تعمق الخلاف بين الصين واليابان أمس خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، بعدما حملت الصين في تصريح شديد اللهجة منافستها مسؤولية الادلاء بتعليقات خاطئة وتبديد الامال في عقد لقاء لرئيسي وزراء البلدين.
وكانت القوتان البارزتان في آسيا شهدتا الأزمة الديبلوماسية الاسوأ بينهما منذ سنوات بسبب نزاع على جزر، الامر الذي أدى الى تنظيم تظاهرات والغاء لقاءات، فيما تحدثت معلومات عن تجميد الصين صادراتها الى اليابان من المعادن الحيوية.
وكانت كل الانظار خلال قمة “آسيان” في العاصمة الفيتنامية تتجه الى فرص اجراء محادثات مباشرة بين رئيسي وزراء الصين ون جياباو واليابان ناوتو كان.
وبدت الاجواء جيدة، بعدما التقى وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا نظيره الصيني يانغ جيشي وقال إن القمة الثنائية ستعقد “على الارجح في هانوي”.
ولكن لاحقاً، عمت فوضى مع قول الوفد الياباني إن اللقاء لا يزال مرتقباً، قبل أن يعود ويتراجع عن تصريحه من دون ايضاح الاسباب.
ثم كسرت الصين الصمت، وأدلى مساعد وزير الخارجية الصيني هو تشينغويه بتصريح شديد اللهجة ندد فيه بتصرف اليابان خلال قمة الدول الـ16 في هانوي.
وأبلغ وكالة “داو جونز”: “خلال قمة هانوي، أدلت اليابان بتعليقات عبر وسائل الاعلام تنتهك سيادة اراضي الصين ووحدتها… ما قامت به اليابان، والذي رآه العالم أجمع، أدى الى تدهور الاجواء اللازمة للقاء بين مسؤولي البلدين. على اليابان ان تتحمل كل المسؤولية عن النتيجة”.
وكان مايهارا صرح في وقت سابق بأنه اتفق مع نظيره الصيني يانغ جيشي على معاودة المفاوضات في شأن تطوير حقل غاز متنازع عليه في بحر الصين الشرقي.
وقال: “لقد اتفقنا على بذل جهود لتحسين العلاقات بين الصين واليابان والمضي في العلاقة الاستراتيجية المفيدة للجانبين. والجانب الصيني وافق ايضا على ذلك”. وأضاف: “اتفقنا أيضاً على معاودة المفاوضات في شأن تطوير حقل الغاز في بحر الصين الشرقي”.
وكانت اليابان دعت في وقت سابق الى معاودة قريبة للمحادثات المتوقفة في شأن تطوير حقل الغاز الذي تطلق عليه اليابان اسم شيراكابا والصين شونكجياو والتي تعرقلت بسبب الخلاف على الجزر.
وكانت الازمة بين البلدين بدأت في الثامن من أيلول اثر احتجاز قبطان سفينة صيد صينية اصطدمت بزورقين تابعين لخفر السواحل الياباني قرب جزيرة يتنازع عليها البلدان.
وتؤكد كل من اليابان والصين أن هذه الجزر التي تسمى “سينكاكو” باليابانية و”دياويو” بالصينية، تشكل جزءاً لا يتجزأ من اراضيها.
وتثير الجزر التي تحتل موقعاً استراتيجياً بين أوكيناوا في أقصى جنوب اليابان، وتايوان، المطامع لان مياهها تحتوي على ثروة سمكية هائلة، وقد تنطوي أعماقها البحرية على كميات من النفط والغاز.
في غضون ذلك، أحرز تقدم أمس في هانوي في شأن ملف آسيوي آخر، إذ أعلن ون جيا باو انه سيزور الهند هذه السنة، ورأى أن ثمة “متسعاً من المكان في العالم” للدولتين الجارتين المتنافستين للازدهار،على رغم الفتور في العلاقات. وقال: “يجب أن نكافح لضمان النمو الثابت والصحيح لعلاقتنا”. وكانت النزاعات الحدودية وكذلك حرب قصيرة عام 1962 ووجود الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما في الهند من العوامل التي ساهمت في اجواء الريبة بين الهند والصين. كذلك، تراقب الهند عن كثب الحضور المتزايد للصين في المنطقة، بما يشمل الاستثمارات في بنغلادش وسري لانكا وباكستان.
لكن ون جيا باو أبلغ نظيره الهندي مانموهان سينغ على هامش القمة أن البلدين يجب ان “يزيدا حجم الثقة المتبادلة في المجال السياسي”.
واجتمعت الدول العشر لجنوب شرق آسيا أمس قبل توسيع القمة اليوم لتشمل الدول الـ16 في شرق آسيا وتحضرها أيضاً وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
(و ص ف، رويترز، أب)