أعلنت وزارة دفاع النظام السوري عن فتح باب الانتساب لصالح الحرس الجمهوري، التشكيل المكلف بحماية دمشق، وذلك بعد أيام من إجراء تغيير على مستوى قيادة الحرس، الذي يتولى كذلك مهمة التنسيق بين جيش النظام والميليشيات المرتبطة بإيران.
وبيّنت الوزارة أنها ترغب بتطويع عدد من الشبان السوريين من حملة شهادات المعاهد والثانوية والإعدادية والابتدائية لتأهيلهم كصف ضباط وأفراد متطوعين لصالح قيادة الحرس الجمهوري، مؤكدة استمرار تقديم الطلبات في مركزي دمشق وجبلة حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
وكان رئيس النظام بشار الأسد قد عيّن قبل أسبوع اللواء غسان طراف قائداً للتشكيل الذي يتولى مهمة حماية دمشق والقصور الرئاسية وتحركات الأسد، بدلاً من اللواء مالك عليا.
وتضع مصادر عسكرية إعادة هيكلة الحرس الجمهوري ورفده بعناصر جدد من قيادة النظام، في إطار التحسب لتوسيع إسرائيل لبنك أهدافها في سوريا وخاصة في دمشق.
وقال مصدر من دمشق ل”المدن”، إنه لا يمكن الفصل بين الخطوات التي يتخذها النظام على مستوى الحرس الجمهوري والتشكيلات العسكرية الأخرى، وبين معركة “طوفان الأقصى”. ويلفت إلى زيادة الضربات الإسرائيلية للمطارات السورية، ويقول: “هناك مخاوف من توسيع الاحتلال لضرباته في سوريا، ونرى كيف أن طهران تهدد بكل الاحتمالات في حال لم يتوقف العدوان على غزة”.
من جهته، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي أديب عليوي إن “النظام ينتقي قيادات الحرس الجمهوري بدقة بالبناء على معايير معروفة، أي من أبناء الطائفة العلوية، ولم يكُن النظام يقبل كل المتطوعين من العناصر”. ويضيف ل”المدن”، أن فتح باب التطويع يدل على نقص العنصر البشري في صفوف قوات النظام، بحيث يبدو أن الإقبال على التطوع في جيش النظام بات بالحد الأدنى.
وعن وجود صلة لما سبق بالحرب في غزة واحتمال انزلاقها نحو مواجهات إقليمية، يشير عليوي إلى حاجة العناصر للتدريبات، ويقول: “عموماً الطيران الإسرائيلي يستهدف المناطق السورية، والنظام لا يتجرأ على الرد”.
وتقدر معلومات بحثية، عناصر الحرس الجمهوري بنحو عشرة آلاف جندي، يحظون بالقدر الأوفر من ثقة بشار الأسد. ويوضح مركز “عمران للدراسات” أن “الأسد دأب على اتباع نهج أبيه مع الحرس من حيث طبيعة الأشخاص الذين تنتمون لعائلات علوية محددة، والتي تُناط بها مهام قيادة أفواج وألوية التشكيل”.
وبحسب المركز، يقوم الحرس بتحديد القواعد والعلاقات الأمنية الناظمة بين الأفرع من جهة وبين المواطن والنظام من جهة أخرى، كما يُعدّ الواجهة الرسمية لتنسيق العمل العسكري الميليشاوي في سوريا بعد الثورة السورية، من الحرس الثوري الإيراني مروراً بحزب الله اللبناني وليس انتهاءً بالميليشيات الشيعية العراقية.
وشارك الحرس الجمهوري في التصدي ل”مجموعة أخطار ومشاكل اجتماعية” أمنية، أبرزها انتفاضة الكرد في 2004، والنزاع العلوي الإسماعيلي في 2005، وإشكاليات البدو والموحدين الدروز في 2001، وحماية النظام السوري بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011.
“المدن”