دمشق – «القدس العربي»: تنفيذا لقرار العفو الذي أصدرته قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، أخلت الإدارة الذاتية سبيل الدفعات الأولى من المحكومين ممن شملهم العفو، وذلك من سجن الحسكة المركزي في حي غويران وسجن القامشلي، شمال شرقي سوريا.
قرار العفو، الذي جاء بعد مطالبات عشائرية للعفو عن المحكومين بجنايات الإرهاب، أسفر عن أطلاق سراح 141 سجيناً كانوا في سجن علايا بالقامشلي شمالي سوريا، و180 سجيناً كانوا في سجن الحسكة المركزي، من أبناء القامشلي وعلايا والمالكية والشهباء، وذلك بموجب العفو العام الذي صادقت عليه الإدارة الذاتية، بتاريخ 17 من يوليو/ تموز الجاري، والذي يقضى بالعفو عن الجرائم المرتكبة من قبل السوريين قبل تاريخ المصادقة، والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب رقم 7 لعام 2021 وتعديلاته، والجرائم الواقعة على أمن الإدارة الذاتية والمنصوص عليها في قانون العقوبات العام رقم 2 لعام 2023.
و في اتصال مع “القدس العربي” أوضح مدير شبكة أخبار “الشرق نيوز” المعنية بتوثيق ونقل أخبار المنطقة الشرقية من سوريا، فراس علاوي، أن قوات سوريا الديمقراطية، سوف تستمر بالإفراج عن المعتقلين ممن شملهم قرار العفو على دفعات في بقية سجون مناطق شمال شرقي سوريا، مؤكدا “إخلاء سبيل العشرات من النساء ممن شملهن العفو من سجن النساء بمدينة المالكية شمال شرق مدينة الحسكة، ودفعة من المعتقلين من سجن علايا بمدينة القامشلي بريف الحسكة، ودفعة ممن شملهم العفو من سجن مدينة الرقة”.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “الإدارة الذاتية” تتجهز لإخراج المعتقلين في سجونها على دفعات، حيث من المتوقع أن يصل تعدادهم حتى نهاية العام الجاري إلى 1500 سجينا.
وتستعد “الإدارة الذاتية” للإفراج عن معتقلين ” لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء في سجونها” بالإضافة إلى المعتقلين داخل مخيم الهول من عوائل “التنظيم الدولة ” بكفالة عشائرية. ومن المقرر الإفراج عن المشمولين بالعفو على دفعات بعد استكمال الإجراءات اللازمة.
في موازاة ذلك، دعا وفد من العشائر الكردية في شمال شرقي سوريا، الأحد، زعيم قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي إلى الإفراج عن معتقلي المجلس الوطني الكردي.
وقال مصدر مطلع لموقع “تلفزيون سوريا” المعارض إن “وفداً من العشائر العربية والكردية وممثلين عن بقية مكونات المنطقة التقوا مظلوم عبدي في مقر إقامته بقاعدة استراحة الوزير المشتركة بين قسد والقوات الأمريكية في شمال غربي مدينة الحسكة”.
وقدّم ممثلو العشائر الكردية قائمة بأسماء 15 معتقلاً من المجلس الوطني الكردي بينهم نساء وصحافيون اعتقلوا من قبل استخبارات “قسد” خلال الأشهُر الستة الماضية.
وحسب المصدر، فقد ناقش المجتمعون مع عبدي تنفيذ مخرجات ملتقى العشائر السورية وأبرز بنودها “العفو عن السجناء ممن لم تتلطخ أيديهم بالدم السوري وإطلاق سراحهم وإخراج العوائل المنحدرة من مناطق شمال شرقي سوريا من مخيم الهول”.
وعبر ممثلو العشائر الكردية عن استيائهم من إفراج “قسد” عن معتقلين متهمين بجرائم إرهاب والإخلال بالأمن العام بينما لا تزال تعتقل ناشطين وسياسيين من المجلس الوطني الكردي بسبب معارضتهم السلمية للإدارة الذاتية وبدون توجيه أي اتهامات لهم أو تحويلهم للمحاكم وفق القوانين المحلية.
وكشف المصدر عن عدم امتلاك مظلوم عبدي صلاحيات تخوله إطلاق سراح معتقلي المجلس الوطني الكردي، مضيفا أن “استخبارات قسد تدار فعلياً من قبل قادة عسكريين في حزب العمال الكردستاني بمعزل عن قوات سوريا الديمقراطية ولديها سجون وقوات خاصة ولا تخضع لأوامر قسد وأجهزتها الأمنية”.
مشدداً على أن “قرار الاعتقال جاء بأوامر من قادة حزب العمال الكردستاني لأسباب سياسية متعلقة بتوتر العلاقة بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، والذي يقوده مسعود البارزاني ويعتبر الحليف الرئيسي للمجلس الوطني الكردي في سوريا”.
- القدس العربي