قال منسق الاتصال الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن الرئيس جو بايدن رد “بسرعة وجرأة” على استهداف المنشآت العسكرية في سوريا، وإن القوات الأمريكية ستواصل مهمتها في المنطقة.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، مساء الأحد، تعليقًا على مقتل متعاقد وإصابة 5 من أفراد الخدمة الأمريكية، جراء هجوم بطائرة مسيرة على منشأة في قاعدة للتحالف الدولي شمال شرق سوريا. وقال: “كان هذا هجوماً خطيراً من قبل ميليشيا، الرئيس قاد رداً جريئاً وسريعاً للتعامل معها”. وأكد أن الجنود الأمريكيين سيبقون على رأس مهامهم في سوريا، مشددًا أن بايدن “مصمم بشدة على إبقاء الجنود في سوريا”.
ولفت إلى إمكانية تنفيذ ردود إضافية على هجمات الميليشيا المدعومة من إيران ضد الأفراد والمنشآت الأمريكية بالعراق وسوريا “إذا رأى الرئيس بايدن ذلك ضروريًا”. والسبت، ذكرت مصادر محلية للأناضول، أن حقلي عمر للنفط، وكونيكو للغاز ومحيطهما تعرضا لهجمات صاروخية حيث تتمركز القوات الأمريكية في محافظة دير الزور شرق سوريا.
وأضافت أن الهجمات الصاروخية جاءت من المناطق التي تتواجد فيها مجموعات إرهابية أجنبية مدعومة من إيران في دير الزور. والجمعة، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن “طائرة مسيرة استهدفت منشأة في قاعدة للتحالف الدولي شمال شرقي سوريا، الخميس، ما نتج عنه مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة 5 من أفراد الخدمة الأمريكية”.
على صعيد آخر، وبعد حلحلة بعض القضايا العالقة، وإجراء سلسلة من التحضيرات والاتصالات التنسيقية، تترقب موسكو عقد أول لقاء رباعي يجمع نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا بمشاركة إيران وروسيا، مطلع شهر إبريل /نيسان المقبل، وذلك استكمالاً لمسار تفاوضي، يهدف إلى عودة العلاقات الطبيعية بين تركيا وسوريا، اللتين دفعتهما لذلك عدة ضرورات أمنية وسياسية واقتصادية، كما يسعى كلا الطرفين، إلى تحقيق أهداف تتعلق بجوهر الأمن القومي لكلا الدولتين ومصالحهما الحيوية.
وصرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن المشاورات الرباعية على مستوى نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، قد تجري في موسكو في بداية نيسان المقبل. وقال المبعوث الرئاسي الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن الاجتماع بين نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا سيعقد قريباً.
ونقلت وسائل إعلام روسية الاثنين، عن بوغدانوف قوله إن المشاورات ستكون “بداية نيسان بموسكو، وذلك من أجل التحضير للاجتماع الوزاري”. وأضاف لوكالة “تاس” الروسية، أنه على الرغم من كون الأوقات الحالية ضمن موسم العطل ورمضان وعديد من الظروف الأخرى، فإن العمل مستمر لإجراء اللقاء، آملًا أن تبلغ الوساطة الروسية هدفها بإعادة العلاقات السورية – التركية.
كما رحب المبعوث الرئاسي الروسي، بالتقارب السعودي مع النظام السوري، والمحادثات التي تُوّجت بإعادة فتح سفارتي البلدين، واصفاً هذه خطوة بأنها “جيدة من الجانبين، كانت هناك اتصالات، وستبقى قائمة على ما أعتقد، نرحب بتطبيع العلاقات بين سوريا والسعودية ودول عربية أخرى”.
وردًا على سؤال حول مشاركة موسكو في هذه العملية، قال بوغدانوف، “نحن نعمل دائمًا مع جميع الأطراف المعنية كأصدقاء وشركاء، وندعو إلى تطبيع العلاقات بين بعضهم”، في تصريحات نقلتها وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.
وكانت قد نقلت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، عن مصدر دبلوماسي غربي، أن المشاورات المتعلقة بانعقاد اجتماع اللجنة الرباعية لمعاوني وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري متواصلة، موضحاً أن الجهود لعقد الاجتماع مستمرة. وتحدث المصدر عن وجود تقارب حيال عدد من النقاط التي منعت حصول الاجتماع حتى الوقت الحالي، مع الإشارة لزيادة احتمالية الانعقاد. وبيّن أن “الضمانات” التي أصر عليها النظام السوري، والتي تتعلق بالانسحاب التركي من الأراضي السوري ما زالت على طاولة المباحثات، وستشكّل أرضية للانطلاق إلى أي مباحثات سياسية تجمع سوريا وتركيا على طاولة واحدة.
الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، كان قد صرح في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن رغبته في تطبيع العلاقات مع سوريا، دون أن يستبعد لقاء على مستوى القمة في المستقبل. ولم يلبث اردوغان أن تابع تصريحه ذاك بعد أيام قليلة بالإشارة إلى أنه طرح على الرئيس فلاديمير بوتين اقتراحًا بتولي روسيا تنظيم مسار ثلاثي للدفع بعملية تطبيع العلاقات التركية-السورية.
وعقب ذلك شهدت العاصمة الروسية موسكو، في 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، الخطوة الأولى في مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، حيث احتضنت اجتماعاً ثلاثياً ضمَّ اللقاء وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا، ومسؤولي استخبارات الدول الثلاث.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الاثنين، إن نحو 60 ألف سوري عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم عقب الزلزال. جاء ذلك في حديث، على هامش جولة يجريها رفقة قادة الجيش التركي في المناطق المتضررة من الزلزال جنوب شرقي البلاد. وشدد وزير الدفاع التركي على أنّ حدود بلاده مع سوريا مضبوطة، وأنه لا وجود لتنقل غير قانوني.
كما أدان بشدة التطاول على القرآن الكريم والعلم التركي في الدنمارك، ووصف الاعتداء بأنه “جريمة كراهية ومقزز، ولا يمكن قبوله”. والجمعة، أقدمت مجموعة متطرفة على حرق العلم التركي والقرآن الكريم أمام سفارة أنقرة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. ونفذ الاعتداء المتطرف أنصار مجموعة تدعى Patrioterne Gar Live (Patriots Live) التي بثت الاعتداء مباشرة عبر حسابها على فيسبوك.
“القدس العربي”