هاجمت صحيفة موالية للنظام السوري حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بسبب عدم مشاركة الحركة في ردع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، إلى جانب «حركة الجهاد الإسلامي». وفي تقرير نشرته الصحيفة الإثنين، قالت إن «حماس غدرت بالمقاومة وردت على العدوان بالبيانات»، وأضافت نقلاً عن مصدر فلسطيني، لم تسمه، قوله إن «ما جرى خلق حالة شرخ كبيرة في الأوساط الفلسطينية، فأين دور حماس في ظل المجازر التي ارتكبت، وماذا عن دلالات وتبعات إعلان إسرائيل صراحة نجاحها في تحييدها، الأمر الذي أثار استياء شعبياً في قطاع غزة وعلى كل المستويات وشكل شرخاً معنوياً كبيراً».
وأضاف المصدر أن «هذه هي المرة الأولى التي تبرر فيها حماس عدم تدخلها لصد العدوان والدفاع عن أهالي القطاع وتقول: إنها ستدخل في ساعة الخطر». وتابعت الصحيفة بالإشارة إلى توتر العلاقة بين الفصائل في غزة، وقالت: «هذا هو الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل». وحسب مراقبين، يعكس تقرير الصحيفة (شبه الرسمية) استياء النظام من «حماس»، ويعبر بشكل واضح عن رفض النظام فتح صفحة جديدة مع «حماس»، علماً أن «حزب الله» اللبناني يقود هذه الوساطة. وقال مصدر فلسطيني لـ«القدس العربي»، إن الهجوم الذي شنته الصحيفة يعكس موقف النظام بالضبط، معتبراً أنه «في سوريا لا يوجد قنوات إعلامية خاصة، وإنما هي وسائل إعلام يدعي النظام أنها غير رسمية لتمرير الرسائل».
ويبدو حسب المصدر أن جهود المصالحة بين «حماس» والسلطات في دمشق، من جانب إيران و«حزب الله» اللبناني لم تُثمر حتى الآن. وفي أواخر تموز/يوليو الماضي، كان الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، قد قال إن «تسوية العلاقة بين حركة حماس وسوريا يهتم بها هو شخصياً، وأن المسار يتقدم بشكل إيجابي».
وأضاف في تصريح لقناة «الميادين» اللبنانية إن «الإخوة في حماس يقولون إنه لم يقدم أي نظام عربي ما قدمته سوريا للحركة وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى، وحماس وصلت بالإجماع إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن إدارة الظهر لسوريا لأنها جزء من محور المقاومة».
وقال نصر الله إن «سوريا منفتحة في ما يتعلق بالعلاقة مع حركة حماس، وقابلية الأمور جيدة والمسار إيجابي». حديث نصر الله جاء على خلفية تأكيد مصادر من «حماس» أن الحركة تستعد لفتح صفحة جديدة مع دمشق، واستعادة العلاقات بعد قطيعة استمرت 10 أعوام. وبعد ذلك أكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في «حماس» خليل الحية، صحة الأنباء التي تحدثت عن سعي الحركة للتطبيع مع حكومة دمشق، التي امتنعت عن التعليق. وتعليقاً، أشار الناطق باسم «المصالحة الوطنية» التابعة للحكومة السورية، عمر رحمون في لـ«القدس العربي» إلى اهتمام كبير من إيران و»حزب الله» بتحقيق المصالحة بين دمشق و»حماس». واستدرك: «لكن موقف دمشق رافض تماماً لذلك»، مرجعاً ذلك إلى «مواقف الحركة السابقة»، في إشارة منه إلى إعلان «حماس» موقفها المؤيد للثورة السورية.
وفي العام 2012، أغلقت قوات الأمن التابعة لدمشق مكتب رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق خالد مشعل، بعد أشهر من مغادرته العاصمة مع عدد من قادة «حماس». وأكدت الحركة في بيان في حينه، تعرض مكتب مشعل وهو أيضا مقر إقامته ويستخدم مقراً رئيسياً للحركة بدمشق، للمداهمة، مؤكدة أن «المكتب جرد من محتوياته وغيرت أقفاله وصودرت السيارات التابعة له».
“القدس العربي”