د. عارف دليلة:
الشعوب العربية تتأهب لتكرار تجربة النضال السلمي الديمقراطي في تونس
أشاد د. عارف دليلة، بالنموذج التونسي في التغيير السياسي، ووصفه بأنه “مثل حدثا تاريخيا وفاتحة للعالم العربي المغلق”.
وأكد أن التجربة التونسية فتحت الطريق أمام الشعوب العربية للانطلاق إلى الأمام، وقال: “ما حدث في تونس كان كبيرا بحجمه بكل المقاييس، وهو فاتحة للعالم العربي الذي كان مغلقا وممنوع عليه أي حركة بأي اتجاه تقدمي. الآن فتح الشعب التونسي الطريق للانطلاق إلى الأمام، وقدم تضحيات ونموذجا فريدا من نوعه، ويحظى بتقدير 99% من الشعب العربي، لأن طبيعة النظام السابق الموجودة في كل الدول العربية أصبحت مانعا لأي تقدم ولأي تطور”.
وأضاف: “اليوم الدويلات العربية هي في وضعية سكون وتعفن وركون، وهي تتدهور يوما بعد يوم لأن الشعب معزول عن قضاياه الأساسية، ويُفرض عليه كل شيء بالاكراه والغصب. لقد أبدى التونسيون رجولة فائقة وتطورا كبيرا في الوعي، لذلك الشعوب العربية تتأهب لتكرار التجربة، تجربة النضال السلمي الديمقراطي من أجل استعادة الحقوق المهدورة لكي يكون له رأي في مجمل قضاياه العامة”.
وقلل من أهمية التضييق الإعلامي الذي تمارسه الأنظمة العربية على رغبة الشعوب في الانعتاق من الاستبداد، وقال: “صحيح أن الفيس بوك محجوب في سورية، وأعتقد أن كل الدول العربية تفعل ذلك، وهناك رقابة شديدة على وسائل الإعلام وهناك الكثير من وسائل الإعلام العربية كأنها لم تسمع بما يحدث في تونس، لكن الناس لا تتقيد بهذا الحجب وتعبر عن رأيها بقدر الممكن والمتاح، المهم ما هو كامن من احتقانات محتبسة ورغبات حقيقية للانعتاق من الاستبداد وتحقيق الحرية والمشاركة في إدارة الشأن العام”.
ورفض التخويف من هيمنة أي فصيل سياسي على الحياة السياسية في حال أي انفتاح سياسي، وقال: “لا مجال لسيطرة اللون الواحد، وعندما تتوفر امكانيات الحياة السياسية الطبيعية فإن الشعب سيفرز حركات مختلفة للتعبير عن رأيه، وليس هناك طريقة أخرى لحل الخلافات إلا عبر الديمقراطية والحوار، من الطبيعي أن هذا ليس سهلا لا سيما إذا استمر الانحباس، ذلك أن هذا الانحباس قد يؤدي إلى انفجارات وأعتقد أن هناك من يستطيع السيطرة وطمأنة الجميع، وفي المجمل فإن ذوي الوعي الشاذ سيكونون قلة، لأنه لا مصلحة لأحد في الفوضى العارمة سواء من الإسلاميين أو غيرهم، المصلحة بالعمل السلمي الديمقراطي الحواري”، على حد تعبيره.
…………………….
فايز سارة:
لا يوجد نظام عربي بمنأى عما يجري من احتجاجات في مصر
أكد عضو تجمع إعلان دمشق المعارض في سورية فايز سارة أن ما جرى ويجري في تونس ومصر، يعكس حركة شعبية تريد أن تقول مطالبها بوضوح وصراحة وتعمل على فرض التغيير السياسي، وحذر من محاولات وصفها بـ”التخريبية”، قال بأنها “تعمل على إجهاض الاحتجاجات الشعبية ومنعها من تحقيق أهدافها في التغيير السلمي والديمقراطي”.وقال سارة في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”: “من الواضح الآن أن هناك حركة شعبية في مصر مطالبها بالتغيير واضحة وصريحة ولا تخفيها، وهناك مجموعات مرتبطة بأجهزة أمن النظام وبعض المعتقلين في الحق العام يريدون إجهاض هذه التحركات، وهي مجموعات شبيهة بتلك التي جرت في العراق عشية سقوط النظام السابق، لكن من الواضح أيضا أنه من الناحية السياسية أن التمديد والتوريث كلاهما قد سقط في مصر، وربما سيبقى مبارك مع بعض التعديلات”.
