نشرت جريدة تشرين في 19 أيلول في ملحق أبواب ملفاً موسوماً " اتحاد الكتاب بمناسبة مؤتمره العام " ، تحت عناوين :
– انتباه .
– حاجتنا إلى إعادة النظر .
– هل يستعيد الكتاب اتحادهم الغائب .
– بمناسبة انتخاباته الوشيكة .
– خارج التغطية .
– مكابدات شاعر في متاهة مبنى ضخم وفارغ .
– نحو مجلس ثقافي أعلى .
– ما يشبه الدفاع عن اتحاد الكتاب العرب .
تضمنت أجوبة أعضاء الاتحاد عن أسئلة جريدة تشرين نقداً لبنية الاتحاد ، ولما يدور فيه من نظام داخلي وآلية الانتساب إليه والنشر في دورياته والقضايا الإدارية والمالية..
بدايةً أعرِّف عن نفسي : عضو اتحاد مشارك في جمعية القصة والرواية والنقد ، وهذا ليس موضوعنا .
جاءت أجوبة الزملاء أعضاء الاتحاد بسمة عامة جريئةً وغير معهودة ، ونشرتها جريدة تشرين على غير عادة الصحف الرسمية والخاصة ، شكلت ملفاً نقدياً ، نال مَنْ أجاب عن الأسئلة السبق وكذلك الجريدة ، والمواطنون السوريون لم يشهدوا من عقودٍ تحضيراً لعقد مؤتمر اتحاد أو نقاباتٍ مهنية هذه الظاهرة .
شهد مؤتمر الاتحاد الأخير منذ عام ونصف دعوةً من قبل راعي المؤتمر عضو القيادة القطرية لحزب البعث للانتقال من المداخلات المطلبية الصغيرة إلى مداخلات مطلبية أكبر وسياسية ، وكانت مداخلته نقداً واضحاً للسمة العامة لمداخلات أعضاء المؤتمر …
نعود إلى أجوبة الزملاء أعضاء الاتحاد عن أسئلة جريدة تنشرين ، التي شكلت ملفاً سمته الجدية ، عسى أن تكون صوى على طريق مؤتمر اتحاد قادم ورائد للاتحادات الأخرى في سورية .
لكن ما قدمه الملف بقي بالعموم سجين جدران الاتحاد ونظامه الداخلي ، فنظام الاتحاد الداخلي والأنظمة الداخلية الأخرى للاتحادات والنقابات المهنية في سورية جميعها صاغت موادها ونسختها حسب مواد النظام الداخلي لحزب البعث ، وهي مفصَّلة على قياس بنية الدولة ، حتى أن الدستور السوري أبا القوانين ومصدر التشريع مصاغ في عدد من مواده نسخاً للنظام الداخلي لحزب البعث ، وهنا مربط الفرس ، فالقضية أشمل من الاتحاد ..
إن أية قراءة لمسيرة اتحاد الكتاب العرب وللاتحادات الأخرى .. تظهر تبعيتها للحكومة ولحزب البعث وللسلطة ، فالاتحاد فصَلَ أدباء كبار لمجرد طرح رأي آخر ، ورفض كتابٌٌ ومبدعون الانتساب إليه ، وهم ممن تعتز بهم سورية على الصعيد الوطني والقومي والدولي ، والاتحاد لم يدافع عن أعضائه سجناء الرأي..
استكمالاً للتعريف ، أعتز بانتسابي لاتحاد الكتاب العرب ، وأكنُّ لأعضائه جميعاً ولمكتبه الفرعي بحمص ولمكتبه التنفيذي الود والاحترام ، وتربطني بمعظمهم صداقة حميمة ، لكن أسأل :
– هل اتحاد الكتاب معني مدحاً بسياسة الحكومة الخارجية وحسب ؟. ومحظورٌ عليه إعلان موقفٍ من سياسة الحكومة وخياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية ..؟.
– على ضوء الواقع السوري ، ماذا يقول مؤتمر اتحاد الكتاب العرب للمؤتمر الحادي عشر لحزب البعث ؟. ليساهم ويساعد في اتخاذ مؤتمر حزب البعث قراراتٍ صعبةٍ ، سورية الوطن والشعب والنظام بحاجة ماسة إليها :
– فصْلُ حزب البعث عن الدولة ، وإلغاء إعلان حالة الطوارئ ، إصدار قانون أحزاب وقانون انتخاب عصري وحديث وقانون مطبوعات يتماشى مع العصر ، وطي ملف الاعتقال السياسي ، وفصل السلطات والوقوف الجدي في وجه الفساد الذي ينخر في جسد الدولة ، واستقلالية الاتحادات والمنظمات والنقابات المهنية عن السلطة ، لكي لاتبقى عالة عليها ، وأن تمارس هيئاتها العامة حقيقةً المحاسبة وتداول المسؤولية فيها..




















