نسخة أصغر من هذه الخريطة في مقابلاته التلفزيونية الشهيرة، محذرًا الأتراك العاديين من “الغزو الصامت”.

أسّس أوزداغ حزبه السياسي في آب/ أغسطس 2021. وحزب الظَّفر هو أحدث إضافة إلى تقليد طويل من الحركات القومية المتطرفة في تركيا. لكنه تبنّى -على عكس سابقيه- العداء تجاه الهجرة كقضية أساسية له، مقدّمًا نوعًا جديدًا من سياسات اليمين المتطرف.
على خطى مماثلة للعصبة الإيطالية، يدعو حزب الظفر إلى سياسات رفاه المواطنين (welfare policies) الأصليين في المجتمع التركي، مع الحدّ من وصول الغرباء. لكن الحزب يدفع خطابه القومي خطوة أخرى إلى الأمام، إذ يدعي أن اللاجئين يتم توطينهم عمدًا في تركيا، لزعزعة استقرار البلاد.
يحتوي البيان التأسيسي لحزب الظفر على إشارات عديدة لأتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، وإلى ثورته القومية بعد الحرب العالمية الأولى. ويعرّف أوزداغ التدفق الجماعي للاجئين من الشرق الأوسط إلى تركيا بأنه “هجرة مهندسة استراتيجيًا”؛ ومؤامرة إمبريالية متجددة، عادت إلى الظهور بعد قرن من الزمان من نشأة الجمهورية.
ويقترح أوزداغ أن الإمبرياليين في هذه المرة لن يستخدموا “جيشًا يونانيًا مستأجرًا” لتقويض سيادة تركيا؛ وإنما سيأتون بلاجئين من العرب السنّة، لتقويض الهوية القومية للأتراك.

على الرغم من أن أوزداغ ينتقد حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإسلامية الموجودة في الحكم منذ 20 عامًا، لكن هدفه الرئيس هو المعارضة. فهو كثيرًا ما يتهم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيس، الذي أسسه أتاتورك عام 1923، بالتخلّي عن قيم مؤسسه.
يَعدُّ ما لا يقل عن 16 في المئة من الناخبين في تركيا أنفسَهم مترددين، وهو يعتقد أن غالبية هذه المجموعة مستاءة من أنصار أردوغان. يحاول حزب الشعب الجمهوري وحليفه من يمين الوسط، حزب الجيد، اجتذاب هذه المجموعة من الناخبين المتدينين، والحفاظ على تحالف مع أحزاب المعارضة الأصغر التي أسسها أعضاء سابقون في حزب العدالة والتنمية الحاكم. غالبًا، ما تُنفَذ الاستراتيجية على حساب الناخبين العلمانيين. يسعى أوزداغ لملء هذا الفراغ الانتخابي، مستهدفًا المخاوفَ من نمط الحياة والغضب المتجاهَل، بخصوص الهجرة غير المنضبطة.
في حين أن معارضي أردوغان لم يتفقوا بعد على برنامج اقتصادي يمكن أن يهزمه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، أعلن أوزداغ موت الليبرالية الجديدة، واقترح حقبة من إعادة البناء.
يتمثل أحد مقترحاته الرئيسة في زيادة المزايا الاجتماعية وتعزيز التوظيف، وهو ما يدّعي أوزداغ أنه لا يمكن أن يحدث إلا إذا تخلّصت تركيا من عبء اللاجئين، هذه الاقتراحات ليست إلا صدى لشوفينية الرفاه الاجتماعي “an echo of the welfare chauvinism” التي تستخدمها الأحزاب اليمينية المتطرفة في الدول الاسكندنافية بغية جذب أصوات اليسار السابق، وقد استخدمتها مارين لوبان بنجاح، مع الشيوعيين والاشتراكيين السابقين في فرنسا، تحت شعار “الأفضلية الوطنية”. والاقتراح الرئيس لحزب الظفر هو نقل جميع اللاجئين بعيدًا في غضون عام واحد، سواء أرادوا المغادرة أم لا.
