متسلحاً بالدعم المبطن لمواقف الدول الغربية، وخصوصاً أمريكا وروسيا، حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، أهداف العملية العسكرية البرية التي تعتزم بلاده تنفيذها ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال سوريا، موضحاً أن الحملة سوف تستهدف ثلاث مناطق في ريف حلب الشمالي والشرقي.
وقال أردوغان في كلمة الأربعاء، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة إن “تركيا ستجتث الإرهابيين من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب”. وأضاف “سننقضّ على الإرهابيين براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسبا”. وأكد أن العمليات التي نفذتها تركيا بالمقاتلات والمدفعيات والطائرات المسيرة في إطار عملية “المخلب ـ السيف”، “ما هي إلا بداية”.
وبيّن أن عقد لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد أمر ممكن، بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في أعقاب اندلاع النزاع قبل 11 عاما. وزاد: “هذا ممكن.لا مجال للنقمة في السياسة”.
كذلك قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده ستواصل مكافحة الإرهابيين دون توقف، وإنه “يتعين على الدول الصديقة والحليفة والمتحاورة معنا أن تدرك جيداً موقفها في هذه القضية”.
وكان لافتاً موقف السويد التي أعلنت دعمها وتفهمها للحاجات الأمنية التركية وحق أنقرة في الدفاع عن نفسها، أمام التهديدات الإرهابية، في تطور غير مسبوق، وهذا العامل ينطبق أيضاً على مواقف العديد من الدول الأوروبية وصولاً للموقف الأمريكي.
وفي سياق متصل، أجرت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، مباحثات مع نظيرها التركي سليمان صويلو في أنقرة حول التعاون في مكافحة الإرهاب، وقالت: “نتضامن بشكل كامل مع تركيا”.
وواصلت أمس الطائرات الحربية والمدفعية التركية قصفها مناطق شمال سوريا في مواجهة هي الأعنف بعد القصف الذي شنته ليل السبت – الأحد الماضي، في وقتٍ قال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف الأربعاء، إن روسيا طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سوريا.
وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي الأربعاء في تصريح لوكالة “فرانس برس” أن غارة تركية في شمال سوريا عرّضت قواتها “للخطر”، بعدما نفت الثلاثاء استهداف مواقع توجد فيها بضربات جوية.
وقال قيادي في الجيش الوطني لـ “القدس العربي” إن الجيش الوطني أعلن رفع الجاهزية الكاملة لجميع قواته، وتجهيز الفصائل بالعتاد والسلاح للمشاركة بالحملة البرية المرتقبة عند الإيعاز للجيش الوطني شمال سوريا.
كما كشف قائد عسكري في الجيش ذاته أن القوات الروسية أخلت أمس أحد مواقعها في منطقة تل تمر في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، فيما أحرق موالون لقوات “قسد” سيارة تابعة للقوات الروسية. جاء ذلك بحسب تصريحات القائد الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية.
إلى ذلك، أعرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن إدانته للهجوم الصاروخي لتنظيم “واي بي جي/ بي كي كي” الكردي على مدينة أعزاز شمالي البلاد الذي قتل فيه 3 مدنيين وأصيب 8 آخرون، الثلاثاء، في قصف صاروخي للتنظيم.
“القدس العربي”