تتهم هيئة تحرير الشام الفصائل المعارضة باتخاذ خطوات عملية في طريق التطبيع مع النظام السوري، ويتداول الاعلام الرديف في تحرير الشام معلومات حول لقاءات غير معلنة جرت بين عدد من قادة الفصائل التابعين للجيش الوطني مع مسؤولين أمنيين وعسكريين تابعين للنظام، واللقاءات المفترضة هي من ضمن المساعي التركية-الروسية للتطبيع مع النظام السوري.
وقال السلفي العراقي أبو ماريا القحطاني، وهو أحد المقربين من زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني، على تلغرام، إن “المصالحة مع النظام خيانة وكل فصيل يحاول أن يتصدر تلك الأعمال القذرة فلا يلومن إلا نفسه، فالشعارات الثورية لا تكون غطاء للخيانة، هناك شخصيات تحاول أن تتصدر الخيانة فلا مكان للعملاء والخونة بين الثوار المخلصين”.
وأضاف القحطاني أن “تطهير الصف الداخلي من الخونة والعملاء واجب شرعي وثوري، والمرحلة القادمة مرحلة تراحم وتلاحم بين كل من لا يقبل الذل والهوان ولا يرضى أن يكون لسفاح الشام شبراً من أرض الشام”. وتداولت شبكات محلية على مواقع التواصل يدعمها القحطاني، أن الآخير حصل على معلومات تؤكد لقاء عدد من قادة الفصائل بينهم مفاوضين مع مسؤولين في النظام، ولم يتم ذكر معلومات أدق حول الشخصيات المتهمة بالمشاركة باللقاءات المفترضة، وأين ومتى تم عقدها بالفعل.
وحذرت بعض الشخصيات السلفية المستقلة من مخاطر اللقاءات المفترضة بين ممثلين عن الفصائل وممثلين عن النظام السوري. وقال الشيخ عبد الرزاق المهدي على تلغرام: “أنباء عن لقاء قبل أيام بين وفد النظام المجرم وعدد من قادة الفصائل والمفاوضين، فإذا تأكد الخبر، فالواجب أن ينتفض الناس في المناطق المحررة ضد هؤلاء قبل فوات الأوان”.
ويرى فريق من السلفيين أن ترويج تحرير الشام لمثل هذه الاتهامات في هذا التوقيت يصب في مصلحتها، ويحقق لها التغطية على فضيحتها في درعا، ولقاء قادة مجموعاتها في الجنوب السوري مع مسؤولين في النظام، ومع قادة تشكيلات المصالحات، وهي أيضاَ محاولة لحشد الشارع المعارض ضد الفصائل ومن المفترض أن تندرج هذه الداعية في إطار الحرب الإعلامية والصراع في مناطق شمال غربي سوريا.
وقال عضو مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث هشام سكيف إن “كل ما يتم تداوله من معلومات حول لقاءات سرية بين قادة الفصائل ومسؤولين في النظام، هي معلومات غير صحيحة، ومضللة، وهذه الاتهامات هي للتغطية على مساعي التطبيع مع النظام، والتي تطبقها تحرير الشام واقعاً من خلال معابر المساعدات الإنسانية، والتنسيق الأمني والعسكري مع النظام في الجنوب السوري”.
وأضاف ل”المدن”، أن “هناك من يريد إلباس ما في نفسه ونيته وأفعاله لغيره وكلنا نعرف أن هناك من عقد لقاءات في الظلام مع قادة في مليشيات النظام، ولا يزال بعضها مستمراً حتى الآن، وكلنا نعرف لقاءات أبو دالي التي جرت قبل سنوات برعاية وترتيب الشيخ أحمد درويش زعيم واحدة من المليشيات التابعة لقوات النمر، هذه الحقائق باتت مكشوفة للجميع”.
وتابع سكيف أنه “طالما هناك مسارات تفاوضية دولية وإقليمية تخوضها الفصائل المعارضة بشكل علني، فهي ليست بحاجة لأي نوع من هذه الاجتماعات السرية المزعومة، فالفصائل جزء من هيئة التفاوض واللجنة الدستورية وجزء أساسي من مسار أستانة، وكل المفاوضات التي تجري وتشارك فيها الفصائل تتم بناء على المرجعيات الدولية ذات الصلة والتي حددت حقوق الشعب السوري بكل وضوح”.
ولم تُشِر تحرير الشام في اتهاماتها إلى فصائل بعينها، كالفيلق الثالث الذي يضم ألد أعدائها من التشكيلات المسلحة، وتوجيهها الاتهامات للفصائل عموماً بالعمل على التطبيع مع النظام يعكس استيائها من الخطوات التنظيمية التركية لتوحيد الفصائل وتمكين وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، وهي خطوات تعزز المساعي التركية لعزل تحرير الشام في إدلب وتقطع الطريق على أطماعها بالتمدد على حساب الفصائل، وتقلل من أهمية إنجازاتها الإدارية، الأمنية والعسكرية والمدنية، وتجعلها في دائرة الخطر، والخشية من أن تكون ضحية صفقة ما.
“المدن”