رام الله- “القدس العربي”: قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن مستشفيات قطاع غزة تعاني نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية الأساسية، بسبب منع إدخالها، ونفاد مخزون المستلزمات والأدوية والمستهلكات الطبية، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثاني عشر.
وتحدثت وزيرة الصحة عن انتهاكات الاحتلال في قطاع غزة، حيث قالت إن 37 شهيداً من الكوادر الصحية والطبية والإسعافية ارتقَوا منذ بدء العدوان، وجرى استهداف المستشفى الأوروبي، ما أدى إلى تضرر أجزاء منه نتيجة القصف المباشر، بالإضافة إلى تضرر 36 مستشفى في قطاع غزة، ما بين تهديد وقصف وإخلاء، وتوقف 4 مستشفيات عن العمل، وهي مستشفيات بيت حانون، والدرة، والكرامة، والأهلي المعمداني، وتوقف 33 مركزاً للرعاية الصحية عن العمل، كما أُخلي مستشفى حمد للتأهيل ومركز إسعاف الهلال الأحمر، بسبب عدم الأمان، والقصف المتكرر، وتدمرت 23 مركبة إسعاف بالكامل.
وشددت الوزيرة كيلة، خلال مؤتمر صحفي، عقدته في رام الله، بمشاركة نائب رئيس مجلس المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة الأب فادي دياب، للوقوف على آخر تطورات العدوان، على أن الوضع في قطاع غزة بات كارثياً، وانقطاع المياه وعدم توفر مستلزمات العناية الشخصية، وعدم مواءمة منظومة الصرف الصحي وتدهور أجزاء كبيرة منها نتيجة العدوان، إضافة إلى الاكتظاظ في مراكز الإيواء، يزيد مخاطر تفشي الأمراض السارية بشكل يُنذر بكارثة صحية بكل معنى الكلمة.
وتطرقت إلى الضغط النفسي والجسدي للكوادر الصحية والطبية والإسعافية التي لم تتوقف للحظة عن تقديم خدماتها، رغم الإنهاك ونقص الإمكانيات والأعداد الكبيرة من الشهداء، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى اتباع أسلوب المفاضلة في العلاج، نتيجة الوضع الكارثي.
كما حذرت من كارثة صحية مدمرة بسبب قطع التيار الكهربائي والوقود المخصص للمرافق الصحية الذي أوشك على النفاد.
وأوضحت وزيرة الصحة أن حوالي 50,000 امرأة حامل يواجهن صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بسبب الهجمات على المرافق والعاملين، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تلد 5,500 امرأة الشهر المقبل، في ظروف صحية غاية في الصعوبة، ما يهدد حياة الأم الحامل وجنينها، نتيجة الولادة في مراكز غير مهيأة وتفتقر إلى أدنى الشروط الصحية اللازمة.
وحول الأمراض غير المعدية، قالت كيلة: “يعاني ثلثا الفلسطينيين المسنين من الأمراض غير السارية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكتات الدماغية، والسكري، وتفتقر غزة إلى العلاج المتقدم للأورام، ما يستلزم إحالة المرضى إلى خارج المنطقة، وقد أثرت الاضطرابات على الوصول إلى الرعاية الصحية لـ 1,034 مريضًا لغسيل الكلى”.
وأوضحت أن عدم تقديم الخدمات الصحية الأساسية، وعلى رأسها برنامج التطعيم الوطني، بسبب قصف المراكز الصحية وصعوبة الوصول إليها وانقطاع التيار الكهربائي الذي يهدد بفساد المطاعيم وظهور أمراض كنا قد استأصلناها وتخلصنا منها منذ عشرات السنوات.
وجددت المناشدة العاجلة لكل المنظمات الأممية، والمجتمع الدولي، وحقوق الإنسان، للوقوف عند مسؤولياتها لوقف العدوان الغاشم على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والعمل على فتح ممر آمن لإدخال المساعدات الطبية بشكل فوري وعاجل.
وتحدث خلال المؤتمر الأب دياب، الذي قال إن المستشفى المعمداني تعرض لهجوم بربري، وما زلنا في حالة صدمة جراء تعرضه للقصف، واستشهاد العائلات التي احتمت في كنف هذه المؤسسة الطبية.
وحول ما لحق بالمستشفى من أضرار جراء الاستهداف المباشر، قال الأب دياب إن المستشفى تعرّضَ لقصف بصاروخين، ما أدى إلى تضرر قسم الأشعة والأجهزة الموجودة فيه بشكل كبير، والذي أُنشئ لعلاج مرضى السرطان، ولم يُفتتح بعد، وأصيب عدد من طواقم العاملين في المستشفى في القصف الأول، والقصف الذي تعرض له المستشفى أمس.
وشدد الأب دياب على ضرورة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين، ومن يدعمهم، على ارتكاب هذه الجريمة المتواصلة في قطاع غزة، داعياً العالم إلى الضغط على الاحتلال، للجم عدوانه، وحماية الحياة وضمان عدم تكرار هذه المجازر، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاستعمار منذ 75 عاماً.
وأوضح أن المستشفى الأهلي مؤسسة تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويرأسها المطران حسام نعود، ويخدم أبناءنا في قطاع غزة منذ أكثر من 100 سنة، وأنه تجري متابعة التطورات الحاصلة مع رئاسة الكنيسة وجميع رؤساء الكنائس في القدس والعالم ومع المؤسسات الدولية.
“القدس العربي”