اعتبر وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو أن انسحاب القوات التركية من الشمال السوري يضر بتركيا والنظام السوري على حد سواء، منتقداً مطالبات النظام السوري المستمرة بالانسحاب.
وقال تشاووش أوغلو رداً على سؤال حول اشتراط النظام خروج تركيا من الأراضي السورية من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، إن مطالب النظام السوري “طرح غير واقعي”، مشيراً إلى خطورة “التنظيمات الإرهابية” في تلك المناطق. وأضاف “إذا انسحبنا من تلك الأراضي اليوم فلن يحكمها النظام، وستهيمن عليها التنظيمات الإرهابية، هذا الأمر خطر علينا، وخطر على النظام أيضاً، يعني أنهُ خطر على سوريا كلها”.
وأوضح تشاووش أوغلو أنه تناول هذه القضية خلال لقائه مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في العاصمة الصربية بلغراد في تشرين الأول/أكتوبر 2021، حيث أخبر نظيره السوري بضرورة وجود توافق داخل البلاد من أجل السيطرة على هذه المناطق.
وأضاف أنه لم يخفِ حقيقة أن النظام سمح ل”إرهابيين” من المناطق التي كان يحاصرها سابقاً بالذهاب إلى إدلب. وقال: “هذه الأراضي هي أراضٍ سورية، وكررنا دائماً بأننا لا نملك أطماعاً فيها، ولكن في الوقت الحالي، هناك بيئات من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً علينا في حال لم نكن موجودين هناك”.
وقال تشاووش أوغلو رداً على المحادثات مع سوريا: “تجري مناقشاتنا حول صيغة أستانة واللجنة الدستورية وقضايا أخرى حول طاولة الحوار بالفعل، حيث نتوسط من أجل خطوات بناء ثقة بين النظام والمعارضة في إطار صيغة أستانة، مثل قضية تبادل الأسرى وتبادل الرهائن”. وتابع: “خارج هذا الإطار لا توجد محادثات سياسية على المستوى الثنائي، وكما قلت سابقاً، المفاوضات مع سوريا مستمرة على المستوى الاستخباري”.
وكانت وكالة “رويترز” كشفت الخميس، أن رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان زار دمشق لمدة يومين خلال الأسبوع الجاري، والتقى برئيس جهاز الأمن القومي السوري علي مملوك، وذلك من ضمن لقاءات مكثفة حصلت بينهما مؤخراً.
وقالت الصحافية في جريدة “النافذة” التركية نوراي باباجان إن مملوك اشترط على نظيره التركي “عودة الجنود الأتراك الموجودين على الأراضي السورية إلى منازلهم”، قبل الشروع بالتفاوض على قضية اللاجئين التي يشكل حلها أبرز نقاط القوة لتحالف الحزب الحاكم خلال الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو 2023.
“المدن”