أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الخميس، رفض لبنان “أي تصعيد عسكري” من أراضيه، بعد ساعات من إعلان إسرائيل إطلاق 34 صاروخ على الأقل من جنوب لبنان باتجاهها، متهمة مجموعات فلسطينية بالوقوف خلف ذلك.
وشدّد ميقاتي في بيان، عقب استقباله زير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، على “إدانة لبنان وشجبه عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان”، موضحاً أن بلده “يرفض مطلقاً أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم”.
وقال ميقاتي إن الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان “يكثفان تحقيقاتهما لكشف ملابسات العملية وتوقيف الفاعلين”، مجدداً تأكيد التزام بلاده بالقرار 1701، الذي تبناه مجلس الأمن عام 2006 ويؤكد على أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
وتسود حالة من الترقب الحذر في جنوب لبنان، مساء الخميس، بعد إطلاق عشرات الصواريخ من بلدة “القليلة” باتجاه مناطق “شمال إسرائيل”.
وتنفذ قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” دوريات كل نصف ساعة حول المنطقة التي أطلق منها الصواريخ والتي تبعد من 12 إلى 16 كلم من الحدود حسب تقديرات محلية.
ورصد مراسلون حالة من الترقب والحذر للأهالي في جنوب لبنان، حيث شهدت الطرقات حركة سير تكاد تكون معدومة سوى لسيارات الصحافيين والشرطة والجيش اللبنانيين.
وينتشر في المكان القريب من إطلاق الصواريخ في سهل القليلة والذي تنتشر فيه أشجار الموز والليمون بالصحافيين الذين ينتظرون أي تطور قد يحدث نتيجة التهديدات الاسرائيلية بالرد على الصواريخ.
وعما جرى، يروى شهود عيان أن مجهولين أطلقوا عدة صواريخ باتجاه اسرائيل قبل أن يهرعوا هربا من رد اسرائيلي سريع بقصف المكان الذي انطلقت منه الصواريخ.
وبينما لم تتبن أي جهة لبنانية المسؤولية، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية (خاصة) أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردا على الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى.
وحمل متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الحكومة اللبنانية وحركة “حماس” الفلسطينية، مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان، وقال إنه يفحص أيضًا إمكانية تورط إيران في هذا الحادث.
وعلى مدى ليلتين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين بالضرب، واعتقلت مئات منهم.
ويقوم الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات يونيفيل بالتحقيقات لمعرفة الجهة التي تقف وراء الحادث.
اليونيفيل تصدر أوامر إلى الموظفين المدنيين والعسكريين باللجوء إلى الملاجئ
أصدرت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان” اليونيفيل” أوامر إلى الموظفين المدنيين والعسكريين باللجوء الى الملاجئ، نظراً للوضع الخطير في جنوب لبنان.
وأعلنت “اليونيفيل”، في بيان مساء اليوم الخميس أن جنود حفظ السلام التابعون للـ “يونيفيل” يواصلون أداء واجباتهم، و”يبذلون كل ما في وسعهم خلال هذا اليوم المتمثل بالوضع المتفجر والخطر. ووفقا للبروتوكول المتبع، تم إصدار أوامر إلى الموظفين المدنيين والعسكريين باللجوء إلى الملاجئ داخل قواعدهم”.
وأضاف البيان “نواصل مراقبة الوضع ونقوم باستخدام كل آليات التنسيق والاتصال لدينا للتوصل إلى حل سريع وسلمي”.
(أ ف ب)