إلى جانب الدعم الدبلوماسي الذي حظيت به إسرائيل في هجومها على غزة وزيارة جو بايدن إلى إسرائيل، الذي حمل فيه “الطرف الآخر” مسؤولية مجزرة المستشفى المعمداني يوم الثلاثاء، وتبنى رواية إسرائيل بشأن ضرورة “هزيمة” حماس، تعزز البنتاغون من الوجود الأمريكي قرب غزة، حيث أرسلت بارجتين حربيتين وآلافا من الجنود وأسرابا من المقاتلات الحربية والأسلحة المختلفة للقبة الحديدية، وحزمة مساعدات بمئة مليار دولار أمريكي لدعم إسرائيل وأوكرانيا.
وتقول صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير أعده كل من دان لاموث وليو ساندز، إن عمليات نشر القوات الأمريكية التي قامت بها البنتاغون في الأيام الأخيرة وإرسال آلاف من القوات الأمريكية، واستعراض القوة العسكرية بالمنطقة جاءت في وقت تحاول فيه الدبلوماسية الأمريكية منع توسع الحرب في غزة. وتضم التحركات نشر حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما، وتحمل هذه على متنها 15.000 جندي، إلى جانب القوات البرمائية من 4.000 جندي مارينز وبحار وزيادة غير محددة من أسراب المقاتلات العسكرية المنتشرة في أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب ألفي جندي للدعم، وستكون جاهزة في عدد من الأيام.
وتأتي التحركات بعد الهجوم المذهل لحركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر حيث أعلنت إسرائيل الحرب على حركة حماس وبدأت حملة قصف واسعة لكل القطاع. ويقوم المسؤولون الغربيون بالنظر في إمكانية دعم أعداء الغرب بالمنطقة بما فيهم إيران وحزب الله في العملية التي نفذتها حماس وأدت لمقتل 1.400 جندي ومدني إسرائيلي. وقدم المسؤولون الأمريكيون خططهم الأخيرة في يوم الثلاثاء، قائلين إن وزير الدفاع لويد أوستن وجه بضرورة تمديد البارجة البحرية يو أس أس فورد انتشارها في البحر المتوسط لمدة أطول في الوقت الذي تتجه في حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور القتالية نحو المنطقة لكي تنضم إليها.
وقالت صابرينا سينغ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع إن أهم ثلاث أولويات تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها: منع أعداء إسرائيل من الدخول في المعركة، تقديم الدعم الأمني لحليف أمريكي حيوي والحذر الشديد ضد أي تهديد للقوات الأمريكية قد ينتج عن الاضطرابات. وقالت سينغ “هدفنا الرئيسي هو إرسال رسالة ردع”.
واتجهت قوات المهام الخاصة من المارينز والبحارة على متن البارجة يو أس أس باتان وبارجتين حربيتين أخريين وفرقة مشاة مكونة من 900 جندي ومقاتلات أف-35 وعربات مصفحة وأسلحة أخرى. وكانت باتان وبارجة يو أس أس كارتر هول في خليج عمان يوم الإثنين حيث غادرتا الكويت بعد هجوم حماس غير المسبوق. وهناك سفينة ثالثة وهي يو أس أس ميا فيردي في مياه البحر المتوسط في طريقها إلى سواحل إسرائيل، حسب المسؤولين الدفاعيين.
ووضعت قوات الدعم المكونة من 2.000 جندي تحت أوامر الجاهزية للانتشار ولم يتم تحديدها حسب سينغ. وتواصل الولايات المتحدة نقل الأسلحة جوا وغير ذلك من المساعدة الأمنية إلى إسرائيل، حسب قولها. ووعدت الولايات المتحدة بتقديم المزيد من الصواريخ المعترضة لإسرائيل كي تستخدم في القبة الحديدية وكذا قنابل صغيرة وأسلحة موجهة بنظام جي بي أس. وتحدث الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط يوم الإثنين مع الجنرال هيرتسي هاليفي، قائد القوات الإسرائيلية وغيره من المسؤولين البارزين في تل أبيب.
وصدر بيان من مقر القيادة المركزية جاء فيه أن الجنرال أراد “الفهم وبوضوح ما تريده إسرائيل من دفاعات وركز على جهود الدعم الأمريكية وتجنب توسع الحرب وكرر تأكيده الدعم الثابت مثل الصخر لإسرائيل”. ولم ترد القيادة المركزية على أسئلة حول عدد الجنود الأمريكيين بالمنطقة قبل هجوم حماس وعددهم الآن. واستبعد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أي دور للجنود الأمريكيين في الحرب.
وتحاول إدارة بايدن موازنة الأزمة في إسرائيل مع أزمات أخرى، بما فيها أوكرانيا والحسم الصيني في منطقة الباسيفيك. وفي مقابلة رفض بايدن الإجابة على سؤال حول قدرة الولايات المتحدة على الموازنة بين هذه الموضوعات. وقال “نحن في الولايات المتحدة، بحق السماء أقوى أمة في التاريخ، وليس في العالم ولكن في تاريخ العالم”، حسبما قال في مقابلة (60 دقيقة) يوم الأحد، مضيفا “نستطيع التعامل مع الأمريين والحفاظ على مجمل الدفاع الدولي”.
“القدس العربي”