لندن- “القدس العربي”: حذر مارك ألموند، مدير معهد أبحاث الأزمات في أوكسفورد، من مخاطر اغتيال إسرائيل الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغب دائما بالهجوم على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، إلا أن مقتل زعيم حماس في طهران قد يدفعها وبسرعة لبناء القنبلة النووية. وأضاف: “في النظرة الأولى، فقدرة إسرائيل على توجيه ضربة قاتلة لعدو فلسطيني مهم في قلب العاصمة الإيرانية وتحت جنح الظلام هي دليل على ذكائها في المعارك الحديثة. وكما حدث مع استهدافها لفؤاد شكر في بيروت قبل ساعات، اغتيال زعيم حماس في طهران، كشف لأعداء إسرائيل أنه لا يوجد مكان آمن للاختباء فيه”. و”مع ذلك، فسجل إسرائيل الطويل في العثور على منظمي أعمال عنف ضدها وقتلهم، يقترح أن هذه الاغتيالات هي طريق مسدود لو قصد منه قمع جماعات إرهابية ذات قاعدة شعبية”.
وقال ألموند “إن تحويل هنية لشهيد سيكون بلا شك مرضيا للكثير من الإسرائيليين الذين يرون أنه هندس هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. لكن هذه الشهادة ستمنح السلطة والمرجعية لهدفه العنيد”. وأضاف أنه “طالما ظل هنية مقيم في قطر وبأمن بعيدا عن المذبحة التي أشعلها في غزة، كان بإمكان إسرائيل الزعم بأنه لا يأبه بالمعاناة الإنسانية والثمن الباهظ لإستراتيجيته. والآن، وقد مات فمن الصعب القول للغزيين: “لماذا تريدون القتال لرجل يعيش حياة ميلياردير في الدوحة وأنتم تجوعون وتنزفون”.
ويرى الكاتب أن اغتيال زعيم حماس قد يربكها لفترة، لكن هنية ينتمي إلى مجموعة من قيادات حماس التي صعدت إلى القمة بعدما اغتالت إسرائيل الزعيم الروحي للحركة أحمد ياسين عام 2004. وحتى لو افترضنا أنه “إذا” كانت حماس في حالة احتضار في غزة قبل الغارة ضد هنية، وهذا في الحقيقة أمر مستبعد في الواقع، لأن الإشارات تؤشر إلى توسع الحرب مع حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين الذين يستهدفون السفن التجارية بالبحر الأحمر وميناء إيلات. وربما اكتشفنا لاحقا أن غزة هي مرحلة أولى في نزاع متزايد بالشرق الأوسط.
وتابع الكاتب “اقترح بعض الإسرائيليين أنه من خلال التخلص من زعيم حماس، فربما استطاع بنيامين نتنياهو استعادة السلطة السياسية الكافية التي فقدها بسبب الثغرات الأمنية في7 تشرين الأول/أكتوبر، وبهذا يكون قادرا على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار. إلا أن هذا يتجاهل حقيقة أنك تحتاج لطرفين كي تصنع السلام. فلن تكون حماس فقط تحت ضغط الانتقام لمقتل هنية بل وإيران وحزب الله وبقية الجماعات الموالية لإيران في العراق والحوثيين في اليمن الذين سيتعرضون لضغوط التدخل. وحتى قطر، فقد أعلنت عن نهاية دورها كوسيط بعد مقتل هنية”.
وقال الكاتب إن نتنياهو لم يكن أبدا راغبا بتسوية بناء على حل الدولتين، ومن الصعوبة بمكان الآن رؤية كيفية تقديم الإسرائيليين أو الفلسطينيين تنازلات من أجل التسوية، فقد ماتت الثقة بينهم منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. وعلينا ألا ننسى أن الكثيرين في إسرائيل الكارهين لنتنياهو يفعلون هذا ليس بسبب فساده بل لأنه فشل بتوفير الضمانات الأمنية لهم وحمايتهم من الهجمات الفلسطينية، فلم يعد هناك حركة سلام في إسرائيل.
ويرى الكاتب أن نتنياهو طالما حذر من امتلاك إيران القنبلة النووية، وربما سرعت الإهانة التي وجهها لها بقتل هنية لإنتاج القنبلة النووية وبأقرب وقت ممكن. وهذا سيقربنا للمعركة النهائية أو أرمغدون. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن امريكا ستدافع عن إسرائيل لو تعرضت للصواريخ الإيرانية من جديد. وسيضيف هذا أمريكا إلى قائمة أهداف حلفاء إيران مثل حزب الله والميليشيات في العراق وسوريا واستهداف القواعد الأمريكية. لقد فقدت إيران هيبتها، وفي الوقت نفسه، لن ترغب إسرائيل وأمريكا بالتراجع في مواجهة دعوات الانتقام. وهذه وصفة لدوامة من العنف.
- القدس العربي