كان منتظراً أن تضرب دولة الاحتلال الإسرائيلي عرض الحائط بما توصل إليه اجتماع العقبة من تفاهمات برعاية أردنية ومصرية وأمريكية، وأن تُنتهك خرافة «خفض التصعيد» حتى قبل أن يجفّ المداد الذي كًتبت به، بحيث انقلبت المعادلة سريعاً إلى جلسات ثرثرة في المنتجع الأردني مقابل أعمال حرق وتخريب وسعار فاشي استيطاني في بلدة حوارة الفلسطينية. صحيح أن السلطة الفلسطينية خضعت للضغوط فأرسلت وفداً أمنياً في المقام الأول، ولكن الاحتلال من جانبه تعامل مع الاجتماع من منطلق أمني بدوره، الأمر الذي أتاح للحكومة الإسرائيلية أن تتنصل سريعاً من تفاهمات العقبة، وفي الآن ذاته حمّل السلطة الفلسطينية مسؤولية تقصير جديدة في التعاطي الأمني الصرف مع احتلال هو الأبشع والأشرس على مدار التاريخ.
(حدث الأسبوع 8 ــ 15)
“القدس العربي”