عن عمر ناهز السبعين عاما، فارقنا اليوم الأحد الكاتب والمخرج “غسان الجباعي”، بعد مسيرة حافلة عاش فيها نحو ٤٠ عاما ممنوعا من السفر والعرض والعمل، رحباً بحريته التي لم يتخلَ عنها.
ولد “الجباعي” المنحدر من محافظة السويداء في قطنا عام 1952، وتخصص بالأدب العربي، ثم اشتغل في المسرح ممثلاً ومخرجًا، ثم مدرسًا في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق لمادتي التمثيل ومبادئ الإخراج والمختبر المسرحي.
كذلك درَس في معهد كاربينكا كاري الحكومي في مدينة كييف من العام 1975 ولغاية العام 1981م وحصل في العام 1981م على شهادة ماجيستير في الإخراج المسرحي.
بعد ذلك عاد إلى أرض الوطن حيث اعتقل “جباعي” في نهاية العام 1982م ولغاية 1991م بتهمة الانتماء لحزب البعث الديمقراطي. وقد منع من التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية أكثر من مرة، ومنع من ممارسة عمله كمخرج. ومنع من السفر..
كتب في المسرح نصوصا ودراسات، كما كتب الرواية، وكتب كتابا عن العلاقة بين الثقافة والاستبداد، وأخرج الكثير من العروض المسرحية، التي منع بعضها من العرض، كذلك له في للدراما التلفزيوينة العديد من الأعمال منها:
مسلسل تل الرماد
مسلسل قرن الماعز
سهرة تلفزيونية “طيارة من ورق”
مسلسل عمر الخيام
مسلسل بقايا صور
مسلسل رمح النار
مات “الجباعي” في غفلة، تاركاً وراءه حلماً بفضاء رحب، فبماذا يفكر الآن؟! وهو القائل:
((أولئك الذين يموتون في غفلة عنا
يكبرون خلسة في القبور…
ترى، بماذا يفكرون.؟
هل هم متشائمون
هل يحلمون حلمنا
أم الأحياء فقط، يتشاءمون ويحلمون
هل يسخرون من آلامنا
أم يذرفون الدمع سراً، مثلنا
أم يتبسّمون، كلما ذكرناهم
يجلسون بيننا، من دون إذنٍ
يرقصون ويصخبون
ويطلقون من نوافذنا
حمام الكلام ونحل القبل
إن تعبنا أو صمتنا
أو فقدنا الأمل!!؟))
الراصد
تتقدم الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني بخالص العزاء لأسرته ومحبيه .
له الرحمة ولروحه السلام والخلود