توفي الفنان المسرحي المغربي أحمد جواد ظهيرة اليوم الأحد، متأثرا بجراحه البالغة بعد أن سكب البنزين على جسده وأضرم النار فيه أمام مقر وزارة الثقافة بالعاصمة الرباط، صباح الإثنين 27 مارس 2023 الماضي، احتجاجا على ما اعتبره “إقصاء له من المشاركة في الأنشطة الفنية”، بموازاة مع احتفالات اليوم العالمي للمسرح. وكانت الوزارة قد عبرت “عن أسفها العميق لهذا الحادث المأساوي”، وأوضحت أنه “يتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون”.
وكان الراحل الذي امتهن المسرح ومثل على خشبته لسنوات طوال، موظفا في مسرح محمد الخامس إذ ينشط اللقاءات الفنية والإبداعية التي يستضيفها، ثم تمت إقالته في أكتوبر الماضي بتقاعد هزيل.
ومنذ أن نقل إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط لتلقي العلاج إلى حين خبر موته، عبر الكثير من الناس في الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم الكامل معه ومع أفراد أسرته، وعن صدمتهم لرحيله المفجع. ويعيد الحادث المأساوي إلى الواجهة فداحة الواقع الذي آل إليه المجال الفني والمسرحي، ويفضح درجة التهافت على إنتاجات برامج رمضان التي من البؤس والرداءة على أن تمسّ الواقع المغربي وانتظارات المواطن الحقيقية.
محمد الولي:
رحل الفنان أحمد جواد بعد أيام من عملية إحراق جسده احتجاجا على الظلم. فهل البكاء هو كل ما يمكن فعله؟ اعتقد ينبغي فتح تحقيق في النازلة. وبعده ينبغي التفكير في التضامن العملي مع أبنائه.
عمر حلي:
“وداعا أحمد جواد.. جذبت حبل الزمن كي تقصر الأيام. مطرقة الحياة وسندان المسرح … ذكرتني بما قاله عبد الله راجع:
“لا شيءَ يُنقذني من الأرضِ التي تَمْشي
سِوى الأرض التي تَأتي
وليس رحيلُ أحبابي سِوى مرّ سحابةْ
وأنا أحِبّك يا زُهيراتِ الخريفْ.”
لا أدري لماذا تزاحمت علي الصور واختلطت المشاهد … ولا أدري لماذا عادت لي الآن صورة الحسين حوري وهو فوق الخشبة قبل أن يختار الانتحار…المرارة نفسها …الجذب نفسه…”
ياسين عدنان:
أبى جواد إلّا أن يصدمنا جميعا وهو يُضرم النار في جسده الهشّ هناك بالرباط. مشهد فاجع يفضح هشاشة القطاع الفنّي والمسرحي في بلادنا، مثلما يفضح عطبا مرعبا في التواصل ما بين الجهات الوصيّة على هذا القطاع وعموم المُنتسبين إليه.
رحم الله أحمد جواد. فقدتُ فيه أخًا وصديقًا. وفقدنا فيه جميعًا فاعلًا ثقافيًّا أعطى الكثير من داخل نادي الأسرة الذي صنع منه خلال سنوات طويلة واحدًا من أهمّ الأندية الثقافية الوطنية.
كنت أتمنّى لو استثمر جواد في المسرح أكثر ممّا فعل. فقد رحل اليوم وأغلبكم لا يعرفه، وقلّة منكم فقط شاهدوه على خشبة المسرح. كنت أتمنّى لو اجتهد جواد أكثر في مجال أعرف مقدار عشقه له. كنتُ أتمنّى أيضًا لو كان أكثر لباقة وأقل حدّة في علاقته مع محيطه المهني والفنّي. ثمّ كنتُ أتمنّى أخيرًا لو تمَّت دعوتُه من طرف وزارة الثقافة لحضور حفل افتتاح مسرح محمد عفيفي بالجديدة. فالتاريخ يذكر أنّ الرّجل ناضل بشراسة لكي لا يتعرّض هذا المسرح للهدم في زمنٍ غابر ولّى. وتغييبُه عن حضور هذا الحدث آلمه كثيرا، ولعله كان القطرة التي أفاضت الكأس… وأفاضت روحه مع الأسف.
محمد هديب:
أحرق أحمد جواد نفسه قبل أيام أمام وزارة الثقافة المغربية فقيل إنه يبتز الوزارة وقيل إنه ليس مسرحياً ذا شأن كبير، وقيل إنه لحوح لا يكف عن تقديم الطلبات.
اليوم مات أحمد جواد. وليكن، مات باسمه الحافي. مات إنسان بدون حتى أل التعريف مثل أي بدون عربي أمام وزارة ثقافة عربية.
سعيد الناجي:
لم ننصت لأحمد جواد بما يكفي، ربما من كثرة ما تكلم، ولكن عبر تدويناته الأخيرة كان يغوص في اليأس، والاكتئاب… ولم نستطع أن نبتكر استثناء يسمح له بعيش كريم.
عبد الجبار خمران:
وداعا أحمد جواد، تركت خلفك أولا وقبل كل شيء سؤالا انسانيا عريضا… سؤال يكشف أنه ينقصنا الكثير من الانتباه، انتباه انساني، انتباه إنساني أكثر وأكبر.. كنا نعلم جميعا انك كنت تقاوم بطريقتك وجهدك لتتحرر من الجوع والوجع… ما لم نكن نعلمه أن وجعك سيصل بك حد التحرر من الحياة كلها.
إلهام زويريق:
مات أحمد جواد قهرا وليس حرقا!!!!! متى ستستيقظ وزارة الثقافة من سباتها العميق؟ كم من مبدع في هذا البلد السعيد يموت كل يوم مئات المرات من التهميش واللامبالاة وسياسة الإقصاء؟
شفيق الإدريسي:
رحل عنا الصديق الفنان المسرحي أحمد جواد…بعد معاناة طويلة مع التهميش والعوز… المسرح ببلادنا للتافهين والطبالين وليس للأعمال الجيدة والملتزمة بقضايا المجتمع.
عبد الهادي روضي:
أليس وضع الفنان أحمد جواد في النهاية هو وضعنا البئيس كمثقفين وكتاب ومبدعين في هذا البلد، الذي لن نسمح لأي كان صفته أو هويته أن يزايد علينا في حب ترابه؟ أليس التزام الصمت خيانة عظمى لرسائل وأدوار هذه المؤسسات الثقافية والنقابية؟ ألا يخجل رؤساء هذه الهيئات من أنفسهم تجاه ما حدث؟
“القدس العربي”