أكد القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية، دان ستوينيسكو، عدم وجود تغيُّر في سياسة بروكسل “القوية” تجاه الملف السوري، وأن زيارته الأخيرة إلى مناطق سيطرة النظام ليست للتطبيع معه.
وقال ستوينيسكو: إن الاتحاد الأوروبي لن يرفع العقوبات المفروضة على النظام السوري، ولن يطبع علاقاته معه، ولن يشارك في عملية إعادة إعمار سورية، إلى أن يقوم نظام الأسد بعملية سياسية ذات مصداقية.
وأشار إلى أن الزيارة التي أجراها قبل أسابيع إلى حمص وحلب وحماة هي إنسانية وهدفها التعرف على الموقف على الأرض، معتبراً أن هذا الأمر طبيعي كون الاتحاد الأوروبي أكبر مانح لسورية في آخِر 11 عاماً حيث أنفق 27 مليار دولار لمساعدة السوريين داخل وخارج بلادهم.
وحول حجم التنسيق مع النظام السوري خلال هذه الزيارة، قال ستوينيسكو: “لم يكن هناك أي تنسيق بين الاتحاد الأوروبي والنظام بشأن هذه الزيارة والتي كانت بمبادرة من الأمم المتحدة والمنسق الأممي المقيم الذي نسق الزيارة، والاتحاد انضم لها بهدف رؤية المشاريع التي نمولها”.
وشدد على أن هذه الزيارة لا تعني شرعنة النظام، وموقف الاتحاد الأوروبي السياسي لم يتغير، وإنما هي فرصة لمقابلة السوريين والتحدث معهم ومع المنظمات الإنسانية غير الحكومية بشكل مباشر.
وفي الثامن من شهر آب/ أغسطس الجاري أجرى القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية، دان ستوينيسكو، زيارة إلى مدن حلب وحمص وحماة، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
وقال ستوينيسكو في تغريدة على تويتر: “قمتُ اليوم بزيارة محطة مياه الخفسة في حلب، وهي جزءٌ من شبكة مياه الشرب الأوسع في سورية، إذ تؤمّن المياه لـ 3.2 مليون نسمة”.
وأضاف: “يدعم الاتحاد الأوروبي، عبر إيكو، استثمار اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البنية التحتية الضرورية للمياه، معتبراً أن “دعم استمرار الخدمة الأساسية أولوية إنسانية”.
وندد فريق منسقو الاستجابة “بالتطبيع المستمر الذي يمارسه المجتمع الدولي مع النظام من خلال زيادة وتيرة الاجتماعات المكثفة مع مسؤولين دوليين وقيادات من النظام تحت مسمى تطبيق مفاعيل القرار 2642”.
وأوضح الفريق في بيان أن “ذلك لمناقشة مشاريع التعافي المبكر والعمل على تفعيل عدد من مشاريع المياه والكهرباء، بغية استمرار نظام الأسد في سيطرته على سورية”.
وانتقد الفريق “تناسي المجتمع الدولي الأزمات الإنسانية في شمال غربي سورية، وتجاهل أكثر من 4.3 مليون مدني بينهم 1.5 مليون نازح في مخيمات ومواقع إقامة عشوائية وخاصةً مع تزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المدنيون في المنطقة”.
وتابع: “لم نلحظ هذه الزيارات إلى الداخل السوري وإلى مخيمات النازحين من قِبل هؤلاء المسؤولين والاطلاع على احتياجاتهم الكاملة والتي يعد أبرزها العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها سابقاً نتيجة الجرائم المرتكبة من قِبل روسيا والنظام”.
كما شدد على أن هذه الزيارات ستنعكس سلباً في الفترات القادمة على كل الجهات التي تحاول إضفاء الشرعية الكاملة على النظام، مؤكداً أن جميع تلك المحاولات سواء أكانت سراً أم علانية محكوم عليها بالفشل.
“نداء بوست”