وفي حديث لمجلة (فورين بوليسي)، قال أوزداغ مقدّمًا مشروعًا يسميه (قلعة الأناضول): “إذا بقي هؤلاء [اللاجئون] هنا، ففي غضون عشرة أعوام ستبدأ حدود الشرق الأوسط من شمال غرب تركيا. لقد خططنا لكل شيء، حتى لا نسمح بحدوث ذلك”.. “في رحلة واحدة، يمكننا شحن (7500) لاجئ من إسطنبول إلى اللاذقية [في سورية]. … يمكن نقلهم بسهولة”.
يستلزم مشروع (قلعة الأناضول) الإعادة القسرية لجميع اللاجئين في تركيا، ويقترح بروتوكولًا أمنيًا حدوديًا أكثر شناعة من الجدار الفولاذي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث يدعو حزب الظفر إلى انسحاب تركيا من اتفاقية أوتاوا لعام 1997، مما يمكنها بالتالي من وضع الألغام الأرضية المضادة للأفراد على طول الحدود، ويقترح قتل جميع المتسللين.
عندما سُئلَ أوزداغ عن مدى الشعور بالقلق بخصوص الخسائر الإنسانية لهذه المهمة ورأي الناس بها؛ بدا أنه لا يعرف تأنيب الضمير تجاه ذلك، حيث قال: “لا شيء أسوأ من انزلاق تركيا نحو حرب أهلية”.
لنشر خطابه المناهض للهجرة، يستخدم السياسي البارع في وسائل الإعلام تكتيكات استفزازية لضمان حضور دائم له في دورة الأخبار. في شهر أيار/ مايو وحده، أجرى أكثر من 15 مقابلة في الشبكات والصحف الرئيسة. وتحدى وزير الداخلية في مبارزة، وأثار الجدل مع القادة السياسيين الآخرين، وأمر بتصوير فيلم قصير بائس، انتشر على نطاق واسع، بعنوان (الغزو الصامت Silent Invasion)، حيث يبين فيه أن حزبًا سوريًا سيفوز في الانتخابات التركية عام 2043، ويعلن اللغة العربية لغةً رسمية.
هانده كاراجاسو، منتجة الفيلم، التي احتجزتها الشرطة مدة وجيزة، بتهمة “نشر معلومات مضللة عن اللاجئين”، كانت تعمل سابقًا مستشارة مبيعات ومقدمة إذاعية، لديها الآن أكثر من 170 ألف متابع على (تويتر)، وهي اليوم جزء من شبكة مستخدمي الإنترنت الذين ينشرون تصريحات أوزداغ الصاخبة والمقابلات والصور الساخرة (ميم الإنترنت)[1] ولقطات الفيديو المزعومة للاجئين الذين يعبرون الحدود.
هناك دلائل على وجود ثقافة “يمين بديل”، تتكاثر عبر الإنترنت، تشبه إلى حد بعيد ما كانت تنشره وسائل التواصل الاجتماعي في حقبة ترامب في الولايات المتحدة. كثيرًا ما يسخر المستخدمون ذوو الأسماء المستعارة من الأقليات والجماعات المهمشة وممن يدافعون عنها. يقدم محررو مواقع الإنترنت المجهولة القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنتجي (يوتيوب وTwitch Streamers) تعليقات على شكل “أخبار” لجمهور شاب وغير ناضج سياسيًا.
غالبًا ما، تقترن الموجة الحالية عبر الإنترنت من الخطاب المناهض للهجرة بمشاعر مناهضة للاتحاد الأوروبي. قال كارا بكير أكويونلو، المحاضر في جامعة (SOAS) في لندن: “مع صفقة اللاجئين في عام 2016، تجاهلت أوروبا قيمها الديمقراطية المعيارية تمامًا، وتوصلت إلى اتفاق براغماتي للغاية مع حكومة تركيا. لقد أخبروا أردوغان بشكل أساسي أن بإمكانه فعل ما يريد في الداخل، ما دام يحرس الحدود”.
