زاد التمييز ضد القبائل في شرق ليبيا المظالم التي أشعلت انتفاضة ضد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في أجزاء من البلاد التي لها تاريخ في التمرد على السلطة.
ويقول خبراء إنه خلال حكمه المستمر منذ أربعة عقود في السلطة، كان القذافي يحابي قبائل في طرابلس والمنطقة المحيطة بها على حساب المناطق الشرقية حيث أكثر الموارد الليبية من النفط والتي فقد السيطرة عليها هذا الاسبوع.
ويسيطر متمردون مناهضون للقذافي على أراض تمتد من الحدود مع مصر حتى بنغازي على الاقل، وهي المنطقة نفسها التي قاد فيها عمر المختار المقاومة ضد السيطرة الايطالية في العشرينات من القرن الماضي وحيث واجه القذافي تمرداً في التسعينات.
وامتد التمرد حتى طرابلس حيث يتشبث القذافي بالسلطة في مواجهة عصيان بين بعض المسؤولين وانتقادات دولية لمحاولاته لسحق الانتفاضة.
وقال الخبير في الشؤون الافريقية سعد جبار ان المنطقة الشرقية كانت تمثل دائماً صداعاً مستمراً للاستعمار الايطالي ومختلف الحكام، بمن فيهم ملوك ليبيا والقذافي. وأضاف ان شرق ليبيا كان دائماً أكثر تأثرا من الاجزاء الاخرى من البلاد بالاحداث في مصر التي ساعد التمرد على رئيسها حسني مبارك في تشجيع الانتفاضة ضد القذافي الذي يحكم بلاده منذ 1969 .
وتشعر القبائل في الشرق بالاستياء من محسوبية القذافي والامتيازات التي خص بها الزعيم الليبي الذين يتمركزون في طرابلس والمناطق المحيطة بها.
وقالت رئيسة برنامج الشرق الاوسط في مؤسسة “تشاهام هاوس” في لندن كلير سبنسر : “انهم يشكون من التوزيع غير العادل للموارد… انه تركيز الشبكات القبلية للقذافي في طرابلس الذي شجع الاستثمار والمحاباة هناك على حساب بنغازي”.
وأفراد قوى الامن الليبية في الشرق من الذين تمردوا على القذافي وانتماءاتهم القبلية زايدت على أي ولاء للزعيم الذي يتمسك بالسلطة في طرابلس.
وقال ديرك فانديفال وهو خبير في الشؤون الليبية في كلية دارتموث بالولايات المتحدة إن “القذافي اعتقد دائما ان ثمة أشخاصا في بنغازي وأجدبية بشرق ليبيا وغيرهما لا يمكن الوثوق بهم وغير موالين له بدرجة كبيرة”.
وأضاف: “نذكر ان ليبيا تكونت بطريقة مصطنعة عام 1951 والمناطق في ذلك الوقت كانت برقة حيث بنغازي الان، وطرابلس (القديمة) حيث طرابلس الان، ولا أوجه شبه تذكر بينهما… منذ البداية كانت قضايا تتعلق بالشركة، وهذا الامر زاد أكثر مع اكتشاف مزيد من النفط … في المحافظتين”. رويترز