أكد تقرير عبري أن احتياجات إسرائيل الأمنية في شمالي فلسطين المحتلة لا تسمح بالانسحاب من لبنان وسوريا، مشدداً على أن بقاء المواقع العسكرية الإسرائيلية في سوريا “موقف أمني ضروري وطويل الأمد”.
وقال تقرير نشره موقع “ألما” العبري للأبحاث إن بقاء المواقع العسكرية الإسرائيلية في جنوبي سوريا وجنوبي لبنان ليس ورقة تفاوضية مؤقتة، بل يمثل موقفاً أمنياً طويل الأمد تفرضه معطيات ميدانية وسياسية معقدة، في ظل ما وصفه التقرير بـ”غياب أي شروط واقعية لانسحاب آمن ومستدام” لقوات الجيش الإسرائيلي من هذه الجبهات.
سيادة الدولة السورية عقبة أمام المطالب الأمنية الإسرائيلية
واعتبر التقرير أن الحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تسعى لإعادة فرض سيادة الدولة المركزية على كامل الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا الهدف يتعارض بشكل مباشر مع المطالب الأمنية الإسرائيلية بإقامة منطقة عازلة موسعة منزوعة السلاح جنوبي سوريا، تشمل الأراضي الواقعة جنوب دمشق.
وذكر تقرير “ألما” أن هذه المطالب الإسرائيلية تعززت بعد أن ضم الجيش السوري الجديد فصائل مسلحة تضم “مقاتلين جهاديين سابقين”، نفذوا انتهاكات في الساحل السوري وفي محافظة السويداء، في آذار وتموز الماضيين.
“حزب الله”.. معضلة السلاح المستعصية
وفيما يتعلق بلبنان، قال التقرير إن هوية “حزب الله” كحركة شيعية دينية أيديولوجية مسلحة تجعل من المستحيل أن يقوم الحزب طواعية بنزع سلاحه، وهو ما تعتبره إسرائيل شرطاً أساسياً للانسحاب من جنوبي لبنان.
كما اعتبر أن الجيش اللبناني غير قادر على تفكيك قدرات الحزب العسكرية بشكل جذري ومنهجي.
وأشار إلى أن تقليص قدرات “حزب الله” حتى الآن تحقق بشكل رئيسي عبر الحملة العسكرية الإسرائيلية في عام 2024، والتي شملت عمليات مناورة ميدانية، واغتيالات لقيادات بارزة، و”عملية البيجر” لاستهداف وسائل الاتصال، إضافة إلى هجمات جوية مكثفة.
وأكد التقرير أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار، في تشرين الثاني الماضين، واصلت إسرائيل منع الحزب من إعادة بناء قوته، عبر ضربات جوية شبه يومية وعمليات توغل برية محدودة.
ورأى أن ترسانة الحزب هي مصدر قوته وقيمته الاستراتيجية لدى إيران، والتخلي عنها أو وقف خطط إعادة بنائها يعني بالنسبة له “فقدان سبب الوجود”.
انتشار عسكري ثابت
وشدد التقرير على أن تمركز الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع بجنوبي لبنان وتسعة مواقع داخل الأراضي السورية، ضمن خط فصل القوات لعام 1974، يعكس سياسة دفاعية دائمة فرضتها “حقيقة دبلوماسية غير قابلة للحل”، في ظل عدم استعداد الحكومة السورية لتنفيذ الشروط الإسرائيلية للانسحاب من الجبهتين الشمالية.
وخلص التقرير إلى أن أي مسار دبلوماسي يتجاهل هذا الصراع الجوهري محكوم عليه بالفشل، مشيراً إلى أن العقيدة الأمنية الجديدة لإسرائيل ترفض نهج الاحتواء أو شراء الهدوء، وتضع أولوية قصوى لإزالة قدرات سوريا.
- تلفزيون سوريا