نشر أبو ماريا القحطاني القيادي البارز في هيئة «تحرير الشام» مقالاً أشار فيه إلى حق السوريين بالاعتراض على تصريحات وزير الخارجية التركي، لكنه انتقد حرق العلم التركي قائلاً إنه «ليس من مصلحة الثورة حرق العلم التركي، ووضع تركيا في خانة الأعداء»، خاصة بعد تصريحات لمسؤولين أتراك، قال القحطاني إنها تخالف تصريحات الوزير التركي.
واعتبر القحطاني أن لحرق العلم التركي اعتبارات لدى الشعب التركي الذي وقف إلى جانب الشعب السوري في مواجهة «الطغيان»، وأن هذا الفعل سيزيد من قوة موقف «العنصريين في المعارضة التركية» ضد المهجرين واللاجئين السوريين. وشدد على أن تصريحات «أوغلو» هي «خطأ واضح»، لكن الخطأ لا يجب أن يرد «بالخطأ».
لكن العضو في «اتحاد قوى الثورة السورية» محمد زكوان بعاج، كان له رأي آخر، إذ قال في حديثه لـ«القدس العربي» إن الذي قام بإحراق العلم التركي في بلدة أعزاز هو «من خيرة الثوار، وانه لم يتعمد الإساءة للدولة التركية أو الشعب التركي انما كان يبتغي لفت انتباه الحكومة التركية والرأي العام التركي للأوضاع المتردية التي وصلت إليها المناطق المحررة».
وأوضح أن تصريح وزير الخارجية التركي دفع ناشطين ومقيمين في شمال سوريا من «المستائين من الإدارة التركية لمناطقهم للاحتجاج على الاتراك». وقال «بعاج» إننا كنا نأمل أن «تتحول مناطقنا المحررة في ظل الإدارة التركية عبر ممثليها إلى نموذج في الإدارة والتطور الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، لكن الذي جرى أن تركيا اختارت مجموعة من الفاسدين أو السيئين لإدارة المناطق بلغ بهم الأمر إلى تطبيق ممارسات لا تختلف كثيراً عن ممارسات نظام الأسد في قمع الحريات ومصادرة الحق في التعبير وشن حملات الاعتقال».
وشدد بعاج في نهاية حديثه، على أنه ليس من السهولة «المصالحة مع النظام السوري، إنما يُفترض البدء بمحاكمة اركان النظام وإبعادهم عن الحكم في سوريا بعد سنوات طويلة من الاجرام بحق السوريين وتدمير مدنهم وتقسيم المجتمع السوري وانقسامه»، حسب تعبيره. وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اعتقال المواطن السوري الذي أحرق العلم التركي وشخص آخر قام بمساعدته وذلك بعملية أمنية مشتركة بين مديرية الأمن في كليس والشرطة العسكرية في أعزاز، مؤكداً أن العمل جارٍ للتحقق من المتهمين الآخرين والقبض عليهم.
واعتبر خلف محمد، أحد منظمي تظاهرات جمعة «لن نصالح» أن حرق العلم التركي كان «تصرفاً فردياً من شبان سوريين معظمهم لم يبلغوا سن الرشد من سكان المخيمات الذين شعروا بالغيرة على دماء الشهداء الذين سقطوا على يد قوات النظام، وكان صادماً لهم أن يسمعوا تصريحات تدعو إلى المصالحة مع نظام قتلهم وهجرهم ودمر مدنهم وحطم مستقبلهم».
ونفى لـ«القدس العربي» أن تكون أي جهات، حرضت أو دفعت في اتجاه إقدام «شابين سوريين من المهجرين على حرق العلم التركي، وهما من طلبة المرحلة الثانوية وسبق لهذه الشريحة أن نظمت تظاهرات عدة احتجاجاً على نسب النجاح المتدنية التي لم تصل العام الماضي إلى عشرة في المائة»، كما يقول.
مؤكداً أن «حرق العلم التركي تصرف مرفوض من الجميع، وهذا ما دعانا في ليلة الجمعة أثناء التحضير لتظاهرات لن نصالح إلى التشديد على عدم التجاوز على المؤسسات العامة أو المساس برموز الدول، خاصة العلم التركي، وقد كانت تظاهرة ناجحة مرت بدون أي إساءات لتركيا ورموزها أو أي دول أخرى»، مشيراً إلى أن «مشكلتنا هي مع النظام وحلفاء النظام وليس مع تركيا، في الواقع «هناك تراكمات فجّرت موجة الغضب هذه، منها الغضب من نتائج اتفاقات أستانة وسوتشي، والفوضى في إدارة المناطق المحررة».
لكن خلف محمد يعارض رفع العلم التركي في الأماكن العامة في شمال سوريا، ويرى أنه أمر مرفوض شعبياً، مؤكداً على ان «المشكلة في الأساس هي برفع العلم التركي على المباني العامة وفي الطرق والحدائق، كان على قيادات الجيش الوطني أن يتفاهموا مع الجانب التركي بالاكتفاء برفع العلم في قواعدهم ومعسكراتهم ونقاطهم العسكرية، والتوضيح لهم أن رفع العلم التركي خارج تلك القواعد والنقاط مرفوض شعبياً»، حسب قوله.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، كشف الخميس الماضي، أنه أجرى محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عُقد بالعاصمة الصربية بلغراد. وقوبلت تصريحات «اوغلو» بانتقادات واسعة على مستويات عدة، من بينها قيادات في فصائل الجيش الوطني الحليف لأنقرة، وأخرى من هيئة تحرير الشام التي تسيطر على محافظة إدلب.
“القدس العربي”