وعلى الرغم من انتقادات مؤيدي أوزداغ الشديدة للاتحاد الأوروبي، فإن خطته لنقل اللاجئين السوريين لا تتضمن ممرًا آمنًا إلى أوروبا لأولئك الذين يرغبون في المغادرة. قال أوزداغ: “لسنا مهتمين بتهديد أوروبا”.
“يمكننا أن نبني شمال سورية معًا، حيث يمكن لأوروبا أن تموّل عملية البناء، ويمكن للشركات التركية أن تبنيها، ويمكن لمن نعيدهم العمل”. وأضاف أن هذا في مصلحة أوروبا أيضًا. “تركيا غير المستقرة لن تكون مثل يوغوسلافيا أو سورية أو العراق. ستفرّغ المنطقة بأكملها مثل الثقب الأسود”.
يقلل غالبية منتقدي أوزداغ من تأثيره المحتمل، ويعزون شعبيته الحالية إلى التكتيكات المثيرة، وإلى الاهتمام غير المتناسب لوسائل الإعلام. لا يرغب النقاد المؤيدون للحكومة ولا المؤيدون للمعارضة في الاعتراف بأن شخصًا مثل أوزداغ يمكن أن يؤثر في السباق الرئاسي الضيق في العام المقبل. حيث ستكون الهجرة موضوعًا رئيسًا في انتخابات عام 2023، وأوزداغ هو أحد مظاهر الاستياء المتزايد الذي سيكون له تداعيات على كل من تركيا والمنطقة الأوسع.
قال سينم أدار، المحلل في مركز دراسات تركيا التطبيقية في برلين: “هناك سببان لازدياد ظهور المشاعر المناهضة للهجرة منذ عام 2018: الأزمة الاقتصادية، وإحباط الجمهور من حكومة حزب العدالة والتنمية”.
تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، لكن على مرّ السنين، تآكلت مصداقية الأرقام الرسمية لدرجة أنه لا يوجد إجماع على العدد الفعلي. الرقم الرسمي الذي قدمته الحكومة هو (4,8) مليون من أصل (86) مليون نسمة، عدد سكانها، وتدعي المعارضة أن العدد الحقيقي هو ضعف ذلك على الأقل.
تقول وزارة الداخلية التركية إن 500 ألف سوري عادوا إلى ديارهم، ابتداءً من نيسان/ أبريل 2022، في حين أن العدد الذي تحققت منه الأمم المتحدة يبلغ نحو 81 ألفًا. وعلى الرغم من عمليات الإعادة المبلّغ عنها، تُظهر البيانات الواردة من إدارة الهجرة التركية زيادةً في عدد السوريين في البلاد.
يمنح الافتقار إلى الشفافية المؤسسية أوزداغ مساحة كبيرة للعمل. ويزعم أن هناك أكثر من 10 ملايين أجنبي في البلاد، ويقول إن الحكومة التركية أنفقت 100 مليار دولار على اللاجئين، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
يُعدُّ تراجع الاقتصاد التركي عاملًا قويًا في إذكاء التوترات، فقد فقدت الليرة أكثر من 40 في المئة من قيمتها منذ عام 2018. ومع معدلات التضخم التي بلغت أكثر من 70 في المئة، فإن تكاليف المعيشة لا تطاق بالنسبة إلى كثير من الأسر. إن استغلال اللاجئين كقوى عاملة رخيصة يمكّن أرباب العمل من خفض الأجور في كل مكان، وهو الأمر الذي يثير استياء العمال المحليين.
في مقابلة مع سليمان صويلو، وزير الداخلية، أجريت معه حديثًا، اعترف عن غير قصد بممارسة عمالة اللاجئين غير الموثقة على نطاق واسع: “توظفون سوريين في مصانعكم من دون تأمينات، وما زلتم تجرؤون على التساؤل: ما الذي يحدث مع هؤلاء اللاجئين؟ مليون [سوري] سيغادرون. هل تعرفون من سيشتكي بعد ذلك؟ إنهم أصحاب الأعمال”.
