حدثان ميزا المشهد في سوريا، شمالاً وجنوباً، فقد أفادت مصادر محلية في مدينة عفرين بتنفيذ عملية تهريب جماعية لنحو 170 سجيناً ينتمون لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» وتنظيم الدولة «داعش» بعد سيطرة هيئة تحرير الشام التي تقودها جبهة النصرة، على مدينة عفرين في ريف حلب شمال سوريا. بينما قتل 18 عنصراً من قوات النظام وأصيب 27 آخرون نتيجة تفجير هز صباح الخميس، أوتوستراد الصبورة في ريف العاصمة دمشــق.
فوضى وتخبط أمني
وقالت شبكة «بلدي نيوز» المحلية الإخبارية «تم تهريب السجناء من قبل بعض المجموعات المسلحة، ويبلغ وعددهم 170 سجيناً، معظمهم ينتمون لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» وتنظيم «داعش». مشيرة إلى أن «قوات الشرطة بدأت بملاحقة الفارين، حيث ألقت القبض على عدد منهم، ومازالت تلاحق الباقين، وسط فوضى وتخبط أمني في مدينة عفرين، إثر معارك بين الفصائل ودخول هيئة تحرير الشام للمدينة وسيطرتها على أحياء فيها.
يذكر أن سجن معراته الموجود في ريف عفرين، مؤلف من طابقين، ويحتوي على عدة مهاجع وساحتين للتنفس مخصصة للسجناء، ومجهز بكاميرات مراقبة دقيقة. وسيطرت «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل جبهة النصرة عمودها الفقري، الخميس، على كامل المدينة في ريف حلب الشمالي، بعد انسحاب فصائل «الفيلق الثالث» التابع للجيش الوطني من المدينة.
وقالت مصادر محلية من عفرين، إن «الهيئة» سيطرت على المدينة دون أي مقاومة تذكر، وإن أرتالاً عسكرية لهيئة تحرير الشام ما زالت تتوافد على مدينة عفرين، لمتابعة السيطرة عليها بشكل كامل». وحسب مصادر متطابقة فإن المؤسسات والمنظمات والشرطة العسكرية والمدنية كافة، ما زالت موجودة في مقراتها ولم يحصل أي احتكاك يذكر بينها وبين «الهيئة» التي نشرت قواتها في شوارع المدينة.
ومساء الأربعاء، سيطرت «تحرير الشام» على مدينة جنديرس، بعد اشتباكات دامت لساعات مع «حركة التحرير والبناء» التابعة للجيش الوطني، استخدم فيها كافة أنواع الأسلحة، حيث اقتحمت «الهيئة» المدينة من جهة قرية أقجلة وتل سلور. وجاءت سيطرت «الهيئة» بعد اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع «الجيش الوطني» المدعوم من تركــيا، على قريــتي «دير بــلوط» و»المحمديــة».
وكانت «هيئة تحرير الشام» قد تدخلت إلى جانب «فرقة الحمزة» على خلفية اشتباكات بدأت في مدينة الباب وتوسعت إلى مناطق أخرى عقب ثبوت تورط «فرقة الحمزة» باغتيال الناشط «محمد أبو غنوم وزوجته الحامل».
مقتل 18 من قوات النظام بتفجير في ريف دمشق
وليس بعيداً عن دمشق، قتل 18 عنصراً من قوات النظام وأصيب 27 آخرون نتيجة تفجير هز صباح الخميس، أوتوستراد الصبورة في ريف العاصمة، بعد استهداف حافلة مبيت عسكرية يرجح أنها تابعة للفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، وذلك بعبوة ناسفة على الطريق بين مدينة قطنا والصبورة.
وقال خبراء ومحللون عسكريون لـ«القدس العربي» أن الصراع داخل النظام السوري هو المتهم الأول بتنفيذ هذا التفجير ضمن مربعه الأمني في منطقة أشبه بمعسكر للفرقة الرابعة وعناصر النظام، معتبرين أن ثمة صراعاً بين الميليشيات محوره النفوذ والسلطة. وقالت وكالة النظام الرسمية «سانا» إن عبوة ناسفة استهدفت حافلة مبيت عسكرية في ريف دمشق، ونقلت سانا عن مصدر عسكري قوله إن «حافلة مبيت عسكرية في ريف دمشق تعرضت صباح هذا اليوم لتفجير إرهابي بعبوة ناسفة مزروعة مسبقًا» ما أدى إلى مقتل 18 عسكرياً وإصابة 27 آخرين بجروح.
وقالت مصادر مقربة من الفرقة الرابعة لموقع «صوت العاصمة» إن الانفجار حصل في تمام التاسعة والنصف من صباح أمس، خلال توجه حافلة المبيت إلى مركز قيادة الفرقة الرابعة، بعد تجميع العناصر من عدة مناطق. وأشارت المصادر إلى أن الحافلة انطلقت في السابعة صباحاً من ضاحية قدسيا بشكل روتيني، ليتم تفجيرها بعبوتين ناسفتين زُرعتا أسفل الباص بعد اكتمال عدد العناصر فيها والبالغ 32 عنصراً.
وشهدت دمشق خلال شباط من العام الجاري، تفجير حافلة مبيت عسكرية بالقرب من دوار الجمارك.
مصدر عسكري من ريف دمشق اتهم النظام السوري بتفجير الحافلة وقال في اتصال مع «القدس العربي» إن التفجير «من تدبير النظام نفسه» عازيًا السبب إلى «استحالة وصول أحد ما إلى مرآب باصات الفرقة الرابعة، المعروف بحراسته الشـــديدة».
صراع بين الميليشيات التابعة للنظام
ووجه المصدر أصابع الاتهام إلى «ميليشيات تابعة لقوات النظام بتنفيذ التفجير، وذلك نتيجة خلافات بين ماهر الأسد وباقي المليشيات» مترجماً التفجير على أنه «رسالة من بعض الكتائب والميليشيات إلى الفرقة الرابعة». واعتبر الباحث لدى المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام رشيد الحوراني أن ثمة صراعاً بين الميليشيات التابعة لقوات النظام السوري محوره صراع نفوذ وسلطة فيما بينها سواء التابعة للنظام أو الميليشيات الإيرانية. وأضاف أن «التفجير الذي نفذ الخميس، إما أن تكون إحدى الميليشيات قامت به، في رسالة تريد توجيهها للفرقة الرابعة التي تتشارك معها النفوذ وخاصة ميليشيا حزب الله، أو الاحتمال الآخر يمكن التأكد منه إن وصلتنا معلومات عن العناصر التي لقيت حتفها (عناصر نظاميين أو عناصر ممن التحقوا بالفرقة الرابعة بعد التسويات)، وإن كانوا من الصنف الأخير يمكن أن تكون الفرقة الرابعة قد نفذت التفجير للتخلص منهم» وفق المتحدث.
وبطبيعة الحال، فإن التفجير بكل الأحوال «مفتعل لأن المنطقة التي وقع فيها التفجير هي أشبه بمعسكر للفرقة الرابعة وعناصر النظام».
“القدس العربي”