فيما تتزايد الانتقادات لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتلكؤ بما يتعلق بالاندماج مع الدولة السورية، نزولاً عند مندرجات اتفاق آذار/مارس الذي وقعه قائدها مظلوم عبدي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بدأت الاتهامات للإدارة الذاتية التابعة لـ”قسد”، بحملة “تكريد” للمؤسسات التابعة لها، استباقاً كما يبدو للاندماج.
وأوضحت مصادر من الإدارة الذاتية، لـ”المدن”، أن الإدارة بدأت باستبدال الموظفين من أبناء العشائر، بآخرين أكراد من الموالين لها، خصوصاً في الوظائف المفصلية والحساسة، في قطاعات النفط والكهرباء والمعابر والمؤسسات المالية.
وأضافت أن الإدارة الذاتية بدأت “تكريد” المؤسسات بشكل كامل، موضحة أن “قسد” كانت قد أعطت بعض المناصب لأبناء العشائر العربية في مناطقها، وذلك بهدف الولاء و”ادعاء” إشراك العرب في الإدارة.
واستدركت المصادر قائلة: “لكن، حتى الفتات تراجعت عنه، حيث جرى فصل عشرات الموظفين في الرقة ودير الزور والحسكة من العرب”. وتابعت أن “ما يجري هو تكريس سلطة مكون واحد على منطقة شاسعة”.
ما تحدثت عنه المصادر، أكده رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية مضر حماد الأسعد، لـ”المدن”، مشيراً إلى أن “قسد” تُدرك أن الاندماج مع الدولة السورية بات محسوماً، وأنه ما من فائدة للتلكؤ في هذا التوجه الذي يدعمه المجتمع الدولي بشكل عام، والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
إقصاء كامل
واتهم الأسعد، “قسد” بمحاولة تأسيس دولة داخل الدولة من خلال التحكم بالمفاصل الهامة من موظفين من لون واحد. وقال: “أساساً لم تشرك قسد العرب في الحكم، والآن تفصل حتى الموظفين العرب الموالين لها، لأنه ليس لديها الثقة بهم، لتضمن الهيمنة المباشرة على مؤسسات الدولة في منطقة الجزيرة العربية، بعد الاندماج”.
وقال إن “فزعة العشائر” التي حدثت في السويداء، نبهت “قسد” لخطورة العشائر، خصوصاً أن المئات من أبناء العشائر من مناطق سيطرتها، شاركوا “سراً” في القتال في السويداء.
وبحسب الشيخ الأسعد، فإن ما يجري حالياً، هو حالة من الإقصاء الكامل للمكون العربي عن المشهد السياسي والإداري في منطقة الجزيرة السورية.
وعن المبررات، أكدت مصادر أن “قسد”، تتهم من تريد فصلهم من موظفيها العرب، بعدم تبني مطلب “اللامركزية”، حيث يتم وضع الموظفين بين خيارين، الأول الموافقة على مطلب “اللامركزية”، أو الفصل من الوظيفة.
رفع قوائم الموظفين
في الأثناء، علمت “المدن” من مصادر، أن “قسد” بدأت تجهيز قوائم الموظفين في المؤسسات التي تتبع لها لرفعها إلى الحكومة السورية، وهي الإجراءات التي تأتي استباقاً للاندماج مع الدولة السورية.
واعتبر صهيب اليعربي، وهو ناشط سياسي من الحسكة، أن فصل الموظفين العرب جاء لقطع الطريق على إشراك العرب في إدارة مناطقهم، مشيراً إلى فصل مئات الموظفين في قطاعات التعليم والصحة، تحت ذريعة عدم حضور الاجتماعات.
وأضاف لـ”المدن”، أن إجراءات الفصل تركزت في قطاعات النفط والزراعة والتعليم، مبيناً أن “قسد تساوم الموظفين على رواتبهم، لتحصيل مكاسب سياسية متعلقة بنظام الحكم في سوريا”.
- المدن