في وضوح وصراحة، وفي لغة مباشرة لا تعرف الغموض او الالتباس اكد جلالة الملك عبدالله الثاني في الكلمة الملكية التي وزعت خلال الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية التي عقدت على مدى اليومين الماضيين ان الاردن سيعمل كل ما باستطاعته للاستمرار في دوره التاريخي في المحافظة على عروبة القدس ورعاية وحماية مقدساتها حتى تتحرر من نير الاحتلال..
واذ لفت جلالة الملك الى ما تتعرض له القدس الشرقية يوميا من اجراءات اسرائيلية تستهدف تغيير تركيبة المدينة السكانية وتهويدها وطمس هويتها العربية وتهديد مقدساتها الاسلامية والمسيحية فان جلالته جدد ادانة الاردن ورفضه الاجراءات الاسرائيلية الاحادية في القدس في الوقت ذاته على ضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بالضغط على اسرائيل لازالة العقبات والعراقيل التي وضعتها امام المسيرة السلمية ووقف الممارسات غير القانونية وغير الشرعية المتمثلة في استمرار الاستيطان في الاراضي المحتلة وفي القدس بشكل خاص.
من هنا، وفي اطار الرؤية الملكية المتكاملة والقراءة التاريخية والعميقة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي جاء تأكيد جلالة الملك على ان حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية وان احلال السلام الشامل والعادل في الشرق الاوسط هو مصلحة حيوية ليس للعرب والفلسطينيين والاسرائيليين وحسب وانما ايضا للعالم اجمع.
واذ اعاد جلالة الملك التحذير الذي كان اطلقه جلالته منذ فترة طويلة من ضياع هذه الفرصة التي قد تكون الاخيرة لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي فانه جدد الدعوة للمجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة الى مواصلة الجهود الرامية لايجاد الحل العادل لهذه القضية المحورية حتى لا تغرق المنطقة وشعوبها في دوامة جديدة من العنف والصراع الذي يهدد الامن والسلم العالميين.
ان الاردن الذي يتحمل مسؤولية تاريخية وخاصة ازاء المحافظة على عروبة القدس ويرى في ما تقوم به حكومة اسرائيل من اجراءات متغطرسة ورعونة لا تنم عن أي حكمة سياسية او بعد نظر او قراءة فاحصة لتاريخ المنطقة يدعو قادة اسرائيل الى انهم لن يحصلوا على الامن ما لم يحصل الفلسطينيون ايضا على حقهم في الامن والحرية والدولة وهم امام خيارين لا ثالث لهما .. اما البقاء قلعة معزولة او العيش بسلام مع جيرانها ..
جملة القول ان جلالة الملك في اشارته الى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 والتمسك بها في كل القمم العربية التي تلتها لفت انظار الجميع الى رسوخ القناعة بالالتزام العربي بتحقيق السلام الشامل والعادل على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية وفي سياق اقليمي يضمن استعادة الحقوق والاراضي العربية المحتلة بالكامل .
وفي الاطار ذاته يجب التوقف عند المغزى العميق الذي انطوى عليه تأكيد جلالة الملك على اهمية العمل الجاد لتعزيز وتطوير مؤسسات العمل العربي المشترك وفي مقدمتها جامعة الدول العربية في ظل التحديات التي تواجه امتنا كما هي معطيات الواقع الدولي التي تستدعي العمل على تعزيز وتفعيل دور هذه الجامعة لتواكب غيرها من المنظمات الاقليمية.
هذه هي ثوابت المواقف الاردنية الوطنية والقومية التي اكد عليها جلالة الملك امام القادة العرب وهي مواقف لن نحيد عنها ما دامت تخدم المصالح العليا لشعبنا وامتنا
الرأي الاردنية




















