أعلنت السلطات اليمنية أمس"حربا مفتوحة" على تنظيم "القاعدة" غداة كشف أجهزة الأمن مخططات لدى خلايا التنظيم الأصولي لتقسيم اليمن إمارات إسلامية على غرار ما هو حاصل في أفغانستان ، فيما استخدم الجيش مروحيات في عمليات ملاحقة خلايا التنظيم في محافظة شبوة. وتوعد علماء دين يمنيون بالدعوة إلى "الجهاد" في حال حصول أي تدخل عسكري أجنبي.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية أن أجهزة الأمن كشفت مخططات قسم فيها التنظيم الأصولي اليمن ولايات إسلامية، مشيرة إلى أن القيادي في التنظيم عبد الله المحضار الذي قتل في مواجهات مع الجيش كان يلقب أمير ولاية شبوة الإسلامية ووفر في الفترة الاخيرة ملجأ في جبال ميفعة لتدريب عناصر "القاعدة". واوضحت أنه كان يؤوي 25 إرهابيا بينهم أجانب لتدريبهم هناك وأن أجهزة الأمن عثرت في منزله على أسلحة متنوعة وملابس وأدوات مستعارة تستخدم للتمويه. وأضافت أن الاسم الحقيقي لهذا القيادي هو عبد الله احمد ياسين وهو من مواليد محافظة شبوة ويعد شيخا لقبيلة آل الفقيه في منطقة ميفعة، وقد بايع أمير "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" عبد الكريم الوحيشي الملاحق حاليا "والذي كلفه ان يكون أميرا على ولاية شبوة ". وتعهدت تطهير الأراضي اليمنية من خلايا التنظيم وملاحقة أفراده أينما وجدوا".
وافادت وزارة الداخلية ان الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة استعانت أمس "بمروحيات تابعة للقوات المسلحة في عملية البحث عن العناصر الإرهابية التي تمكنت من الفرار من منزل الإرهابي عبدالله المحضار أمير تنظيم القاعدة في شبوة". وقالت ان "هذه العملية ستمتد لتشمل مهاجمة كل الأوكار الإرهابية لتنظيم القاعدة بالمحافظة ".
علماء اليمن
وغداة دعوة عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور كارل ليفين واشنطن الى شن هجمات بطائرات من دون طيار على خلايا القاعدة في اليمن، أعلن 1500 من علماء اليمن رفضهم المطلق لوجود قوات أجنبية في اليمن للمشاركة في عمليات ضد تنظيم " القاعدة " أو إقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية وهددوا باعلان الجهاد في حال حصول ذلك .
وحذر العلماء في بيان وزعوه في اجتماع ضمهم في جامع الشهداء بصنعاء، الدول الكبرى من مغبة التفكير في التدخل في شؤون اليمن وقالوا انه "في حال إصرار اي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري فان الإسلام يوجب على أبنائه جميعا الجهاد لدفع العدوان". وشددوا على "الرفض الكامل لأي تدخل خارجي سياسي أو امني أو عسكري في شؤون اليمن ورفض أي وجود عسكري أو اتفاق أو تعاون امني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية".
المعارك مع الحوثيين
في غضون ذلك، احتدمت المواجهات بين الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين في أربع محافظات بعد نقل المسلحين المعارك إلى محافظتي الجوف وحجة اللتين شهدتا أمس مواجهات عنيفة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة وأوقعت قتلى وجرحى من الجانبين. واتهم الحوثيون أمس الجيش السعودي بارتكاب " مجزرة " سقط فيها 13 قتيلا وعدد من الجرحى من سكان قرية الأزد بمديرية رازح الحدودية غداة تعرضها لغارة جوية شنتها مقاتلات سعودية .
وينما أكدت وزارة الدفاع اليمنية استمرار المواجهات بين الجيش والمسلحين الحوثيين في عدد كبير من مناطق القتال في محافظتي صعدة وعمران، أعلنت وزارة الداخلية ليلا أن المواجهات بين الجيش ورجال القبائل من جهة والمسلحين الحوثيين من جهة اخرى في مديرية المطمة بمحافظة الجوف استمرت طوال ساعات النهار حتى الليل "بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة".
وفي محافظة حجة أكد سكان محليون أن مسلحين حوثيين قطعوا أمس الطريق الدولي بين اليمن والمملكة العربية السعودية الذي يؤدي إلى منفذ حرض الحدودي بين البلدين بعد اشتباكات مع قوات الجيش هناك اوقعت قتلى وجرحى من الجانبين.
وروى شهود أن المسلحين احرقوا عربات عسكرية وسيارات مواطنين وأن قوات الجيش حاصرت المنطقة التي تسللوا اليها بعد سيطرتهم على موقع عسكري هناك في محاولة لقطع خطوط الإمداد للجيش.
وقال الحوثيون أن المقاتلات السعودية شنت أمس 12 غارة جوية استهدفت مناطق الجبل الأحمر وقريتي النوعة والأزد وجبل ظهر الحمار مشيرين إلى ارتكاب الطائرات الحربية السعودية مجزرة بعدما سقط بعض قذائفها على منازل مدنيين، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا من اسرتين في منزلين دمرا كليا، إلى تدميرها مسجدا في المنطقة عينها .
صنعاء – من ابوبكر عبد الله
"النهار"