بيان
المبادرة الوطنية السورية
إننا في المبادرة الوطنية السورية ندين الاستغلال السياسي للمأساة السورية التي ضاعفتها كارثة الزلزال في المناطق المنكوبة ، وخاصة في الشمال الغربي من البلاد، والمتمثل بتقاطر الوفود العربية والأجنبية للقاء رأس النظام الأسدي بحجة تقديم التعازي بضحايا الزلزال؛ بينما الهدف الحقيقي يكمن في فك العزلة عن المجرمين المدانين بارتكاب جرائم حرب والجرائم ضد الانسانية بل ومكافأتهم عليها، ومساعدة المرتكبين على الإفلات من العقاب
بدلاً عن محاسبتهم وتحقيق العدالة لإنصاف الشعب السوري المقهور…
ونلفت النظر إلى أن النظام وأزلامه لا يمثلون أهالي الضحايا، إنما يقومون بحملة سلطوية ممنهجة لاستغلال حادثة الزلزال واستثمار اللحظة الإنسانية المؤلمة في سعيهم لرفع العقوبات عن القتلة وإعفاء أنفسهم من مسؤولية تدمير البلاد وانتهاك حقوق السوريين وقتلهم وتهجيرهم. وندعو للتفريق بين عمليات الإغاثة المطلوبة والتطبيع المرفوض مع القتلة وإعادة
تأهيلهم، والذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .
نؤكد أن الحل السياسي في سورية يبدأ فقط مع إزاحة نظام الإجرام عن السلطة، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية وبناء البيئة الآمنة الحيادية التي تسمح بعودة الحياة السياسية الطبيعية في سورية والشروع بباقي خطوات الحل السياسي .
كما نؤكد أن عودة اللاجئين والنازحين مرهونةٌ بزوال أسباب جراحهم ونزوحهم ولجوئهم بعيداً عن أرضهم ووطنهم متمثلةً بوجود رأس النظام وأعوانه وأركان السلطة الحالية. وإنه لمن المستغرب أن تنصب الجهود الدولية الرسمية على إجبار السورييين الهاربين من بطش النظام على العودة إلى حضن قاتلهم، ليجهز على من تبقى منهم بعد أن قتل أكثر من مليون
وهجر أكثر من عشرة ملايين من المواطنين السوريين.
إننا في المبادرة الوطنية السورية ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دولاً ومنظمات للعمل على تطبيق القرارات الأممية بدءاً من بيان جنيف لعام 2012 إلى القرارين 2118 و2254 والشروع في محاسبة نظام الأسد على جرائمه بدلاً من الالتفاف على القوانين والأعراف
الدولية ، ومحاسبة المجرمين كي لا يتم إفلاتهم من العقاب.
4 / 3 / 2023 المبادرة الوطنية السورية