وأوضحت أن العملية الأولى استهدفت 6 جنود أتراك بينهم ضابط وعنصر في الاستخبارات مجتمعين حول مدفع بالقرب من ثكنة جيجكالان التابعة لناحية بيرجك في ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، أدّت إلى “مقتلهم جميعاً”، وجرح آخرين، إضافة إلى التسبب بانفجار مستودع للذخيرة في المكان المستهدف.
أما في العملية الثانية، “استهدفنا فيها ثكنة كوبرو باتيه، التابعة لمنطقة قرقميش في ولاية غازي عنتاب”، مبينة أنه “لم يتمّ التأكد من أعداد قتلى وجرحى جنود الجيش التركي”. فيما سقط جندي تركي قتيلاً وجُرح 3 آخرون، باستهداف عربة عسكريّة من نوع “كيربي” على الحدود مع ولاية ماردين جنوبي تركيا، بالعملية الثالثة.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت الثلاثاء، مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين من الشرطة العسكرية التركية، جراء هجوم نفّذته “تنظيمات إرهابية” على مخفر بيرجيك بولاية شانلي أورفا على الحدود الشمالية مع سوريا”.
وعلى إثر التصعيد، ردّت القوات التركية بقصف عنيف من قواعدها العسكرية المنتشرة بالمنطقة، إضافة إلى استخدام الطيران الحربي باستهداف مواقع قسد المشتركة مع النظام السوري في عين العرب شمالي حلب، ما أدى إلى مقتل 3 من جنود النظام، بحسب بيان وزارة دفاعه.
وتعليقاً، رأى الباحث السياسي في مركز “جسور” للدراسات فراس الفحّام في إعلان قسد، محاولة منها لإظهار عدم سيطرة روسيا على قرارها بالتزامن مع حديث عن تقارب بهذا الملف مع تركيا، يشارك النظام السوري من خلاله بمواجهتها، وبالتالي هي تجّهد لقطع الطريق أمام تلك التفاهمات.
ومن جهة أخرى، اعتبر الفحام في حديث ل “المدن”، أن قسد تسعى لإظهار عدم سيطرة قوات النظام الميدانية على المناطق الحدودية، وبالتالي هي رسالة تلوّح من خلالها مسبقاً بفشل أي تفاهمات مع النظام، وعدم الجدوى من الاستمرار في هذا الطريق.
والواضح من بيان قسد، أنها تشير صراحة إلى الاستمرار في التصعيد ضد تركيا، واستهداف مواقعها داخل حدودها، في إطار ما وصفته ب”مشروعية الدفاع عن النفس”.
وفي هذا السياق، لا يستبعد الفحّام أن تقف جهات دولية خلف التصعيد، هدفها إفشال التفاهمات الروسية-التركية، وهنا يشير إلى الولايات المتحدة، مُرجّحاً استمرار قسد بالتصعيد باستهداف الأراضي التركية.
ووفقاً للفحام، فإن قسد تستشعر خطوة الموقف المبني على تلك التفاهمات مع النظام، يُفقدها هامش المناورة الذي تسبح به قسد بين واشنطن وموسكو، مؤكداً أنها لا ترحب باتفاق مُلزم مع الدولتين، لأنها لا تحبذ فقدان ذلك الهامش بين الدولتين، الذي يضمن لها تنوّع خياراتها.