مرحلة جديدة ومقلقة في المواجهة بين ايران واسرائيل: أمس، للمرة الاولى منذ الثورة الاسلامية، كان يفترض بسفينتين حربيتين تابعتين لسلاح البحرية الايراني أن تمرا في قناة السويس في طريقهما الى البحر الابيض المتوسط.
وكان نشر النبأ عن الرحلة البحرية العسكرية لاول مرة في “يديعوت احرونوت” في بداية هذا الاسبوع. قبل نحو يومين غادرت سفينتان ميناء جدة في السعودية وبدأت تشق طريقها باتجاه قناة السويس. أمس، في خطابه أمام مؤتمر الرؤساء في القدس، أفاد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بأن السفينتين ستجتازان قناة السويس. هدفهما النهائي هو أحد الموانيء الكبرى في سوريا – طرطوس أو اللاذقية.
احدى السفينتين الايرانيتين هي سفينة صواريخ، تحمل صواريخ بحر – بحر وطوربيدات. أما السفينة الثانية فهي سفينة شحن قادرة على ان تحمل شحنة بوزن 33 طن. مثل هذه السفينة يمكنها ان تحمل كمية كبيرة من الوسائل القتالية وتنزلها في سوريا، ومن هناك تنتقل الى حزب الله.
في جهاز الأمن يتابعون بتحفز مسار السفينتين، ولكن التعليمات الصادرة للجيش الاسرائيلي هي عدم الانجرار وراء الاستفزاز الايراني. وقال أمس وزير الدفاع اهود باراك ان “اسرائيل تتابع باهتمام حركة السفينتين الايرانيتين ووضعت دولا صديقة في صورة الوضع”. ويقول مصدر سياسي اسرائيلي ان هذا تطور مقلق جدا. “هذا استفزاز من ايران ضد الجميع. الهدف هنا الاظهار للوجود الاستفزازي في البحر المتوسط. هذه رسالة لاسرائيل، للولايات المتحدة وللعالم بأسره: نحن هنا، لدينا تواجد عسكري في البحر المتوسط ولا يهمنا أحد”.
مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي يقولون إن الاسطول العسكري يدل على العلاقة الوثيقة بين ايران، سوريا ولبنان. وقال مصدر عسكري ان “هذا استفزاز اذا استمر من شأنه ان يكون خطيرا”.
ويتبين من تقارير وصلت الى القدس ان سلطة قناة السويس، التابعة للسلطات المصرية، سمحت للسفينتين بالمرور في قناة السويس. ذات السلطة هي التي منعت قبل ثمانية اشهر فقط، وحينها كان حكم مبارك لا يزال قائما، عبور سفينة ايرانية كان يفترض ان تشارك في الاسطول الى قطاع غزة.
وجرت في اسرائيل في الآونة الأخيرة مشاورات مكثفة قُبيل وصول السفينتين الى القناة. وحتى اللحظة الاخيرة اعتقدوا في القدس بأن مصر ستمنع عبورهما، إلا ان المصريين أعطوا أمس الايرانيين الضوء الاخضر. المبرر الرسمي هو انه حسب ميثاق القسطنطينية من العام 1888 لا يمكن منع عبور السفن في قناة السويس، باستثناء سفن لدول توجد في حالة حرب مع مصر. ولكن في سلطة القناة نفوا أمس انهم أعطوا الاذن للسفينتين بالعبور. وقال أمس مدير السلطة، احمد المنحلي ان “كل سفينة تمر في القناة يجب ان تُبلغ عن ذلك قبل 48 ساعة. وحتى الآن لم يضعنا أحد في الصورة”.
وقال مصدر اسرائيلي كبير أمس: “من ناحية القانون الدولي لا يوجد هنا مشكلة. من حق الايرانيين العبور في المسار الدولي. المشكلة هي في الرسالة. يوجد هنا استفزاز واضح. تصوروا أننا كنا أخذنا عدة بارجات وذهبنا بها للتنزه أمام تركيا؟ واضح ان هذا سيكون استفزازا. بذات القدر، امتنعت اسرائيل عن القيام باستفزازات مشابهة والابحار في مياه الخليج الفارسي. الايرانيون يشخصون فراغا نشأ عقب انهيار الحكم في مصر ويرفعون الرأس”.
وبعث وزير الخارجية ليبرمان أمس برسالة حادة اللهجة للأسرة الدولية التي تتجاهل بزعمه افعال ايران. وقال في خطابه ان هذه الليلة ستمر في قناة السويس سفينتان حربيتان لايران نحو البحر الابيض المتوسط وستصلان الى سوريا، الامر الذي لم يحصل منذ سنوات عديدة. هذا استفزاز يثبت أن الثقة بالنفس والوقاحة الايرانية آخذة في الازدياد من يوم الى يوم. هذا الموضوع يأتي بعد زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى جنوب لبنان وتصريحاته العدوانية هناك ضد اسرائيل. لأسفي، الأسرة الدولية لا تبدي استعدادا لمواجهة الاستفزازات الايرانية المتكررة. نحن نتوقع ان تعمل الأسرة الدولية في أقرب وقت ممكن وبتصميم في وجه الاستفزازات الايرانية الرامية الى دفع الوضع في المنطقة الى التدهور وتضع الايرانيين في مكانهم”.
وفي هذه الاثناء، رفعت التقارير عن عبور السفينتين في قناة السويس أمس سعر برميل النفط الى مستوى 104 دولار، وهو الرقم القياسي منذ 29 شهرا.
يديعوت