شهدت البادية المتصلة بين الحدود الإدارية لريفي دمشق والسويداء الشرقي، وليس ببعيد عن قاعدة التنف الأميركية، مناورات عسكرية مشتركة تجرى لأول مرة بين أضخم فرقتين عسكريتين تابعتين شكلياً لجيش النظام السوري، “الفرقة 25-قوات خاصة” بقيادة سهيل الحسن والمدعومة من روسيا، والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد والمدعومة من إيران.
وقالت وزارة الدفاع في حكومة النظام في بيان، إن “إحدى التشكيلات المسلحة في الجيش السوري نفّذت مشروعاً تكتيكاً عملياتياً بالذخيرة الحية”، موضحةً أنه استمر لأيام، وشاركت فيه “مختلف صنوف القوات البرية والجوية في ظروف تحاكي في طبيعتها المعركة الحقيقية”.
وقالت وزارة الدفاع في حكومة النظام في بيان، إن “إحدى التشكيلات المسلحة في الجيش السوري نفّذت مشروعاً تكتيكاً عملياتياً بالذخيرة الحية”، موضحةً أنه استمر لأيام، وشاركت فيه “مختلف صنوف القوات البرية والجوية في ظروف تحاكي في طبيعتها المعركة الحقيقية”.
وأضافت الوزارة أن المناورات جرت بحضور قائد القوات الروسية العاملة في سوريا اليكساندر تشايكو، ورئيس هيئة الأركان العامة في جيش النظام عبد الكريم محمود إبراهيم، إضافة إلى “عدد من كبار ضباط القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة”.
وشاركت في المناورات طائرات حربية وطائرات حوامة نفذت تدريبات على عمليات إنزال “خلف خطوط العدو”، إضافة لعمليات إطلاق صواريخ من نوع أرض-أرض، فضلاً عن مشاركة الدبابات التي تشتهر بها الفرقة الرابعة بقوة خلال التدريبات.
خندق مشترك روسي-إيرني
ولم تحظَ تلك التدريبات بأهمية كبيرة عندما أعلن عنها معرّف “الفرقة- 25” الرسمي بشكل مقتضب قبل نحو 3 أيام، وذلك بسبب وجود مناورات سابقة للفرقة، جرت بوجود شخصيات عسكرية روسية على مستوى عالٍ في عدد من المناطق السورية، بعضها جرى على حدود سيطرة القوات الأميركية شرق الفرات، وأخرى على حدود سيطرة الجيش التركي في ريف حماة الشمالي.
لكن الإعلان الرسمي للوزارة الذي أظهر مشاركة الفرقة الرابعة، وقائدها ماهر الأسد على منصة الضباط بجانب تشايكو، أعطى للتدريبات أهمية كبيرة، ليس فقط لأنها مدجّجة بأحدث الدبابات الروسية، بل بسبب ارتباطها وقرارتها السياسية-العسكرية مباشرة بإيران، إضافة إلى أنها اعتادت الغياب عن أي تدريب يحضره ويشرف عليه الضباط الروس في سوريا.
وروسيا التي دأبت على عبارة “التعاون مع إيران” في جميع التصريحات الدبلوماسية التي تصدر من قبل مسؤوليها، في “تجاهل واضح لتصنيفها بموقع الحليف”، فضلاً عن “عبارات التخوين التي يطلقها الإيرانيون وكذلك مسؤولو النظام لروسيا، بعد كل استهداف إسرائيلي” لمواقع إيران في سوريا، هدفها من التدريبات المشتركة هو “إظهار روسيا وإيران في خندق مشترك”، حسبما ذكر المحلل العسكري العميد أحمد رحّال.
وقال رحّال ل”المدن”، إنه على الرغم من وجود تنافس وصراع أجندات روسي-إيراني مخفي على الأرض في سوريا، “إلا أن هناك حاجة روسية لإيران في سوريا، وذلك بسبب انسحاب قواتها المضطرد من مواقع كثيرة في سوريا وزجّها في أوكرانيا، ليس ابتداءً بسحب منظومة (إس-300)، ولا انتهاءً بسحب جنودها وحواماتها وبعض عتادّها من مطار القامشلي شمال شرق سوريا”.
وأوضح أن مجموع ما تبقى من جنودها “لا يتجاوز 750 عنصراً، 250 منهم شرطة عسكرية، وبالتالي هي بحاجة لملء الفراغ وحماية المناطق التي سيطر عليها النظام بدعم روسي، وهو غير قادر على فعل ذلك، ولذلك فإن إيران هي الوحيدة القادرة على تنفيذ المهمة عبر ميلشياتها”.
تهميش ماهر الأسد
وعن تهميش بيان وزارة الدفاع وجود ماهر الأسد وعدم ذكر اسمه، قال العميد فاتح حسون إن الروس “ليسوا راضين عن أدائه البعيد عن قراراتهم، وارتمائه بحضن إيران، وبالتالي يجبرونه على الحضور ويهمشونه في وقت واحد”.
وأضاف حسون ل”المدن”، أن “روسيا تحاول إظهار دميتها سهيل الحسن، وتعمل على أن يصبح ذو مكانة مميزة بين صفوف موالي الأسد، في الوقت الذي تُحطم به رمزية ماهر الأسد عند شبيحة النظام”. وقال إن الدفع بالحسن يجعلها تظهر بإرادة التغيير في سوريا، الذي لا يمكن أن يتحقق بدعم إيران للأسد.
“المدن”