أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأربعاء، أنه أجرى “حديثاً ودياً” مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان على هامش قمة إقليمية عقدت في الأردن، في خطوة تأتي بعد تلميح طهران الى دور للرياض في الاحتجاجات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ أشهر.
واتهم مسؤولون إيرانيون “أعداء” الجمهورية الإسلامية، تتقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في الاحتجاجات. كذلك، تحدّثوا عن دور للسعودية، خصوصاً عبر وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج إيران، تعتبرها طهران “معادية” وتتهمها بتلقّي تمويل من الرياض.
وغرّد عبداللهيان: “حضرت مؤتمر بغداد- 2 في الأردن لنؤكد دعمنا للعراق، وعلى هامش الاجتماع أتيحت لي الفرصة أيضاً للحدث (الحديث) الودي (مع) بعض نظرائي ومنهم وزراء خارجية عمان، قطر، العراق، والكويت والسعودية”.
وأضاف في تغريدته المنشورة بالعربية “أكد لي الوزير السعودي استعداد بلاده لاستمرار الحوار مع إيران”.
وانتهت الثلاثاء، أعمال الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت بالأردن، الذي عقد ليوم واحد بدعوة من الملك الاردني عبد الله الثاني، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبحضورهما، بإصدار بيان ختامي دعا فيه القادة المشاركون إلى دعم الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
وأكد المشاركون في البيان الختامي على المضي في التعاون مع العراق دعماً لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية.
كما شدد المشاركون على دعمهم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي، والتعاون معه في قطاعات عديدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي.
وأكد أيضاً أن نجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلب علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.
وشاركت في المؤتمر 12 دولة، وهي الأردن والعراق المستضيفتان للمؤتمر، وفرنسا الداعية له، وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران، بالإضافة إلى ممثلين للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
الابتعاد عن إيران
ودعت فرنسا وأطراف إقليميون في القمة، العراق الى الابتعاد عن المحور الإيراني من أجل حل الأزمات المتعددة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط.
ويشكل المؤتمر اختباراً لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام ويُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.
ودعا الرئيس الفرنسي في كلمته خلال المؤتمر، العراق إلى اتباع مسار آخر بعيد “عن نموذج يملى من الخارج”، في إشارة الى إيران التي تتمتع بنفوذ كبير في هذا البلد.
وأضاف أن “العراق اليوم مسرح لتأثيرات وتوغلات وزعزعة ترتبط بالمنطقة بأسرها” من دون ذكر إيران التي يحضر وزير خارجيتها المؤتمر.
ومع سيطرة الأحزاب الموالية لإيران على البرلمان في العراق وقيام حكومة من هذه الأغلبية، فإن إيران التي زارها السوداني في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، تعزز قبضتها على هذا البلد.
وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي شارك في القمة في كلمته على أن “مصر تؤكد رفضها أي تدخلات خارجية في شؤون العراق”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي في كلمته ان “العراق متمسك ببناء علاقات تعاون وثيقة ومتوازنة مع كل الشركاء الاقليميين والدوليين وينأى بنفسه عن اصطفاف المحاور وأجواء التصعيد وينفذ سياسة التهدئة وخفض التوترات”.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن “المملكة تؤكد على رفضها التام لأي اعتداء على أي شبر من أراضي العراق. كما تؤكد على وقوفها صفاً واحداً مع الأشقاء في العراق في محاربة الإرهاب والتطرف وكل من يسعى للدمار والخراب وإثارة الانقسامات”.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته التي تخللها فقرات بالفرنسية، إن “التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيداً، لكننا نؤمن أيضاً أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ركناً أساسياً في منطقتنا”، مشيراً الى “دور العراق المحوري والرئيسي في المنطقة وفي تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي”.
كما طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا نظيرها الإيراني ب”الإفراج الفوري” عن “الرهائن” الفرنسيين المحتجزين لدى إيران، واحترام “الحقوق المدنية والسياسية” في هذا البلد و”وقف تدخل” طهران في شؤون دول الجوار.
“المدن”