في أزمة تتجدد كل شتاء وظل غياب الحلول الفاعلة، تهدد العواصف المطرية استقرار عشرات الآلاف من النازحين السوريين، في مراكز الإيواء المؤقتة والمخيمات العشوائية، في إدلب والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا.
نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى حذر من سوء الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين. وقال المصطفى لـ”القدس العربي” “المدنيون في الشمال السوري على شفا كارثة إنسانية تتجدد كل عام، مع بدء فصل الشتاء وهطول الأمطار”، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ استجابت الليلة الماضية لاستغاثة الأهالي بمخيمات مشهد روحين ومخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي، بعد تضرر قرابة الـ 25 مسكناً مؤقتاً نتيجة تسرب مياه الأمطار الغزيرة إلى داخل هذه المساكن فضلاً عن سقوط جدار.
كما أدت العاصفة المطرية، وفق المصطفى إلى دخول “مياه السيول إلى عدة أبنية في مدينة عفرين شمالي حلب وتهديم جدارين”. وأكد المتحدث أن الواقع المأساوي في مخيمات شمال غربي سوريا “يستمر في ظل غياب حلول فعالة لواقع المهجرين قسريا من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي”، لافتاً إلى أن النازحين يشهدون “كل عام المأساة ذاتها، فلا يزال هناك أكثر من مليون ونصف مليون مدني في خيام ومخيمات أكثر من ثلثها عشوائي ولا يحوي أي تجهيزات أو بنية لتصريف مياه الأمطار”.
وتوقع المسؤول لدى منظمة الخوذ البيضاء أن يكون هذا العام هو الأسوأ في ظل التخوف من عدم تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر الحدود واعتراض روسيا عليه.
وينتهي التمديد الخاص بالمساعدات في ذروة فصل الشتاء في كانون الثاني من عام 2023، لذلك اعتبر المتحدث أنه “مهما كانت الاستجابة من قبل المنظمات فهي لن تستطيع حل مشكلة الخيام التي تغرق وتتمزق في الشتاء ولا حتى يمكن تجهيز بنية تحتية كاملة لتلك المخيمات، في ظل تفشي مرض الكوليرا والحاجة الكبيرة لمواد التدفئة والغذاء وعدم كفاية المساعدات للحد الأدنى من احتياجاتهم وندرة فرص العمل”.
وتضرر، أكثر من 25 مسكنا مؤقتاً في ريفي إدلب وحلب قرب الحدود السورية – التركية، بعدما ضربت عاصفة منطقة شمال غربي سوريا، بينما وجهت المنظمات والهيئات الانسانية العاملة مناشدة قبل وقوع الكارثة.
وقالت منظمة “منسقو استجابة سوريا” في بيان رسمي الخميس، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق شمال غربي سوريا خلال الـ24 ساعة الماضية، تسببت في تسجيل أضرار جديدة ضمن مخيمات النازحين المنتشرة في المنطقة.
وقالت أنها سجلت “أضراراً جديدة ضمن 16 مخيماً منتشرة في المنطقة. معظمها ناتج عن دخول المياه إلى الخيام وتجمع المياه في الطرقات وداخل الخيم أيضاً، حتى اليوم بلغت نسبة العجز داخل قطاع المخيمات 72.8 % الأمر الذي يظهر عدم جدية كافة الأطراف الفاعلة في الملف الإنساني في إيجاد حلول حقيقية لتحسين الوضع المعيشي للنازحين داخل المخيمات”.
وكان الفريق قد ناشد قبيل العاصفة، المنظمات والهيئات الإنسانية، لمساعدة مئات العائلات من النازحين ضمن المخيمات والتجمعات العشوائية في المنطقة، منعاً لتكرار مأساة الشتاء الفائت حيث تجاوزت نسبة المتضررين في المخيمات 48 % خاصةً أن أغلب المنظمات الإنسانية لم تبدأ بأي تحرك فعلي في تقديم مستلزمات الشتاء لهذا العام.
“القدس العربي”