كشف قائد القوات الجوية المركزية الأميركية الجنرال أليكسوس غرينكويتش عن ضغط متزايد يواجه القوات الأميركية جواً وبراً من قبل القوات الروسية قي سوريا بعدما أصبحت الأخيرة أكثر شراسة هناك منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال غرينكويتش خلال حلقة نقاشية في مؤتمر الطيران والفضاء الإلكتروني إن الوجود الروسي في سوريا أمسى “أكثر عدوانية منذ غزو أوكرانيا”، مضيفاً أن القوات الأميركية تواجه “ضغطاً متزايداً من الجو والأرض من قبل نظيرتها الروسية”.
وتابع: “لدى الجيش الأميركي قوات على الأرض تحلق فوقها طائرات روسية مسلحة، والطيارون والملاحون الجويون على اتصال وثيق مع الروس كل يوم، ويعترضونهم ويرافقونهم ويتأكدون من بقاء قواتنا على الأرض آمنة في سوريا والعراق، بينما يواصلون القتال ضد تنظيم داعش”.
واعتبر غرينكويتش أن هذا النشاط الروسي المتزايد مدفوع من “بعض الشخصيات القيادية الروسية المتواجدة الآن في سوريا بسبب فشل البعض من هؤلاء الضباط في أوكرانيا” ومحاولة تعويضه في سوريا، وقال: “لقد فشل بعضهم في أوكرانيا وهم الآن في سوريا، بتقديري هم يحاولون صنع اسم لأنفسهم مرة أخرى، واستعادة المكانة داخل القوات المسلحة الروسية، ولا أعتقد أنهم سينجحون، لكن هذا ما يحاولون القيام به”.
وتعتمد القوات الأميركية على آلية منع التصادم أو ما يعرف بالخط الساخن مع القوات الروسية منذ تدخلها المباشر لصالح النظام السوري في معاركه العسكرية ضد الفصائل العسكرية المعارضة في 2015، والتي غيّرت من وجه خريطة السيطرة العسكرية على الجغرافيا السورية لمصلحة النظام.
ومنتصف حزيران/يونيو، قصفت طائرتان روسيتان الفصيل المعارض جيش “مغاوير الثورة” الذي تدعمه وتدرّبه الولايات المتحدة والمتمركز في قاعدة التنف التي تخضع لسيطرة الجيش الأميركي على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن. واستخدمت حينها القوات الروسية الخط الساخن لإخطار القوات الأميركية نيّتها شنّ الضربات على الفصيل المتحالف معها.
وعلى الرغم من وجود هذه الآلية، إلا أنها لم تمنع وقوع بعض الحوادث بينهما، كان أعنفها عندما تعرض 500 مقاتل تابعين لمرتزقة “فاغنر” الروسية وقوات النظام لقصف جوي عنيف من قبل الطائرات الأميركية في 2018، قضى على إثره معظمهم، حين حاولوا العبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات بهدف الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في حقل كونكيو للغاز الذي تتخذه القوات الأميركية كقاعدة عسكرية لها.
“المدن”