دمشق – «القدس العربي» : أسقطت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، فجر الخميس، طائرة بدون طيار استهدفت القاعدة العسكرية في بلدة الشدادي بريف الحسكة، أطلقتها المليشيات المحلية التابعة لإيران شرق سوريا.
وأعلنت مجموعات «المقاومة الإسلامية العراقية» استهداف قاعدتين أمريكيتين شرقي سوريا، بينما أعلنت الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن عدد الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الفائت تجاوز الـ 95 استهدافاً.
الناشط الميداني من دير الزور صهيب اليعربي، قال لـ «القدس العربي» إن «الدفاعات الجوية التابعة للتحالف الدولي أسقطت طائرة مسيرة في ريف الحسكة بعد ساعات من مهاجمة الميليشيات التابعة لإيران قاعدة التنف عند المثلث الحدود السورية – العراقية – الأردنية، وقاعدة كونيكو في ريف دير الزور الشمالي بقذائف صاروخية. لافتاً إلى أن المليشيات الإيرانية كثفت في الآونة الأخيرة من استهدافها لمواقع القوات الأمريكية في المنطقة الشرقية».
وأكد أن قاعدة التحالف الدولي في معمل غاز «كونكو» شمال شرق دير الزور تعرضت ليلة الأربعاء-الخميس، لقصف صاروخي مكثف. وقال: «حسب معلوماتنا أن الصواريخ التابعة للمليشيات الإيرانية أهدافها غير دقيقة، بالأمس سقط عدد من القذائف الصاروخية في محيط قرية الحريري جنوب الحسكة وسقطت أيضاً صواريخ في محيط بلدة معيزيلة شمال ديرالزور»، لافتاً إلى أن «الميليشيات الإيرانية تحاول إيصال رسائل أنها قصفت القواعد الأمريكية، لكن في الحقيقة أن أغلب صواريخها غير دقيقة الهدف، وغالباً ما تسقط في أماكن خالية، كما أن البنتاغون يتحدث دائماً عن إصابات بسبب القصف ولا يتحدث عن قتلى».
ودوت انفجارات في القاعدة الأمريكية بحقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور، نتيجة هجوم بالطيران المسير وقذائف صاروخية انطلقت من ضفة الفرات الغربية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وسط تصدي المضادات الأرضية في القاعدة لأهداف في سماء المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن انفجارات دوت في منطقة قاعدة التنف قرب مثلث الحدود السورية-العراقية-الأردنية، ناجمة عن هجوم بطائرة مسيرة أطلقتها «المقاومة الإسلامية» من جهة مجهولة، في حين حاولت المضادات الأرضية في القاعدة التصدي للطائرة وسط معلومات عن إسقاطها. الهجمات التي طاولت القواعد الأمريكية في سوريا، جاءت غداة زيارة أجراها الثلاثاء، القيادي لدى حزب الله اللبناني إلى مدينة الميادين شرق دير الزور. وذكرت شبكة «دير الزور 24» المحلية الإخبارية، أن الحاج عامر القيادي بالوحدة 313 التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، زار أمس مختلف أحياء ومناطق مدينة الميادين شرقي دير الزور، لافتاً إلى عناصر لحزب الله تنتشر ضمن عدة مقرات في مدينة الميادين، وتشارك ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في قيادة العمليات في المنطقة».
في موازاة ذلك، أعلنت مجموعات «المقاومة الإسلامية في العراق»، الأربعاء، استهداف 3 قواعد أمريكية في سوريا، وهي قواعد التنف ومخيم الركبان وكونيكو بالطائرات المسيّرة، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة.
وحسب مصادر محلية، فإن هذه المجموعات استهدفت القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل كونيكو، شمالي ديرالزور، مرتين يوم الأربعاء في أقل من ساعة.
وتواصل المجموعات المدعومة من إيران مهاجمة القواعد العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولي في مناطق شمال شرق سوريا.
مسؤول عسكري أمريكي قال السبت الفائت، إن هجوماً بطائرة مسيرة مسلحة استهدف القوات الأمريكية وقوات التحالف في قاعدة التنف في سوريا. وأضاف المسؤول أن الهجوم أحبط قبل أن يبلغ هدفه دون وقوع إصابات أو أضرار في البنية التحتية.
وتوعدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، سابرينا سينغ، في تصريحات سابقة، أن الولايات المتحدة ستتخذ المزيد من التدابير اللازمة لحماية الأمريكيين في الوقت والمكان اللذين تختارهما في حال استمرت الهجمات ضد قواتها.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» قد صرح بأن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق تعرضت لأكثر من 90 استهدافاً منذ تاريخ 17 تشرين الأول.
ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية عن مسؤول في البنتاغون قوله: إن قواتنا تعرضت منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول لـ 90 هجوماً على الأقل بالصواريخ والمسيرات في العراق وسوريا. في غضون ذلك، سيرت قوات التحالف الدولي دورية عسكرية استطلاعية قرب معبر البريد النهري في قرية الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، مقابل مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لإيران على الضفة اليمنى لنهر الفرات.
ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 57 هجوماً على قواعد التحالف الدولي توزعت على قاعدة حقل العمر النفطي، وقاعدة الشدادي بريف الحسكة، وقاعدة حقل كونيكو للغاز، وقاعدة خراب الجير برميلان، وقاعدة التنف، وقاعدة تل بيدر في ريف الحسكة، والقاعدة الأمريكية في روباربا في ريف مدينة المالكية، وقاعدة قسرك بريف الحسكة.
تزامناً، أكد آخِر سفير أمريكي في سوريا، روبرت فورد، أن إدارة الرئيس بايدن لن تسحب قواتها من الأراضي السورية، وستبقي على دعمها لقوات سوريا الديمقراطية «قسد». وبحسب فورد، فإن إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سورية، و»هي في حاجة إلى شريك محلي هناك».
وتابع: «إدارة بايدن تدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن البيت الأبيض لن يغير موقفه في هذا الخصوص».
وفي سياق متصل، علّق فورد على رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، الأسبوع الفائت، مشروع قانون تقدم به السيناتور الجمهوري راند بول، بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلاً إن «مشروع بول حظي بموافقة 13 سيناتوراً مقابل رفض 84 آخرين».
واعتبر أن «التصويت يشير إلى أنه ما زال هناك دعم سياسي قوي للوجود العسكري الأمريكي شرقي سوريا».
لكن في الوقت نفسه، رأى السفير الأمريكي السابق أن اللافت في الأمر هو «تصويت شخصيات مهمة من اليسار المتطرف الديمقراطي بشكل يدعم السيناتور بول، شأنهم في ذلك شأن اليمين المتطرف من الجمهوريين».
وأردف: «هذا يظهر أن اليمين المتطرف واليسار المتطرف في خندق واحد. بالطبع، دونالد ترامب أيضاً قادم من اليمين المتطرف، ما يعني أن وجهة النظر السياسة الأمريكية قد تغيرت مع مرور الزمن».
وصوت الكونغرس مطلع الشهر الجاري على مشروع القرار، إلا أنه قُوبل برفض أغلبية الأعضاء.
“القدس العربي”