دمشق – «القدس العربي»: تزداد الأوضاع سخونة بين الإدارة الجديدة في دمشق، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتي يشكل الأكراد العصب الأساسي لمقاتليها، فبينما كرر وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، رفضه أن تنضم “قسد” إلى الجيش الجديد ككتلة، وسط أنباء عن تحرك عسكري ضد المسلحين الأكراد، أكد زعيم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، أن أي طريق غير التفاوض، سيؤدي إلى مشكلات كبيرة.
وقال إنه لن يكون من الصحيح أن يبقى المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة والمتمركزون في شمال شرق البلاد، كتلة عسكرية داخل القوات المسلحة السورية.
وأوضح في لقاء مع “رويترز” في وزارة الدفاع في دمشق أن قيادة الجماعة المسلحة الكردية المعروفة بقوات “سوريا الديمقراطية” تماطل في تعاملها مع المسألة.
وقال أبو قصرة الذي تولى مهامه في 21 ديسمبر/ كانون الأول “فيما يخص أن يكونوا داخل وزارة الدفاع، هذا الكلام لا يستقيم.
نحن نقول يدخلون على وزارة الدفاع ضمن هيكلية وزارة الدفاع ويتم توزيعهم بطريقة عسكرية، هذا ما في أي مانع.
لكن أن يبقوا كتلة عسكرية داخل وزارة الدفاع، هذا كتلة داخل مؤسسة كبيرة وهذا الشيء غير صحيح”.
ووضع أبو قصرة منذ توليه منصبه مسألة دمج الفصائل المناهضة للأسد في سوريا في هيكل موحد ضمن أولوياته، لكن الخطة تواجه صعوبة في دمج قوات سوريا الديمقراطية.
وتعتبر الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية حليفا رئيسيا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تركيا المجاورة لسوريا تعتبرها تهديدا لأمنها القومي.
وقال أبو قصرة “صار لقاء مع قيادة (قوات سوريا الديمقراطية) ولكنه في شيء من المماطلة”. وأضاف “الشروط اللي انحطت هي شروط تحقق خلينا نقول اندماج كل المناطق تحت الإدارة الجديدة. وهذا حق للدولة السورية”.
وقال أبو قصرة إنه يأمل في الانتهاء من عملية الدمج وتعيين بعض كبار الشخصيات العسكرية بحلول الأول من مارس /آذار، عندما تنتهي فترة الحكومة الانتقالية في السلطة.
وردا على سؤال حول انتقادات تقول إن الحكومة الانتقالية لا يحق لها اتخاذ قرارات جذرية منها ما يخص هيكل الجيش، قال إن “الأمور الأمنية” دفعت الإدارة الجديدة إلى إعطاء الأولوية لهذه المسألة.
وأضاف “نحن في سباق مع الزمن، نحن اليوم عم يفرق معنا”.
وتعرضت الإدارة الجديدة لانتقادات بسبب قرارها منح بعض الأجانب، ومن بينهم مصريون وأردنيون، رتبا في الجيش الجديد.
وأقر أبو قصرة أن القرار أثار انتقادات واسعة لكنه قال إنه لا علم له بأي طلبات لتسليم أي من المقاتلين الأجانب.
في المقابل، قال زعيم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي إنه لم تتم دعوتهم إلى اجتماع دمج الفصائل في وزارة الدفاع السورية الجديدة، معتبراً أن نتائج اجتماع أحمد الشرع بالفصائل “لا تعنيهم لأنهم لم يكونوا جزءاً منه”.
وذكر أن قوات “قسد” لم تقرر تسليم السلاح ولا حل نفسها، لكنها تريد الانخراط في جيش سوريا المستقبل، مضيفاً أن أي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات في وزارة الدفاع سيؤدي إلى مشكلات كبيرة.
ولفت في تصريح لقناة “العربية” إلى أنهم اقترحوا تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لدراسة موضوع دمج القوات، وأنه ضد فكرة وجود جيشين في سوريا.
وبين أن العلاقة مع قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع، تحددها الأفعال لا الأقوال، كما أشار إلى أن وجود القوات الأمريكية في سوريا مهم لتقريب وجهات النظر.
وأكد أن إيران لم تزودهم بطائرات مسيرة، مشيراً إلى عدم الحاجة إلى أسلحة من إيران.
وكان عبدي، قد قال في لقاء مع قناة الشرق الإخبارية السعودية إن أحد مطالبهم الأساسية هو الإدارة اللامركزية، مشيرا إلى انفتاحه على “ربط قوات سوريا الديمقراطية مع وزارة الدفاع السورية… على شكل كتلة عسكرية موجودة وتعمل حسب القوانين وحسب الضوابط التي تضعها وزارة الدفاع السورية، وليس الانضمام إلى وزارة الدفاع والجيش السوري على شكل أفراد”.
عسكرياً، قالت مصادر “تلفزيون سوريا” إن إدارة العمليات العسكرية، حركّت الأحد، قواتها باتجاه مناطق شمال شرقي سوريا، مؤكدة “وصول تعزيزات عسكرية وأمنية للإدارة السورية الجديدة إلى مناطق شرقي حلب ومحاور سد تشرين، بالإضافة إلى دير الزور”.
ولفت المصدر إلى أن إدارة المعابر في دير الزور أنهت عمل المعابر النهرية، وحصرتها في خمسة معابر فقط، بهدف ضبط عمليات التنقل بين ضفتي نهر الفرات.
وتداولت حسابات على منصة “إكس” مقاطع مصورة تظهر آليات ثقيلة، قالت إنها تابعة لإدارة العمليات العسكرية، تتحرك باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا، بهدف إطلاق معركة ضدها.
في الأثناء تتواصل المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، “قسد” في عدة محاور قرب سد تشرين ريف منبج شرقي حلب وفي محيط الرقة، حيث نفذت فصائل الجيش الوطني، عملية تسلل إلى مواقع “قسد” في قرية صكيرو بريف بلدة عين عيسى شمال الرقة، وسط مواجهات عنيفة أسفرت عن قتلى وجرحى.
وحسب مصادر ميدانية لـ “القدس العربي” فإن المعارك لم تسفر عن تقدم أي طرف، حيث تدور المواجهات في جبهة قرية عطشانة، وعلى تلة أمام قرية خربة الزمالة، وبلدة دير حافر، شرق حلب.
الباحث السياسي بدر ملا رشيد من المنطقة الشرقية، قال لـ “القدس العربي” إن المواجهات شرسة، منذ أكثر من شهر، في منطقة منبج بريف حلب الشرقي، وسط دعوات أطلقتها “الإدارة الذاتية” لتنظيم مؤتمرات حوارية ووقفات احتجاجية تطالب بوقف إطلاق نار شامل.
وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية،” السبت، مقتل وإصابة 38عنصرا من الجيش الوطني، خلال مواجهات في محيط سد تشرين والقرى المحيطة بها في ريف منبج.
- القدس العربي