وحول تأثير التحركات الشعبية في مصر على المحيط العربي، قال سارة: “أعتقد أنه لا أحد في العالم العربي بمنأى عما يجري في مصر، هذه رسالة لكل النظم والبلدان التي تعيش أزمات هيكلية سياسية واقتصادية واجتماعية وأوضاعا غير طبيعية بأن التغيير قادم لا محالة، وأن الأمن والتشدد لم يعد يحميها، وأن الحل الوحيد أمامها هو إجراء إصلاحات جذرية ومصالحات تاريخية ذات معنى تقطع مع النظام القديم وتؤسس لنظام جديد مختلف تماما، هذه هي الضمانة الوحيدة من أجل أن لا تُقابل مستقبلا بتكرار النموذجين التونسي والمصري”.
وعما إذا كان يعني بذلك سورية، قال سارة: “نحن في تجمع إعلان دمشق طالبنا بإجراء خطوات كهذه منذ سنوات طويلة، ومطالب الإصلاح والتغيير والمصالحة كانت مفهومة ومتداولة عندنا منذ سنوات، وأعتقد أن الاستجابة لهذه المطالب ستقوي سورية ونظامها وشعبها وتجعل منها دولة فاعلة ونشيطة وقادرة على تحقيق الرفاه لمواطنيها وتحجز لنفسها مكانة في المنطقة”، على حد تعبيره.
—————————————-
تصريح لـ”موقع نداء سوريا” 28/1/2011
عصام العطار:
نداءان عاجلان إلى الحكام المستبدين وإلى الشعوب العربية والإسلامية
ثورةُ العالم العربيّ والإسلاميّ على واقعه ونُظُمِه التي فاجأتْ بعضَ الدولِ والناس لم تكن مفاجئةً للشعوب العربية والإسلامية، ولمن يعرفُ أو يرصدُ أحوالَ هذه الشعوب.
فالثورةُ كانت تغلي في صدور الناس، ودواعي الثورة المعنوية والمادية: العقيدية والنفسية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. كان لا بدّ أن تؤدّي إلى انفجار
فمن سُنَنِ الحياة، وسُنَنِ التاريخ والاجتماعِ البشريّ، أنّ الظلمَ والاستبدادَ والفسادَ عندما يطولُ ويغتَرُّ ويستشري كما يستشري الآنَ في البلاد العربية والإسلامية، وعندما يعتمدُ في بقائه على القمع والإرهاب وشراء الأتباع والضمائر ؛ فلا بدَّ أن ينهار ويهوي بهذه الصورة أو تلك في يوم من الأيام، ولا بُدَّ أن تكسرَ الشعوبُ في وقت من الأوقات حواجزَ الخوفِ والحذر، وأن تندفع أمواجُ الغضبِ الأعمى والمبصر، والمنضبطة وغير المنضبطة، فتجرف الأنظمة الطاغية الظالمة الفاسدة، وربما ذهبت بالبريء مع المسيء، وبالنافع مع الضار
لنا نداءان عاجلان:
1- نداءٌ إلى الحكام المستبدّين: أن يتداركوا الأمور، وأن يفسحوا الطريقَ للتغيير السلميّ، والإصلاح الضروريّ، ويردُّوا للشعبِ حريّتَه وكرامتَه، وحقَّه المشروع في اختيار حكامِه ومنهجِ حياته. وأن يتعظوا -قبل فوات الأوان- بما جرى في تونس، وبما يرون إرهاصاته عندهم أو في دولٍ وأمكنة أخرى
2- ونداءٌ إلى الشعوب العربية والإسلامية: أن يحرصوا على سلمية الحراك وسلامته، وعلى وعيه ومسؤوليته، ويصونوا أنفسهم وحراكهم عن العشوائية والفوضى والتدمير، وعن الاستغلال والانحراف
أن يبتعدوا عن الانتقام الظالم الأعمى، فنحن لا نريد ولا نقبل أن نستبدلَ ظلماً بظلم، وفساداً بفساد، وطُغْياناً بطغيان ؛ ولكننا نريدُ الحرية لكلّ مواطن، والكرامة لكلّ مواطن، والأمن لكل مواطن، والعدالة والخير لكلّ مواطن في عالمنا العربي والإسلامي.
+++++++++++++++++++++++++++++