كشفت وسائل إعلام اسرائيلية إن الهجوم الجوي الذي شنته اسرائيل على منطقة البوكمال الحدودية مع العراق في شرق سوريا، هو الأوسع لناحية عدد الأهداف، والأبعد من ناحية المسافة التي تناهز الـ700 كيلومتر. قائلة إن الأوساط العسكرية الإسرائيلية تتابع عن كثب تبعات الهجوم الذي استهدف مستودعات إيرانية ورادارات لأنظمة الدفاع الجوي السورية.
وكان “المرصد السوري لحقوق الانسان” أفاد الثلاثاء بمقتل “ستة مقاتلين غير سوريين جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف ثلاثة مواقع لمجموعات موالية لإيران في منطقة قريبة من مدينة البوكمال قرب الحدود السورية – العراقية”. كما أصيب 4 عناصر من قوات النظام بينهم 2 بحالة حرجة، في قصف جوي على منطقة كتيبة الرادار في قمة جبل هرابش بريف دير الزور، وأسفر الاستهداف عن تدمير نقطة الرادار التابعة لـ”لواء التأمين الإلكتروني” التابع لـ”الميليشيات الإيرانية” في حي هرابش بمدينة دير الزور.
ووصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية الهجوم بـ”الاستثنائي” و”غير العادي”، حسب تعبير المراسل العسكري للقناة 12 نير دفوري، الذي قال إن “الهجوم الإسرائيلي ليلة الاثنين والثلاثاء، هو الخامس خلال الفترة الماضية فقط”، موضحاً أن استثنائيته تنطلق من كونه “يرجع جزئياً إلى الموقع الذي تم تنفيذه فيه”، أي بلدة البوكمال السورية.
وأضاف في تقرير ترجمته “عربي21” أن “الهجوم استهدف مستودعات الأسلحة والرادارات التابعة لنظام الدفاع الجوي السوري، كما أنه تم الهجوم على المستودعات التي يستخدمها الإيرانيون لنقل الأسلحة من إيران عبر صحاري العراق إلى سوريا، ومن هناك إلى لبنان”، لافتاً إلى استهداف “نظام الدفاع الجوي السوري الذي كان من المفترض أن يمنع إطلاق الصواريخ على الطائرات”، فضلاً عن “عدد الأهداف المهاجمة”.
وأشار إلى أن “الهجوم الإسرائيلي يكشف أن إيران تجدد مسار التهريب الذي جفّ في الآونة الأخيرة، وتحاول الآن إدخال أسلحة متطورة إلى سوريا ولبنان بهذه الطريقة، لذلك تريد إسرائيل تعطيل هذه الخطوة”. وأضاف: “يبدو أن هناك جهداً مشتركاً مع الولايات المتحدة للعمل على تعطيل محاولات النشاط الإيراني، وقد أتى هذا الهجوم بعد الهجوم على أهداف في منطقة دمشق وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي”.
من جهته، قال الخبير العسكري في صحيفة “إسرائيل اليوم” يوآف ليمور، إنه “يستحيل فصل سلسلة الهجمات التي نُفِّذت في الأيام الأخيرة على العاصمة السورية، والأضرار التي لحقت بالحرس الثوري الإيراني، عن أحداث الأسابيع الماضية، المتمثلة بزيادة إيران لجهودها في عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان”، مضيفاً: “لعل قراءة في أسباب تكثيف الهجمات الإسرائيلية على سوريا تظهر أن إيران تواصل نشاطها المتزايد في الساحة الشمالية”.
وأضاف أن “الضربات الإسرائيلية في سوريا ترسل رسالة للإيرانيين مفادها أن مثل هذه الهجمات الإسرائيلية في سوريا لم تحدث مصادفة، بل إنها تستند غالباً إلى معلومات استخبارية دقيقة، ومعرفة ما إذا كانت هذه المواقع مأهولة، والأكيد أن إسرائيل على علم بوجود الحرس الثوري هناك، ولذلك سعت لإلحاق الأذى بهم، وهذه رسالة واضحة لإيران بأنها ووكلاءها يلعبون بالنار، وسيدفعون الثمن”.
وتابع: “ربما يرسل الهجوم الإسرائيلي الجديد على الحدود السورية العراقية رسالة لإيران مفادها استهداف المواقع النوعية في قلب سوريا، لكن استراتيجية “المعركة بين الحروب” تظهر أنها غير فعالة بما يكفي للتعامل مع الاتجاهات الجديدة والاستراتيجية الإيرانية الشاملة طويلة الأمد، ما قد يتطلب من الاحتلال إعادة صياغة استراتيجية أخرى، وإعادة التفكير بأهداف القوة الجوية وحدودها، وفحص أهداف الهجوم في سوريا”.
“المدن”