المستقبل: 20 شباط 2011
من الجائز القول إن “الانتفاضة” اللبنانية قد سبقت الانتفاضتين التونسية والمصرية، بست سنوات تقريباً، من دون أن يُحسب هذا السبق الزمني مأثرة. كذلك من الجائز الافتراض أن ثمة أوجه شبه بين “ثورة الأرز” والثورتين العربيتين من نواح عديدة أساسية وجوهرية، منها تصدّر الشبيبة ميدانياً وسياسياً، ومباشرتها هي بالذات للانتفاض من دون انتظار للأحزاب وللأهل؛ ومنها أيضاً توسل المشهدية والاستحواذ على الصورة والكاميرا بوصفها عاملاً حاسماً في صناعة الرأي والتأثير، وفي امتلاكهما أسباب القوة. كذلك العمل على الحشد والتعبئة للسكان في التظاهر والاعتصام والمسيرات وانتقاء ساحة وسط العاصمة مكاناً جامعاً للجمهور، من دون انقطاع، وتحويله مبيتاً للثورة، ومقراً لقيادتها وخلاياها، ومحجة للمؤيدين والمراقبين والفضوليين وللإعلاميين، فتكون الساحة اختزالاًَ رمزياً وعيانياً للثورة وللبلد وللعاصمة وللإرادة الوطنية، وهي النواة والقلب بقدر ما هي الجسم كله.