ملخص:
- النظام السوري يبرر قتل المدنيين في إدلب.
- زعم مدير الإدارة السياسية في جيش النظام أن الغارات تأتي ردًا على استهداف الكلية الحربية في حمص.
- الهجمات المكثفة للنظام وحلفائه في شمال غربي سوريا أسفرت عن مقتل وجرح العديد من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
- وأدت إلى نزوح مئات المدنيين إلى مخيمات تفتقر لمقومات الحياة مع دخول موسم الشتاء.
برر مدير الإدارة السياسية في جيش النظام السوري، حسن سليمان، الغارات التي شنت بالتنسيق مع القوات الروسية على شمال غربي سوريا خلال الأيام الماضية، بأنها كانت رداً على استهداف الكلية الحربية بحمص في شهر تشرين الأول الماضي، وهي في الحقيقة هجمات أسفرت عن مقتل 66 مدنياً بينهم 23 طفلاً و13 امرأة.
وأضاف سليمان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مركز التنسيق الروسي في دمشق والمنطقة الوسطى اللواء فاديم كوليت، أن الجانبين أطلقا سلسلة من “العمليات النوعية والضربات المركزة” استهدفت “التنظيمات التي ارتكبت الاعتداء على الكلية الحربية بحمص”.
وزعم أن الغارات أدت إلى “تدمير جميع المواقع والمقار المستهدفة ومن ضمنها مستودعات الذخيرة والعتاد”، والقضاء على أكثر من 600 عنصر تابعين لـ “هيئة تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني”، وتدمير جميع المواقع والمقرات المستهدفة ومن ضمنها مستودعات الذخيرة والعتاد.
وادعى كوليت إنه الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل 35 قياديا وكذلك تدمير 225 منشأة بما في ذلك 23 نقطة مراقبة وتدمير 9 مقرات تدريب للمجموعات المسلحة.
كان شهر تشرين الأوّل الفائت قاسياً على المدنيين في شمال غربي سوريا، حيث ارتكبت فيه روسيا وقوات النظام السوري هجمات ومجازر بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرّمة دولياً، ما أدّى إلى مقتل وجرح 336 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال.
ووثّق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مقتل 66 مدنياً بينهم 23 طفلاً و13 امرأة، وإصابة أكثر من 270 آخرين بينهم 79 طفلاً و47 امرأة و3 متطوعين في الدفاع المدني، بغارات وقصف لـ قوات النظام السوري وحليفته روسيا في شمال غربي سوريا، خلال شهر تشرين الأوّل الفائت.
انفجار الكلية الحربية في حمص
وفي 5 تشرين الأول الماضي، تعرضت الكلية الحربية في مدينة حمص، لهجوم مجهول الماهية من قبل جهة مجهولة، ما أسفر عن عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين.
وصدّر النظام السوري، منذ اللحظات الأولى للتفجير، رواية مفادها أن طائرات مسيّرة استهدفت الحفل وأن “فصائل إرهابية” هي المسؤولة عن العملية، حتى إن وسائل إعلام تابعة لإيران اتهمت فصيل “الحزب التركستاني” الموجود في إدلب بتنفيذ التفجير عبر طائرة مسيرة طورها بدعم فرنسي.
وأثار هذا الهجوم شكوكاً حول الجهة التي يمكن أن تنفذ عملية كهذه، وبهذا الاختراق لدفاعات النظام العسكرية، ليسارع النظام فور وقوع الهجوم بتوجيه اتهامات لفصائل مسلحة في الشمال السوري بتنفيذه عبر طائرات مسيرة عالية التقنية، ولتثبيت هذه الرواية ظهرت مسيرات مجهولة الهوية في اليوم التالي في سماء حمص.
ونشر موقع تلفزيون سوريا آنذاك تقريراً فنّد فيه رواية النظام وإمكانية أن يكون الانفجار الذي استهدف الكلية ناجماً عن قصف بطائرة مسيرة أطلقت من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غربي سوريا.
وبعد ساعات قليلة من حدوث الانفجار بدأت قوات النظام وروسيا سلسلة استهدافات عنيفة للتجمعات السكنية في شمال غربي سوريا، مخلفة مئات الضحايا وأضرارا كبيرة بالبنية التحتية والمرافق الصحية.
شهر دامٍ على السوريين
وارتكبت قوات النظام السوري وروسيا خلال تشرين الأول الماضي هجمات ومجازر بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرّمة دولياً، ما أدّى إلى مقتل وجرح 336 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال.
ودفعت هذه الهجمات المكثّفة للنظام وحلفائه، إلى نزوح مئات المدنيين إلى مخيّمات تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة، خاصةً مع دخول فصل الشتاء وبدء موجة البرد القارس، وسط شحّ كبير في المساعدات الإنسانية.
وقال الدفاع المدني السوري إن فرقه استجابت، خلال تشرين الأوّل، لـ287 هجوماً شنّه النظام السوري وروسيا، من بينها 160 هجوماً مدفعياً، وأكثر من 70 هجوماً صاروخياً، استُخدم فيها مئات القذائف المدفعية والصواريخ.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 161 مدنياً في سوريا، خلال شهر تشرين الأوّل الماضي، بما في ذلك 34 طفلاً و44 امرأة ورجلان بسبب التعذيب، 49% منهم نساء وأطفال، ووقوع مالا يقل عن 4 مجازر.
كما وثّقت الشبكة السورية ما لا يقل عن 85 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية في سوريا خلال شهر تشرين الأول الماضي، 78 منها على يد روسيا والنظام السوري في شمال غربي البلاد.
“تلفزيون سوريا”