قالت مصادر ميدانية من دير الزور لـ”القدس العربي” إن قوات “قسد” سيطرت على معظم بلدة ذيبان في ريف دير الزور، وسط معارك عنيفة على أطراف البلدة الشرقية. وحسب الصحافي والناشط الميداني وسام محمد من دير الزور، فإن قسد حاصرت بلدة ذيبان، وتوغلت في البلدة، حيث تجري الاشتباكات مع أبناء القبائل العربية، في آخر جزء منها على الأطراف الشرقية من جهة بلدة الطيانة. وأضاف: قصفت “قسد” منازل المدنيين في بلدة الطيانة، بقذائف الهاون ومقذوفات تحمل بطائرات مسيّرة، ما أسفر عن سقوط جريح.
في غضون ذلك، نشر شيخ قبيلة العقيدات إبراهيم الهفل تسجيلاً صوتياً،أمس الخميس، طالب فيه أبناء العشار بالاستمرار بالقتال ضد قوات “قسد”، مؤكداً وجوده ضمن المنطقة المحررة. وتسيطر قوات العشائر العربية على مجموعة من القرى والبلدات بدءًا من بلدة الطيانة و السويدان وشعيطات وهجين حتى الباغوز على الحدود السورية العراقية.
تزامناً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 6 عناصر من فصائل “الجيش الوطني”، قتلوا وأصيب 9 آخرون بجراح، في هجوم على قرية عرب حسن في ريف منبج شرقي حلب، أعقبه اندلاع اشتباكات بين الفصائل من جهة وقوات مجلس منبج العسكري من جهة أخرى، ما أدى إلى انسحاب الفصائل من القرية. وبلغت حصيلة القتلى والجرحى في عملية تسلل على قرية عرب حسن فجر الخميس 6 قتلى من فصائل “الجيش الوطني” وإصابة 9 بجراح، و3 من قوات مجلس منبج العسكري، وتزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي للنظام وتحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في المنطقة.
الموقف الأمريكي
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، على دعم قوات “قسد” وعمل القوات الأمريكية في سوريا المركز على مهمة هزيمة “تنظيم الدولة” فقط. وأوضحت على لسان المتحدث الرسمي بات رايدر، خلال مؤتمر صحافي حول دعم قوات “قسد” ضد العشائر العربية باشتباكات في دير الزور أن “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب – لا تزال تركز على العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة داعش ودعم المنطقة والأمن والاستقرار في شمال شرقي سوريا”.
ورفض رايدر التعليق على سؤال حول علم “البنتاغون” بشأن اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، من قِبل قسد، وطلب توجيه السؤال إلى عملية العزم الصلب. ودعا المسؤول الأمريكي جميع الأطراف في دير الزور إلى وقف القتال، لكنه رفض الإجابة عن سؤال حول وجود مساعٍ أمريكية بشأن محاولة التوصل إلى الحل بين العشائر العربية و”قسد”.
ولفت المتحدث إلى عدم رغبته بالخوض في الافتراضات، لكنه أكد أن بلاده ستواصل العمل مع الشركاء المحليين والإقليميين للتركيز على مهمة هزيمة “داعش” وذلك في معرض رده حول احتمالية تعرض القوات الأمريكية للخطر في حال استمرار الاشتباكات في دير الزور.
وكانت الولايات المتحدة قد كشفت قبل أيام عن وجود مظالم لدى أهالي دير الزور، نتج عنها انفجار المواجهات بين العشائر العربية وقسد.وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن نائب مساعد وزير الخارجية إيثان غولدريتش وقائد عملية العزم الصلب الجنرال جويل فويل التقيا في شمال شرقي سوريا مع ممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية وزعماء القبائل من دير الزور. واتفق المجتمعون حسب البيان، على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور ومخاطر التدخل الخارجي فيها وضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وضرورة وقف العنف في أسرع وقت ممكن.
وأكد الجنرالان غولدريتش وفويل على أهمية الشراكة الأمريكية القوية مع “قسد” في جهود دحر تنظيم الدولة (داعش).
وإلى السويداء جنوباً، حيث تجري تحضيرات لمظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، لمواصلة الاحتجاجات لليوم الـ 20 على التوالي، وجددت مطالبهم بإسقاط النظام السوري وتغيير سياسي في سوريا وفق القرار الأممي 2254.
تعليق الأطرش
في موازاة ذلك، علّق لؤي الأطرش الذي يمثّل زعامة تقليدية لـ”دار عرى” على الاحتجاجات التي تشهدها محافظة السويداء، منذ ثلاثة أسابيع، مؤكداً على المطالب المشروعة والمحقة للمتظاهرين. وقال الأطرش: منذ ثلاثة أسابيع تحتشد ساحات وميادين الجبل بالمتظاهرين الحالمين بوطن حر وكريم، يحفظ كرامة جميع أبنائه. ينادون بدولة يسودها العدل والقانون، رافعين الصوت عالياً ضد كل أشكال الفساد والاستبداد. يؤكدون المؤكد، أن السويداء جزء لا يتجزأ من الوطن الأم سوريا، ويرفضون أي محاولات لحرف مسار حراكهم المشروع عن المطالب المحقّة. فها هم أبناء جبل العرب الأشم، أحفاد سلطان باشا الأطرش، وليسوا بحاجة لشهادة وطنية من أحد، وتاريخهم وحاضرهم يشهدان على مواقفهم الوطنية.
وأضاف: أن هذه الجموع لم تخرج إلى الشوارع، لولا أن بلغ السيل الزبى، وكنا قد حذرنا مراراً وتكراراً أصحاب الشأن والمعنيين، من أن استمرار السياسات الاقتصادية والأمنية الخاطئة، سيؤدي بشكل حتمي إلى ما نشهده اليوم، فأبناء الجبل لا ينامون على ضيم. ولم يكن صبرهم الطويل منذ بداية الأزمة حتى اليوم، استكانة أو خضوعاً للأمر الواقع، إنما كظموا غيظهم طيلة السنوات الماضية في أقسى الظروف، ورفضوا كل المشاريع والعروض المشبوهة من خارج الحدود، لتبقى السويداء بفضل وعي ابنائها، بريئة من كل قطرة دم سُفكت على امتداد هذا الوطن.
وأكد أن أبناء جبل العرب “مضرب مثل في الوطنية، ولن يكون أحدٌ أكثر حرصاً منهم على وطنهم، فسوريا هي بوصلتهم الوحيدة والأبدية. وعلى القاصي والداني وكل من يرغب في سماع صوتهم، ومعرفة مطالبهم، أن يسمعها منهم، فهم يؤكدون أن الساحات والميادين هي وحدها التي تمثلهم”.
“القدس العربي”