اقتحم العشرات من المستوطنين المتطرفين امس، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، في وقت كشفت مصادر فلسطينية عن وجود مخطط إسرائيلي لهدم 312 مبنى فلسطينياً في القدس، فيما توغل جيش الاحتلال جنوب قطاع غزة وجرف أراض زراعية.
وجاءت عملية الاقتحام هذه وفق محطات اذاعة فلسطينية بحماية مكثفة من الشرطة الاسرائيلية، وقوات حرس الحدود التي تنتشر في شوارع المدينة ومداخل المسجد الأقصى بشكل مكثف منذ عدة ايام .
ونقلت هذه المحطات عن شهود قولهم إن «المتطرفين اليهود دخلوا من عدة ابواب الى باحات المسجد الاقصى، فيما تسود مدينة القدس الآن حالة توتر شديدة بين اوساط المواطنين الفلسطينيين».
وتزايدت خلال الايام الاخيرة على نحو مكثف دعوات قوى اليمين اليهودي والمتطرفين لاقتحام المسجد الاقصى وتقديم القرابين بمناسبة عيد الفصح اليهودي، والذي يريد بعضهم هدم المسجد الأقصى خلال الاحتفال به ووضع حجر الاساس للهيكل اليهودي في مكانه.
مخطط هدم
الى ذلك كشفت مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع، امس، عن مخطط تفصيلي يوضح نية بلدية الاحتلال هدم 312 مبنى فلسطينياً. وذكرت «المقدسي» في تقرير خاص حول انتهاكات الاحتلال في القدس، إن «المخطط يشمل بلدة سلوان والأحياء المجاورة لها، والبستان، ورأس العمود، والثوري».
موضحة «نية البلدية إقامة ما يعرف بمدينة داوود في حي البستان بعد هدمه، وإنشاء الحوض المقدس الذي هدفه إقامة حزام استيطاني في قلب مدينة القدس الشرقية والمحيط للمسجد الأقصى».
مشيرة إلى أن «هذا المخطط جاء استكمالاً للسيطرة عليه وخاصة بعد افتتاح كنيس الخراب وما يعنيه ذلك وفق الروايات الإسرائيلية بقرب هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه ورصدها لمبلغ 7 ملايين شيكل من اجل تنفيذ ذلك».
ورصد التقرير 280 انتهاكاً ضد أهالي مدينة القدس، منها 110 انتهاكات ضد المسكن الفلسطيني في الشهور الثلاثة المنصرمة، حيث تم إجبار عدد من المواطنين على هدم منازلهم بأيديهم بذريعة البناء غير القانوني.
وبين أن بلدية الاحتلال أصدرت 110 تهديدات بهدم شقق سكنية في مناطق متفرقة من مدينة القدس تركزت في سلوان وبيت حنينا وجبل المكبر، منوهاً إلى أن هذه المساكن تؤوي أكثر من 350 مقدسياً، وهم الآن ينتظرون مصيرهم المجهول وما يصاحب ذلك من ضرر نفسي شديد بسبب الترقب والانتظار.
الاستيلاء على منزل
على صعيد متصل قام عشرات من المستوطنين الإسرائيليين، فجر امس، بالسيطرة على منزل في حي في قرية بير زيت، شمال رام الله، بدعوى أنه «مهجور»، ورداً على اقامة مدينة الروابي. وأعلن المستوطنون اعتزامهم الاستيطان في الحي وأقاموا شعائر دينية في المكان ورفعوا العلم الإسرائيلي على المنزل «المهجور» قبل ان تطردهم قوات الاحتلال.
توغل وتجريف
على صعيد آخر قالت مصادر فلسطينية وشهود، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل امس على أطراف بلدة القرارة في خانيونس جنوب قطاع غزة. وذكرت المصادر أن «16 دبابة وست جرافات توغلت انطلاقاً من موقع (كوسوفيم) العسكري لمسافة 200 متر، وبدأت أعمال تجريف وتمشيط في الأراضي الزراعية في منطقة التوغل».
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن «الجرافات المتوغلة شرعت بعمليات تجريف للأراضي الزراعية في البلدة وسط إطلاق نار متقطع لم يسفر عن وقوع إصابات». وأوضحت أن «عدد الآليات الإسرائيلية المتوغلة هو الأكبر منذ مقتل ضابط وجندي إسرائيلي على حدود خانيونس خلال اشتباكات مع نشطاء فلسطينيين الجمعة الماضي».
تصعيد
باراك يحرض نتنياهو على العدوان
ذكرت مصادر إسرائيلية امس، ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خوض مغامرة عسكرية خطيرة للخروج من المأزق الحالي لإسرائيل على كافة المستويات.
واضافت المصادر ان «باراك يهدف من وراء تلك العملية الى اعادة هيبته وحزبه في ظل الفشل الكبير الذي تعانيه اسرائيل من خلال تدني مكانتها الدولية والخلاف مع واشنطن وفضيحة اغتيال المبحوح في دبي».
وزعمت ان «ادارة اوباما منعت الأسبوع الماضي اسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لقافلة عسكرية سورية تحمل صواريخ بعيدة المدى الى حزب الله خوفاً من اشتعال المنطقة».
غزة- ماهر إبراهيم والوكالات
"البيان"




















