لم تنس الشعوب العربية للولايات المتحدة الأميركية دورها الحاسم في مساندة اسرائيل ضد الدول العربية وهي تخوض معركة 6 اكتوبر 73 المجيدة من أجل تحرير أراضيها المحتلة وهي قضية عادلة نالت مساندة العالم إلا الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الذين وقفوا مع العدوان الاسرائيلي باعتباره قاعدة استعمارية لوأد آمال الشعوب العربية في الوحدة والتقدم كسائر شعوب العالم المتقدم.
عملت الولايات المتحدة الأميركية بعد حرب اكتوبر المجيدة علي تفتيت الجبهة العربية التي أثبتت جدارة وكفاة بالغة في الحرب. وتدخلت بشتي صور التدخل لتفريق الصف العربي وافساح المجال أمام الخلافات المذهبية والطائفية لاضعاف الجبهات الداخية في الدول العربية وتمكنت بالفعل من تحقيق أهدافها في العراق الدولة العربية الكبري التي سقطت فريسة الاحتلال الأميركي يعمل فيها تنكيلا وتقتيلا وتعذيبا وتمزيقا حتي تبدو درسا بليغا لأية دولة عربية تفكر في الخروج علي الطاعة الأميركية أو تقف حجر عثرة أمام المخططات الاسرائيلية التوسعية المقبولة أميركيا.
في هذا الإطار.. يمكن تقييم سلسلة التدخلات الأميركية الحالية في الشئون الداخلية للدول العربية علي النحو الذي يجري الآن في السودان واليمن ولبنان والصومال بعد العراق وفلسطين وهي تدخلات تزيد مشكلات المنطقة تعقيدا وتوترا وتنذر بصراعات داخلية تطلق يد واشنطن وتل أبيب في تقرير مستقبل المنطقة ما لم يدرك أصحاب القرار من العرب هذا الفخ المنصوب.
الجمهورية