هناك أيضًا توترات اجتماعية وثقافية مفتوحة للاستغلال. وجدت دراسة ميدانية أجرتها مجموعة الأزمات الدولية أن الأقليات التي تميل إلى التصويت لصالح المعارضة، مثل الأكراد والعلويين والعلمانيين، تعد اللاجئين “تهديدًا للتوازن الديموغرافي لتركيا”، وتعتقد تلك الأقليات أن الحكومة “توطن اللاجئين استراتيجيًا” لإضعاف كتل المعارضة.
هناك نظرية مؤامرة شائعة في دوائر المعارضة، تتمثل في منح أردوغان الجنسيةَ لملايين اللاجئين في محاولة لكسب مزيد من الأصوات، مما قد يسرق الفوز الانتخابي الذي طال انتظاره من المعارضة.
ويشرح المحلل أدار قائلًا: “هناك شيئان يحدثان في آن معًا؛ إضافة إلى اللاجئين السوريين، تستقبل تركيا هجرة غير نظامية من أفغانستان والعراق وإيران. وفي غضون ذلك، يهاجر المواطنون الأتراك من البلاد، وغالبًا إلى أوروبا وكندا والولايات المتحدة”.
اقتحم أوزداغ أخيرًا أبواب وزارة الداخلية، وادعى أن أكثر من 900 ألف سوري حصلوا على الجنسية إلى جانب 260 ألف شخص من إيران والعراق وباكستان وأفغانستان وقطر.
أيًا تكن حقيقة الأرقام، قال أدار: “إن تغيير التركيبة الديموغرافية يفاقم المخاوف القائمة من أن أردوغان سيحول تركيا إلى دولة إسلامية أكثر”، مشيرًا إلى أن موجة جديدة من القومية تنتشر بين شباب البلاد، وخاصة بين أولئك الذين لم يعودوا يرون مستقبلًا لأنفسهم في تركيا أردوغان.
في العام الماضي، أثار اهتمام الرئيس بتأمين مطار كابول، بعد استيلاء طالبان على السلطة، مخاوف من صفقة جديدة للاجئين في محاولة لإرضاء الغرب، وتسبب في رد فعل عنيف كبير. وعلى إثر ذلك، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم “الأتراك الشباب الغاضبون” بتعليق لافتات في عموم تركيا، كُتب عليها “الحدود شرف” و “لا أريد لاجئين في بلدي”.
أصبحت المطالبة بعودة اللاجئين الآن نزعة غير حزبية بين الجمهور، وتتولى كتلة المعارضة زمام المبادرة. وجد استطلاع حديث أن (90) بالمئة من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري، و(88) في المئة من مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، و(98) في المئة من مؤيدي الحزب الجيد القومي، يريدون إعادة اللاجئين.

أحزاب المعارضة عالقة بين المطرقة والسندان: إذا رفضوا المشاركة في نقاش أوزداغ المناهض للهجرة، فإنهم يخاطرون بالظهور غير مهتمين بمخاوف ناخبيهم، وإذا اختاروا مواكبة أوزداغ، فإنهم يخاطرون بجر الأحزاب الرئيسة بشكل أعمق نحو روايته، والسماح لحزب جديد من دون مقاعد في البرلمان بإملاء المواضيع السياسية.
نشر كمال كليجدار أوغلو، زعيم المعارضة الرئيس، بعد يومٍ من تحديه أوزداغ في مناظرة متلفزة، مقطعًا مجمّعًا لخطاباته، وهو يتعهّد بإعادة اللاجئين. وتناولت ميرال أكشنر من حزب (الجيد) القضية قائلة إن حزبها يؤيد العودة الإنسانية.
