في دليل إضافي على جدية الجانب التركي بالتصعيد الميداني ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تتزايد وتيرة الأعمال العسكرية للجيش التركي ضد «قسد» وقواعدها المشتركة مع قوات النظام السوري شمال سوريا، عبر القصف المباشر واستخدام الطائرات المسيرة، كخيار بديل عن الحملة العسكرية المباشرة، وذلك لتحقيق الهدف التركي المعلن، في إنشاء منطقة آمنة، لتبديد مخاوف أنقرة ومواجهة التهديدات على أمنها القومي قرب الحدود مع سوريا، حيث شن الطيران الحربي التركي موجة من الهجمات، مستهدفاً مواقع «قسد» على طول خط التماس على الشريط الحدودي شمال سوريا.
ونقلت وكالة «نورث برس» الكردية، عن مصدر عسكري قوله إن طائرة حربية تركية، شنت الأحد ثماني غارات «استهدفت موقعاً للجيش السوري» ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح ثلاثة آخرين من قوات النظام في قرية جيشان 25 كم شرقي مدينة عين العرب، كما استهدفت الأسلحة الثقيلة قرى على طول خط التماس.
الوحدات الكردية تعتقل 35 من عناصرها بشبهة التعاون مع أنقرة
وقال المصدر العسكري، إن القوات التركية قصفت بقذائف المدفعية والهاون، قرى زور مغار، خرابيسان، كوران، وكولتب؛ في ريفي مدينة عين العربي الشرقي والغربي، كما سقطت أربع قذائف من الجانب التركي على محيط المدينة.
60 صاروخاً
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش التركي والفصائل المسلحة، قصفت الأحد ريف الحسكة، بنحو 60 قذيفة صاروخية ومدفعية، مستهدفة مناطق في قرى بين عامودا والقامشلي، وهي الجرنك وهرمرش وبدلو، بالإضافة لمركز منطقة أبو راسين، وقرى تل الطويل والطويلة وقرية عبوش في ريف المنطقة، وكربشك في ريف الدرباسية الغربي، كما قصفت تل زيوان شرقي مدينة القامشلي، وقرية روتال السريانية شمال غرب ناحية قحطانية.
كما قصف الجيش التركي مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشرقي، مستهدفًا قرية قرموغ الواقعة في ريف عين العرب الشرقي.
وعلى خطوط التماس في بلدة عين عيسى، 50 كم، شمالي الرقة، قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة، قُرى مشيرفة والجهبل، والفاطسة، حيث لم تزل هذه المناطق تحت مرمى النيران التركية. وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، الأحد، إن القوات التركية، استهدفت بعشرات القذائف المدفعيّة والأسلحة الرشّاشة، قُرى في الرّيف الغربي لتل أبيض، والشَّرقي لبلدة عين عيسى، مشيراً إلى أن قذائف ورشقات دوشكا مصدرها القاعدة التركية في قرية الشركراك، 50 كم، شمالي الرقة.
ونشرت «قسد» شريطاً مُصوّراً يظهر فيه القصف التركي الثقيل على قرى في ريف عين عيسى، وذكرت أن قرى: قرفلي الكبيرة، كور حسن، وصليبي، في ريف مدينة تل أبيض الغربي، تعرضت للقصف من قبل القوات التركية والفصائل التابعة لها.
وردًا على التصعيد الميداني، أعلنت قوات الدفاع الشعبي، الأحد مقتل 8 جنود أتراك وإصابة 2 آخرين، خلال 8 عمليات نوعية نفذتها قوات الكريلا، حسب المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) والذي أكد تم تدمير طائرة مسيّرة من نوع درون».
تزامناً، اعتقلت قوات من «قسد» عشرات الأشخاص من العسكريين والمدنيين في عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، وذلك على خلفية الاستهداف الجوي الأخير الذي نفذه طيران مسيّر تركي على المنطقة وقتل خلاله 5 عسكريين.
وقال المرصد السوري إن «قسد» اعتقلت 35 من عناصرها و21 من المدنيين، و2 من عناصر قوات النظام المتواجدين في اللواء 93 ضمن عين عيسى، للتحقيق معهم بشأن الاستهداف الجوي التركي، لكشف المتعاونين مع الاستخبارات التركية والذين يرسلون إحداثيات مواقع العسكريين وتحركاتهم إلى الجانب التركي بغية استهدافهم.
ووفقاً للمصدر فإن من ضمن القتلى الذي قضوا بالاستهداف الجوي التركي، 2 من القيادات العسكرية البارزة، وأحدهما مطلوب للحكومة التركية.
وأمس الأول قتل 5 عسكريين بقصف تركي، 3 من الشرطة العسكرية و2 من الكوادر، نتيجة استهداف طائرة مسيرة تركية لآليات، عند حاجز قرب اللواء 93، الذي يتواجد ضمنه عناصر من قوات النظام و«قسد» في ناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.
جنوب سوريا
وإلى الجنوب السوري، ونتيجة عجز النظام السوري عن ضبط المنطقة، شكل شبان محليون في عدة بلدات شرق درعا مجموعات محليّة مسلحة، لحفظ أمن المنطقة، وضبطها من خلال تسيير دوريات عسكرية وإصدار جملة قرارات تداولها الأهالي السبت، على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفق شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية» فإن بلدتي النعيمة وبصرى الشام في ريف درعا الشرقي، أصدرتا بياناً توضيحياً حول هذه الخطوة التي جاءت «لحفظ أمن وأمان تلك البلدات وضبطها بعد تزايد عمليات السرقة والاغتيال والحوادث» حيث «اتخذت المجموعات هذه الخطوة تلبية لشكاوى الأهالي، وأصدرت قرارات تمنع دخول الملثمين إلى البلدات وتواجد الدراجات النارية في محيط المدارس والقيادة بسرعة عالية أو لمن هم دون سن الـ 15 عاماً».
وتعتبر الدوريات العسكرية أن أولى مهامها «ملاحقة تجّار المخدرات ومروجيها والسارقين ومحاسبتهم ضمن القانون».
وينتمي عناصر هذه المجموعات المحليّة، وفق «تجمع أحرار حوران» إلى «معظم بلدات الريف الشرقي في محافظة درعا، التابعين للواء الثامن الذي شكّلته روسيا من فصائل المعارضة بعد اتفاق التسوية الذي وقعته مع الفصائل منتصف عام 2018، وكان يتبع للفيلق الخامس الروسي قبل أن تتغير تبعيته لفرع الأمن العسكري بدرعا».
وتشهد محافظة درعا فلتاناً أمنياً منذ سيطرة النظام بموجب اتفاق التسوية الذي رعته روسيا آنذاك، وتعتبر عمليات الاغتيال التي ينفذها ملثمون وميليشيات محليّة تتبع للأفرع الأمنيّة في درعا من أبرز أسباب الفوضى في الجنوب.
وكان مكتب توثيق الانتهاكات قد سجل خلال شهر أغسطس /آب الفائت، 33 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 9 من محاولات الاغتيال.
“القدس العربي”