وجّهت عشرات المنظمات السورية والدولية العاملة في سوريا الثلاثاء، عريضة تحت عنوان: “كي لا تبقى القضايا الإنسانية بيد روسيا رهينة”، إلى الأمم المتحدة، وذلك للمطالبة بإعادة النظر بإدخال المساعدات إلى الشمال السوري، بعيداً عن “الابتزاز والاستغلال” الروسي للملف الإنساني السوري.
آلية جديدة
وطالبت المنظمات من خلال العريضة بفصل القضايا الإنسانية عن قرارات الدول الأخرى، قائلةً إن “مصير ملايين السوريين معلق بقرار روسيا، لذا يجب على الأمم المتحدة إخراج الملف الإنساني والمساعدات خارج النقاشات الدولية”.
وقالت إن المطالبة بفصل القضية الإنسانية، هو “شعار المرحلة الحالية للمؤسسات الإنسانية العاملة في سوريا” وذلك بعد استخدام موسكو “الفيتو” ضد تجديد آلية إدخال المساعدات، وهو ما جعل مصير أكثر من ستة ملايين في الشمال السوري على حافة الخطر.
وأكدت العريضة أن موسكو “تواصل ابتزاز المجتمع الدولي”، وتستخدم الوضع الإنساني في سوريا بهدف “تحقيق مكاسب سياسية”، معتبرين أن الخضوع لهذا الابتزاز سيحرم ملايين السوريين من المساعدات الإنسانية.
وطالبت المنظمات باتباع الأمم المتحدة آلية جديدة دون الحاجة إلى موافقة مجلس الأمن، وكذلك اعتماد صندوق مشترك يخصص الجزء الأكبر منه للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام لأنها الأكثر احتياجاً. وأكدت أن على الأمم المتحدة إيصال المساعدة بشكل مباشر للمحتاجين في مناطق النظام بسبب “تاريخه في سرقتها واستغلالها”.
وصنّفت المنظمات، روسيا طرفاً بالنزاع السوري، ما يعني ذلك مطالبةً بمنعها من التصويت في مجلس الأمن، وإتاحة الفرصة للمنظمات الدولية للتدخل بشكل مباشر ومن دون الحاجة إلى أخذ إذن من النظام، باعتباره منقوص الشرعية.
جلسة خاصة
وليل الاثنين، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة حول سوريا، تلتها جلسة مشاورات مغلقة من أجل بحث الوضع الإنساني، وأوضح المجلس أن الجلسة المغلقة جاءت بناءً على طلب روسيا، بينما عُقدت جلسة المشاورات بناءً على طلب سويسرا والبرازيل المعنيتين بصياغة الملف الإنساني السوري.
وقال إن وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث شارك في الجلسة المغلقة، وقدّم إحاطة حول كيفية تسهيل التدفق المستمر للمساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا.
وناقش أعضاء المجلس تداعيات وقف الإمدادات الإنسانية عبر الحدود من معبر باب الهوى مع تركيا، وذلك بعد فشل المجلس في الاتفاق على تجديد التفويض للأمم المتحدة لإدخال المساعدات من المعبر، وسماح النظام باستخدام المعبر بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق بين الأعضاء.
وقبل أسبوع، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس يقضي بتجديد إدخال المساعدات من معبر باب الهوى لمدة 9 أشهر، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة والدول الأوروبية ابتزازاً من قبل موسكو، كما نددا بالعرقلة الروسية.
“المدن”