على الرغم من أن جميع السياسيين -عدا أوزداغ- يمتنعون عن التلميح إلى استخدام القوة، فإن إعادة التوطين هي السردية السائدة الآن. في الوقت الحالي، يتشكل النقاش العام حصريًا من خلال كيفية إعادة اللاجئين، ولا يُناقش أبدًا السيناريو البديل، حيث يبقى فيه اللاجئون أو لا يستطيعون العودة.
في وقت سابق من العام، قال الرئيس أردوغان إن تركيا ستواصل استضافة اللاجئين المحتاجين. لكن الحكومة غيرت موقفها أخيرًا، ووعدت بإجراء “عودة طوعية” لما لا يقلّ عن مليون سوري. أعلنت الحكومة أن هناك عملية جديدة في شمال سورية، لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني ونقل اللاجئين السوريين.
كان أردوغان حريصًا على تجاهل أوزداغ، لكنه بعد الإعصار السياسي الذي تسبب فيه استسلم أخيرًا، وردّ عليه: “هذا الجدل حول اللاجئين السوريين في الأيام الأخيرة هو جزءٌ من خطة قذرة. نحن نفهم ما تهدف إليه بقايا المخابرات”، هذا ما قاله في أيار/ مايو، مشيرًا إلى أن أوزداغ هو عميل يعمل لصالح المخابرات الأجنبية، وهي مهزلة شعبية في السياسة التركية. وأضاف أردوغان معترفًا بنفوذ أوزداغ المتزايد: “ما يقلقنا هو أن زعيم المعارضة الرئيسة يلاحق هذه الجدالات الصغيرة أيضًا”.
هذه نتيجة مثالية لأوزداغ وحزبه الذي تأسس منذ ثمانية أشهر، وقد قال: “بعد أن أسسنا حزب الظفر، بدأت كل من الحكومة والمعارضة في تغيير سياساتهما”. وقال لمجلة (فورين بوليسي): “لا ينبغي لأحد أن يشك في أننا من يقود المعارضة في تركيا”.
وقال أكويونلو: “أنا مهتمّ حقًا بالاتجاه الحالي. إن أوزداغ هو الذي يحدد شروط النقاش. قد لا نتحدث عنه في المستقبل القريب، لكننا سنتحدث عن القضايا التي طرحها؛ إن تلك القضايا لن تغيب أبدًا”.
من يصوّت لحزب الظفر حاليًا هم أقلّ من عتبة 7 في المئة، ولا يتوقع أن يفوز بأي مقعد العام المقبل. في المستقبل القريب، قد يتقاسم الحزب مصيرًا مشابهًا للفجر الذهبي اليوناني أو UKIP البريطاني، إما أن يتم إغلاقه بسبب زيادة التطرف، وإما أن لا يلقى اهتمامًا من أحد بعد تحقيق هدفه المحدد.
لكن أوزداغ لا يحتاج بالضرورة إلى أي مقعد للتأثير في السياسة، فقد نجح، في أقلّ من عام، في ترسيخ نفسه كمتحدث رسمي بارز بخصوص مشكلة اللاجئين في تركيا، وأجبر جميع الفاعلين السياسيين الرئيسين على أن يتبعوا قيادته.
أيًا كان من سيفوز في انتخابات 2023، فإنّ عليه الردَّ على الغضب الجماعي الذي حشده أوزداغ.
*- الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر عن رأي المركز ومواقفه من القضايا المطروحة
الاسم الأصلي للمقال | Turkey’s Far Right Has Already Won |
الكاتب | إيديل كارشيت، Idil Karsit |
مكان النشر وتاريخه | فورين بوليسي، FP، 12 تموز/ يوليو 2022 |
الرابط | https://2u.pw/pC8Sj |
ترجمة | وحدة الترجمة/ أحمد عيشة |
[1] ) ميم الإنترنت هو صورة أو عبارة أو صورة مع عبارة، أو فكرة، أو فيديو، او شخص ينتشر عبر الانترنت من شخص لآخر و عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يتغير بطريقة أو بأخرى عبر تداوله بين الناس. (المترجم)
“مركز حرمون للدراسات المعاصرة”